01-يوليو-2024
وسيم أبو سل

الملاكم الفلسطيني وسيم أبو سل

يكافح الرياضيون عادة من أجل تحقيق إنجازات لافتة في مسيرتهم المهنية، لكنّ الرياضيين الفلسطينيين يكافحون بشكل مضاعف، ويمتزج كفاحهم واجتهادهم بالمعاناة التي تكفل بالقضاء على مسيرة أي رياضي آخر.

يعتمد الملاكم الفلسطيني وسيم أبو سل على الرسائل النصية من أجل تلقي تعليماته التدريبية، بسبب منع قوات الاحتلال وصول المدرب المقيم في مصر  إلى فلسطين

من هؤلاء الرياضيين الفلسطينيين يبرز وسيم أبو سل، الملاكم الفلسطيني المقيم في رام الله، والذي حقق برونزية دورة الألعاب العربية، وشارك في دورة الألعاب الآسيوية في الصين، ثم بطولة "بوكسام"، التي جرت مطلع العام الجاري في إسبانيا، ثم المرحلة الأخيرة من التصفيات النهائية للمُلاكمة في تايلاند الشهر الماضي، والمؤهلة إلى دورة الألعاب الأولمبية باريس 2024.

وبعد عدم النجاح في تجاوز التصفيات النهائية المؤهلة لأولمبياد باريس، أتته فرصة ذهبية من أجل تمثيل بلاده فلسطين ورفع علمها في المحافل الأولمبية، حينما ضمن مشاركته بالمسابقة عن فئة الوزن الخفيف تحت 63 كيلو غرامًا، حيث تلقّى أبو سل دعوة من اللجنة الأولمبية الدولية، بهدف تمثيل جميع الدول المنضوية تحت لوائها.

خبر تمثيل فلسطين بأولمبياد باريس يعد فخرًا لأي لاعب فلسطيني، وهو إنجاز غير مسبوق في تاريخ الملاكمة الفلسطينية، لكن الاحتلال الإسرائيلي ما زال يضع العراقيل أمامه، فيحرم اللاعب من التحضير للأولمبياد مع مدربه المقيم في مصر، ولا يمكن لوسيم أبو سل الالتقاء مع مدربه إلى في المحافل الخارجية، وخارج موطنه فلسطين.

يدرب وسيم أبو سل أحمد حرارة، وهو شاب من غزة مقيم في مصر، ويعتمد الملاكم الفلسطيني على الرسائل النصية من أجل تلقي تعليماته التدريبية، بسبب منع قوات الاحتلال وصول المدرب إلى فلسطين، في حالة استثنائية للغاية، وربما يكون وسيم الوحيد في تاريخ الألعاب الأولمبية الذي يتلقى التدريبات بهذه الطريقة.

ومع ذلك يثابر وسيم أبو سل من أجل تحقيق حضور جيد في دورة الألعاب الأولمبية، حيث صرح لوكالة فرانس برس: "إنّه حلمي منذ كنت في العاشرة من عمري، كنتُ أستيقظ كلّ يومٍ وأتساءل كيف سأصل إلى الألعاب الأولمبية، لكنني عازم على التألق بالرغم من أنني لا أرى مدربي إلا عندما أسافر للمسابقات الدولية، هو يحدّد برنامجي التدريبي كلّ يوم، وأنا أتدرّب كلّ صباح".

ويعيش وسيم أبو سل صعوبات أخرى، وحسب صحيفة العربي الجديد، فإن شريكه المعتاد في التدريبات لا يلعب في الفئة عينها، على اعتبار أنّه يزن 71 كيلوغراماً مقابل 57 كيلوغراماً لـ"وسيم"، رغم أن لديه منافساً من الوزن ذاته، لكنه مقيمٌ في القدس، مما يعقّد الأمور عليه بشكل كبير، ولا سيما أنّ الضفة الغربية المحتلة منذ عام 1967، مفصولة عن القدس الشرقية والأراضي المحتلة الأخرى.

وعن ذلك تحدث وسيم أبو سل لفرانس برس: "كلّ هذا يجعل تنظيم المسابقات أمراً معقداً، ومِن ثمّ هناك مسابقات أقل في البلاد، كما أن الذهاب إلى الخارج يتضمّن أيضاً نصيبه من الصعوبات، فالعديد من الدول ترفض منح تأشيرات لحاملي جوازات السفر الفلسطينية، الأمر الذي يجعلنا نخسر فرصة المشاركة في المسابقات بسبب انتظار التأشيرات".