ألترا صوت - فريق التحرير
هنالك العديد من الطرق التي تساعد على حرق بعض السعرات الحرارية مقابل إفراز القليل من العرق من الجسد، لكن الجنس بالتأكيد هو أكثرها متعة وإثارة على الإطلاق.غير أن السؤال الأهم هو كم يبلغ عدد السعرات الحرارية التي يتم حرقها أثناء ممارسة الجنس؟ وهل يساعد الجنس، لوحده، في الحفاظ على الرشاقة. تقرير نشره موقع مجلة تايم، يجيب على هذا السؤال، ننقله لكم في السطور التالية مترجمًا.
كم يبلغ عدد السعرات الحرارية التي نحرقها بمارسة الجنس؟ الجواب هو أن الجنس لا يحرق عددًا كبيرًا من السعرات الحرارية، أي ليس بالقدر الكافي للحفاظ على رشاقة الجسم والتخلص من بعض الوزن. لكن في المقابل، بالإمكان، بسهولة، تعويض عدد السعرات الحرارية القليل الذي حُرق أثناء ممارسة الجنس.
قد تؤدي ممارسة الجنس إلى حرق حوالي 101 سعرة حرارية بالنسبة للرجل و69 سعرة حرارية بالنسبة للمرأة
ووجدت إحدى الدراسات أن ممارسة الجنس قد يؤدي إلى حرق أكثر من 100 سعرة حرارية، بالنسبة للرجل على الأقل. وقام فريق من الباحثين من جامعة مونتريال الكندية، بمقارنة حرق السعرات الحرارية أثناء الجري مع حرق السعرات الحرارية أثناء ممارسة الجنس، ليجدوا بطبيعة الحال، أن السعرات الحرارية المستهلكة في الحالة الأولى، أي أثناء ممارسكة الركض، أعلى بكثير من الحرق أثناء ممارسة الجنس.
اقرأ/ي أيضًا: 6 حقائق عن الجنس قد لا تعرفها
ووجدت أنّ المرأة مثلًا تحرق ما معدله 213 سعرة حرارية خلال نصف ساعة من الهرولة الخفيفة، بينما يحرق الرجل ما معدله 276 سعرة حرارية في الفترة ذاتها من هذا النشاط الرياضي الخفيف. أما أثناء ممارسة الجنس، فيستهلك الرجل ما معدله 101 سعرة حرارية، مقارنة بما معدله 69 سعرة حرارية لدى المرأة، حيث تستهلك 3.6 سعرة حرارية في الدقيقة أثناء ممارسة الجنس.
ما سبب هذا التباين؟
أما سبب هذا التباين في حرق السعرات الحرارية أثناء ممارسة الجنس بين الرجل والمرأة، فيعود إلى الطاقة التي يستهلكها الرجل أثناء الجماع، مقارنة بالمرأة، وذلك بحسب ما أفاد الباحث المشرف على الدراسة، أنتوني كاريليس، وهو أستاذ علم الحركة البشرية في جامعة مونتريال. كما أن الرجل عادة ما يكون أكثر حركة أثناء ممارسة الجنس، مقارنة بالمرأة، كما يقول كاريليس.
وبالرغم من أن الناس لا يعتبرون النشاط الجنسي من أسباب اللياقة والحفاظ على الرشاقة من خلال حرق السعرات الحرارية، إلا أنه ليس من الخطأ التفكير في ممارسة الجنس على أنها وسيلة بسيطة ومثيرة في نفس الوقت، لخسارة بعض السعرات الحرارية، قد تصل إلى 100 سعرة حرارية في المرة الواحدة الواحدة، بشرط عدم الاعتماد على ذلك بالتأكيد إن كنت تريد الحفاظ على صحة جيدة. فلا بديل عن الرياضة والجري وممارسة الرياضات الأخرى التي فيها قدر أكبر من الحركة واستهلاك الطاقة.
وكانت مرات ممارسة الجنس موضوع الدراسة، تستغرق متوسط 25 دقيقة، يدخل ضمنها التقبيل والعناق السابق للمعاشرة الجنسية. وهذه فترة طويلة تتجاوز المعدل المعروف للفترة الزمنية التي يستغرقها الجماع الجنسي. فحسب مجلة "نيو إنجلاند الطبية" (The New England Journal of Medicine) فإن المعاشرة الجنسية تستغرق ما معدله ست دقائق فقط، لكن هذا الرقم لا يأخذ بالاعتبار المداعبة الجنسية السابقة للجماع.
وشارك في هذه الدراسة التي بين أدينيا، عدد من الشباب الذين يبلغ معدل أعمارهم 23 عامًا. وثمة ما يشير في الدراسة إلى أنهم قد مارسوا الجنس بطريقة أكثر حركة وانفعالًا مما يحدث في الحالات العادية عمومًا. فهنالك دراسة نشرت في المجلة الأمريكية لطلب القلب (American Journal of Cardiology)، وجدت أن المرحلة ما قبل النشوة الجنسية من الجماع، لا تتطلب من الجهد إلا بقدر ما يستهلكه الإنسان في المشي الخفيف.
إذن، فممارسة الجنس، خاصة بين الأزواج كبار السن الذين عاشوا مع بعضهم لفترات طويلة، لا تتطلب عادة أي قدر من المجهود الملحوظ الكفيل بجعل دقات القلب تتسارع بشكل ملحوظ وتؤدي إلى استهلاك قدر عال من السعرات الحرارية، كما حصل مع الشباب والشابات ممّن شاركوا في الدراسة.
لكن يمكن لكل شخص أن يعدل من طريقة ممارسة للجنس بما يناسبه ويستهويه. فعدد السعرات الحرارية التي تستهلك أثناء الجنس تختلف من شخص إلى آخر، ومن مرة إلى أخرى. كما أن الأوضاع الجنسية (Sex Position)، تلعب دورًا كبيرًا في عدد السعرات الحرارية المستهلكة، فالوضع التبشيري (Missionary Position)، حيث يكون الرجل في الأعلى، يستهلك من الرجل قدرًا أكبر من السعرات الحرارية.
ولا بد من الإشارة إلى أن هنالك عددًا من حالات الوفاة الناجمة عن السكتة القلبية أثناء الممارسة الجنسية، ولكن تبقى هذه حالات نادرة، ومرتبط بالعديد من العوامل الأخرى الخارجة عن الجماع، مثل تناول المخدرات والمنشطات الجنسية والإفراط في تناول الكحول قبل الممارسة الجنسية وأثنائها.
للجنس آثار إيجابية على الإنسان، فالممارسة المعتدلة له ترتبط بالوقاية من عديد الأمراض الجسدية والذهنية وتحسين المزاج والتخلص من الاكتئاب
ومن الجدير بالذكر أيضًا، أنه حتى لو كانت ممارسة الجنس لا تحرق الكثير من السعرات الحرارية، إلا أن للجنس آثارًا إيجابية معروفة على الإنسان، حيث ترتبط الممارسة الجنسية المعتدلة بالوقاية من عدد الأمراض الجسدية والذهنية وتحسين المزاج العام والتخلص من الاكتئاب، وذلك لما تسببه من إفراز لهرمونات تساعد على الاسترخاء وتبعث الراحة والسعادة وتساعد كذلك على النوم. أما لمزيد من حرق السعرات الحرارية، فليس أمامك سوى أن تخرج قليلًا إلى الشارع، وتركض!
اقرأ/ي أيضًا:
عن الموت وممارسة الجنس في زمن الحروب
كيف يمكن لممارسة اليوغا أن تحسن حياتك الجنسية؟
روبوت جنسي بمفهومٍ جديد.. استكشاف الآفاق المثيرة للتكنولوجيا