الذكاء عند الطفل هو صفة وراثية غالباً، أي أنها صفة تولد مع الطفل. لكن في الواقع، هذه الصفة بحاجة لتطوير وتحديث دائمين، فإذا وجدت الظروف الطبيعية الملائمة ستزداد وتظهر، إلا أنه قد يتم طمسها وإخفاء معالمها في بعض الظروف. لكن كيف أعرف أن طفلي ذكي؟ في هذا المقال سنستعرض 7 علامات أساسية يمكن الاعتماد عليها.
الذكاء عند الطفل هو صفة وراثية غالباً، أي أنها صفة تولد مع الطفل. لكن في الواقع، هذه الصفة بحاجة لتطوير وتحديث دائمين
هنا سنحاول بدورنا تحديد كيفية معرفة ما إذا كان الطفل ذكيًا، وهذه هي الخطوة الأولى الأكثر أهمية لتستطيع لاحقًا تطوير هذا الذكاء وصقل مهارات الطفل.
أنواع الذكاء عند الأطفال
قبل الإجابة على التساؤل الأساسي هنا، وهو: "كيف أعرف أن طفلي ذكي؟"، يجب أن نحدد أولاً عن أي نوع من الذكاء نتحدث؟ فللذكاء أنواع وأشكال كثيرة، ولا يمكن بطبيعة الحال حصر الذكاء في التحصيل المدرسي وفقط.
ومن أنواع الذكاء: الذكاء في الحوار، الذكاء الاجتماعي، الذكاء الرياضي، الذكاء الفيزيائي، بالإضافة للذكاء الفني. وهذه بعض أنواع الذكاء وليست كلها. وفي جميع الأحوال يجب العمل على تطوير مهارات الطفل وزيادة ذكائه في مراحل النمو المتعددة.
وهنا سنعطيكم بعض المؤشرات والدلالات التي تستطيع من خلالها الإجابة عن التساؤل الأهم، وهو كيفية معرفة إذا كان الطفل ذكيًا. ومن هذه العلامات:
1. الفضولية الظاهرة
وهذه العلامة تظهر على الطفل بعد عمر الثلاث سنوات عادةً حيث تبدأ مرحلة النطق السليم وتمييز الأشياء حوله فيبدأ بالسؤال عن كل جديد مع تكرار الأسئلة لحين يقتنع بالإجابة وهنا يجب على الأهل إجابة الطفل عن تساؤلاته وعدم قمعه لأن هذا يساعد في زيادة ذكائه وتطوير مهاراته.
2. دقة الملاحظة
يتميز الطفل عادةً بصفاء ذهنة وزيادة تركيزه لذلك يلاحظ التغيرات البسيطة من حوله ويبدأ بالسؤال عنها وهنا يمكن اختبار قوة ملاحظة الطفل وتركيزه عن طريق تحريك بعض قطع الأثاث في المنزل والتي يجب أن يلاحظها الطفل.
3. التنويع في صيغة الأسئلة
قد يلاحظ على بعض الأطفال قدرتهم على التنويع في الأسئلة عن نفس الموضوع فيبدأ بالسؤال المباشر عن شيء معين ثم يحاول المراوغة والسؤال بطريقة غير مباشرة عن نفس الموضوع، كما يلاحظ أحياناً التنويع في أدوات السؤال فيستخدم كم وهل و لماذا، وفي هذه الحالة نجد أن الطفل يتمتع بالذكاء في الحوار فقد يكون محاوراً جيداً في المستقبل.
4. التقليد
يبدأ الطفل في تقليد والديه والأهل في عمر متقدمة فقد يبدأ بالتقليد منذ العام الأول ويلاحظ عليه محاولة تكرار الحركات حوله ثم يبدأ بتقليد الأصوات إلى أن يصل لتقليد الكلام وطريقة الأكل وهكذا وعندها يجب التركيز على إظهار التصرفات الجيدة أمام الطفل لأن الطفل مرآة والديه.
5. كثرة الكلام
على الرغم من أن الآباء يظهرون إنزعاجاً أحياناً من كثرة كلام الطفل خصوصاً في السنوات الثلاث الأولى من عمره، إلا أنه في الحقيقة إحدى علامات الذكاء لدى الطفل، فهو يحاول تطوير مهاراته اللغوية ويحاول لفت الانتباه باستمرار، لذلك يجب الاستماع للطفل ومحاولة إجراء حوار مفيد معه.
كما يجب التركيز على وضوح الكلام، فالطفل الطبيعي يبدأ الكلام بوضوح في عمر السنتين فيما يبدأ بعض الأطفال بالكلام الواضح بعد عمر 18 شهر فقط، وبالتالي فإن الكلام السليم إحدى علامات الذكاء لدى الأطفال.
6. تمييز الألوان والأشكال
من علامات الذكاء لدى الطفل هو تميزه للألوان والأشكال في سن مبكرة حيث يستطيع الطفل التمييز بين الألوان في عمر السنتين ويستطيع التعبير عن ذلك في عمر الثلاث سنين تقريباً لذلك يجب سؤال الطفل عادةً عن الالوان باستمرار لتطوير مهاراته.
7. العناد ومحاولة فرض الرأي
يحاول بعض الأطفال إظهار الشخصية العنيدة رفض مطالب والديهم ومحاولة فرض رأيهم بطريقة أو بأخرى، وهنا يجب أن يكون الأهل على قدر من الوعي للحفاظ على شخصية الطفل وخياراته بطريقة سليمة، ومساعدته في أخذ القرار المناسب.
نصائح مهمة للوالدين
إذا كنت تتساءل كيف أعرف أن طفلي ذكي، عليك أن تعرف أن الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل هي الأهم في حياته، وهي السنوات التي يتم فيها بناء شخصية الطفل، لذلك يجب الانتباه لتطوير مهارات وقدرات الطفل.
الخمس سنوات الأولى من عمر الطفل هي الأهم في حياته وهي التي يتم فيها بناء شخصية الطفل، لذلك يجب الانتباه لتطوير قدراته خلالها
وليكن السؤال المهم هو: كيف أعرف أن طفلي ذكي؟"، لكن السؤال الأهم هو: "كيف أحافظ وأطور ذكاء طفلي؟"، إذ إن معظم الأطفال يولدون بمهارات فطرية متطورة، لكن الأهل إما أن يبرزوها أو يعملون على إخفائها بالكامل دون أن يدركوا.
ومن المهم أن يذكر الوالدان أنه حتى إذا لم يظهر الطفل حاليًا بعض علامات الذكاء الموصوفة أعلاه، فإن هذا لا يعني أنه قد يكون ذكيًا أو لامعًا في المستقبل، إذ إن هذه بعض العلامات المبكرة للذكاء فقط، وقد يختلف أو يتفق المختصون حولها. أما الأمر الأهم الذي يتفق جميع الخبراء حوله، فهو أهمية التنشئة الإيجابية للطفل على العلم والمعرفة والقراءة وحب الكتب والمعرفة. وهنا يأتي دور الأمهات والآباء وغيرهم من الكبار حول الأطفال في الاستثمار بالاستعداد الفطري للطفل للتعلم.
كيف يمكن تهيئة البيئة المناسبة لتعزيز ذكاء الطفل؟
إذن ما الذي يجب عليك فعله عندما تلاحظ وجود إمكانات مبكرة لطفلك على مستوى الذكاء؟ كيف يمكنك المساعدة في رعاية مواهبهم وشحذ أذهانهم دون ممارسة ضغوط خانقة عليهم؟
1) استخدم طرقًا مبتكرة إبداعية لتحفيز الطفل على الانخراط في النشاط المطلوب
من المهم أن لا يتعامل الطفل مع مهاراته وتطويرها باعتبارها واجبًا يرغب بالانتهاء منه. عليك أن تبحث دومًا عن طرق محفّزة ومسلية لجذب الطفل إلى الاهتمام بالمهارة التي يتمتع بها وتنميتها وصقلها.
2) احرص على اختلاط الطفل مع أطفال آخرين من نفس الاهتمام
يعزز ذلك من حسّ المنافسة لدى الطفل، إضافة إلى مضاعفة فضوله وتعلمه المزيد عبر الاستفادة من المهارات الإضافية لدى الآخرين.
3) ابحث عن مصادر الإلهام المناسبة
لا أحد يحقق العظمة بمفرده، وجميعنا بحاجة إلى مصدر للإلهام والاحترام. لذلك من الضروري أن يتعرف الطفل على القدوات العليا في المجال الذي يهتم به، كي يطمح أن يكون مثلهم في المستقبل ويتعلم منهم باستمرار.
4) احرص على بناء قيمة أسرية إيجابية داعمة للموهبة
فالقيم العائلية توفر أساسًا لتوجيه الطفل ونموّه وحماسته للتطوّر، إذ تظهر الأبحاث أنه عندما يكون لدى الأطفال شعور قوي بالدعم والانتماء، فإنهم يكونون أكثر قدرة على التفوّق.
علامات إضافية على الذكاء والعبقرية عند الأطفال
- الحديث مع كبار السن والتواصل معهم
- سرعة تعلم الموسيقى
- حس الدعابة
- الفضول
- الذاكرة القوية
- القدرة المبكرة على القراءة والتعلم وفهم الأشياء بسرعة.
- الملاحظة الشديدة والفضول والميل لطرح الأسئلة.
- القدرة على التفكير التجريدي ، مع إظهار علامات الإبداع والابتكار
- التطور المبكر للمهارات الحركية
- يجد متعة في اكتشاف اهتمامات جديدة أو استيعاب مفاهيم جديدة.
- الاستخدام المبكر للمفردات المعقدة.
- الاستقلالية والاعتماد على الذات والمسؤولية في إنجاز المهام.
- القدرة على عرض المواقف من وجهات نظر مختلفة واستكشاف طرق بديلة.
تنبيه
ضع في اعتبارك دومًا أن الضغط المفرط على الأطفال يمكن أن يكون ضارًا ويؤدي إلى نتائج عكسية. عندما يشعر الأطفال أن كل مهمة منزلية إبداعية لها تبعات كبرى على مستقبلهم، وأن كل نشاط تسلية يرتبط بغاية أعلى من التسلية نفسها، فإن هذا قد يؤدي إلى عواقب سلبية جدًا، تضر بمصلحة الأطفال النفسية والذهنية والعقلية أيضًا. التسلية واللعب حقّ للطفل، وليس من حق الوالدين تحويل الأنشطة اللعبية إلى واجبات.