10-نوفمبر-2024
الاحتلال الإسرائيلي

يحيئيل ليتر وبنيامين نتنياهو (مواقع التواصل الاجتماعي)

في خطوة مثيرة للجدل، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قبل أيام، عن تعيين يحيئيل ليتر، سفيرًا للاحتلال في الولايات المتحدة.

قرار نتنياهو، الذي صدر يوم الجمعة، بتعيين يحيئيل الذي يعتبر من أبرز الفاعلين في الأنشطة الاستيطانية بالضفة الغربية، أثار الكثير من الجدل، حول التداعيات المحتملة على الصعيدين الدولي والمحلي.

وحسب موقع "ميدل إيست آي"، فقد شغل ليتر عدة مناصب بارزة في الساحة السياسية الإسرائيلية، بما في ذلك رئيس ديوان نتنياهو عندما كان وزيرًا للمالية، وكذلك مساعدًا لرئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون

قرار نتنياهو بتعيين يحيئيل ليتر سفيرًا في الولايات المتحدة، أثار الكثير من الجدل، لأنه يعتبر من أبرز الفاعلين في الأنشطة الاستيطانية بالضفة الغربية

ويُعرف ليتر بمواقفه الصريحة في دعم الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، وخصوصًا المستوطنات في مدينة الخليل، وكذلك دعواته المستمرة لضم الضفة الغربية بشكل رسمي. ففي مقال نُشر عام 2020، دعا إلى ضم الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية إلى إسرائيل، وهو موقف يتماشى مع سياسات اليمين الإسرائيلي التي تعتبر الأراضي المحتلة جزءًا من كيان الاحتلال.

تجدر الإشارة إلى أن ليتر يقيم في مستوطنة "إيلي" شمال رام الله، وقد أسس مؤسسة مقرها في الولايات المتحدة، وتهدف إلى توفير المساعدات المالية والمعدات الأمنية للمستوطنات في الضفة الغربية. ويأتي هذا التعيين في وقت حساس، حيث تعزز الحكومة الإسرائيلية الحالية سياسات الاستيطان، التي كانت قد شهدت توسعًا كبيرًا في عهد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

وقد رحب زعماء المستوطنين الإسرائيليين بتعيين ليتر، بما فيهم رئيس مجلس "يشع"، وهي الهيئة التي تمثل المستوطنات في الضفة الغربية، يسرائيل جانز، والذي وصف ليتر بأنه "شريك رئيسي في الدعوة إلى يهودا والسامرة"، وهو المصطلح الذي يستخدمه العديد من الإسرائيليين للإشارة إلى الضفة الغربية. هذه الإشارة تؤكد التوجهات الإسرائيلية التي تهدف إلى تعزيز السيطرة على الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وُلد يحيئيل ليتر في الولايات المتحدة، قبل أن ينتقل إلى الأراضي المحتلة، وكان عضوًا في "رابطة الدفاع اليهودية" في شبابه، وهي مجموعة يمينية متطرفة أسسها الحاخام مائير كاهانا في الولايات المتحدة. وفي وقت لاحق، صنفت الولايات المتحدة هذه المنظمة كإرهابية قبل أن تُرفع عنها هذا التصنيف في عام 2022. كما قُتل ابن ليتر في العام الماضي خلال اشتباكات مع المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهو ما يضيف بعدًا شخصيًا لهذا التعيين من قبل نتنياهو.

ويأتي تعيين ليتر بعد أيام قليلة من انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للولايات المتحدة، وهو الذي كان قد دعّم بشكل غير مسبوق سياسات الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية. وفي فترة حكمه، اعتبرت الولايات المتحدة المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غير مخالفة للقانون الدولي، وهو موقف أعاد تحفيز سياسات توسيع المستوطنات في الأراضي المحتلة.

ويعكس هذا التعيين رغبة نتنياهو في تعزيز التوجهات الاستيطانية، والتوسع في الضفة الغربية، بما يتماشى مع مواقف اليمين المتطرف. كما يبيّن القرار رغبة نتنياهو في تعزيز التحالفات مع الحركة الاستيطانية داخل الأراضي المحتلة وفي الخارج، ويعزز من تأثير اليمين المتطرف في السياسة الإسرائيلية، ما ينذر بمزيد من التصعيد في العلاقة مع الفلسطينيين، بالإضافة إلى تعقيد العلاقات مع المجتمع الدولي.