أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن فرض عقوبات على منظمة "أمانا"، وهي جزء من حركة الاستيطان الإسرائيلية، وعلى شركة الإنشاءات التابعة لها "بينياني بار أمانا". وذلك في بيان رسمي نشرته الوزارة مساء الإثنين.
وتأتي هذه العقوبات وسط تصاعد الأعمال الإرهابية وأنشطة الاستيطان من قبل المستوطنين في الضفة الغربية، حيث أعربت الولايات المتحدة عن قلقها من أنشطة بعض المستوطنين، ودعت المؤسسات المالية إلى الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة تمول أعمال العنف أو تسهم فيها.
وبحسب البيان، دعمت "أمانا" بؤرًا استيطانية ومستوطنين تورطوا في أعمال عنف ضد الفلسطينيين، فضلًا عن دورها في توسيع المستوطنات الإسرائيلية عبر إنشاء بؤر زراعية. وأوضحت وزارة الخزانة أن العقوبات تأتي بموجب الأمر التنفيذي رقم 14115، الذي يستهدف "الجهات المسؤولة عن الاستيلاء على الأراضي أو دعم العنف في المنطقة".
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن فرض عقوبات على منظمة "أمانا"، وهي جزء من حركة الاستيطان الإسرائيلية، وعلى شركة الإنشاءات التابعة لها "بينياني بار أمانا"
وأشارت الوزارة إلى أن "أمانا" قدمت دعمًا ماليًا وبنيويًا لمستوطنات إسرائيلية وبؤر استيطانية، من بينها تقديم قروض لتأسيس مزرعة "ميطاريم"، التي فرضت عليها عقوبات سابقة بسبب "تورطها في أعمال عنف". كما تلعب "أمانا" دورًا رئيسيًا في إنشاء البنية التحتية للمستوطنات عبر شركتها التابعة "بينياني بار أمانا"، التي تتولى بناء وبيع المنازل في الضفة الغربية. وأكد البيان أن هذه الأنشطة "تساهم في تصعيد التوترات وزيادة العنف في الضفة الغربية، ما يهدد استقرار المنطقة ككل".
وتشمل العقوبات تجميد جميع الأصول التابعة للمنظمتين داخل الولايات المتحدة، ومنع المواطنين الأميركيين من التعامل معهما. كما يُحظر على أي كيان يمتلك "أمانا" أو "بينياني بار أمانا" فيه نسبة 50% أو أكثر من الأسهم إجراء أي معاملات مالية أو تجارية.
وأكد نائب وزير الخزانة، والي أديمو، "التزام الولايات المتحدة بمحاسبة الجهات التي تعيق السلام والاستقرار في الضفة الغربية"، وأشار إلى أن المملكة المتحدة وكندا اتخذتا خطوات مماثلة بفرض عقوبات على "أمانا".
واختتمت وزارة الخزانة بيانها بتوضيح أن الهدف من العقوبات "ليس المعاقبة، بل الضغط من أجل تغيير السلوكيات المزعزعة للاستقرار". وشجعت الوزارة الجهات المتضررة على اتباع الإجراءات القانونية لتقديم طلبات رفع العقوبات إذا ما أبدت التزامًا بالقانون الدولي.
منظمة "أمانا" التي يديرها زئيف حيفر، المعروف بـ"زامبش"، تعد من أبرز الشركات الاستيطانية، وحيفر هو أحد القادة البارزين لمجلس المستوطنات في الضفة الغربية وله ارتباطات وثيقة مع رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وشملت قائمة العقوبات الأميركية أسماء عدة شخصيات ومنظمات، من بينها شبتاي كوشلوفسكي، وايتمار يهودا ليفي، وزوهر صباح، بالإضافة إلى منظمتي "بار أمانا بيلدينغز" و"إيال هاري يهودا". وأشارت وزارة الخزانة إلى أن كوشلوفسكي مرتبط بمنظمة "هاشومير يوش" (حراس يهودا والسامرة، تختصر بالعبرية: يوش) التي كانت مدرجة مسبقًا في قائمة العقوبات.
وتعتبر منظمة "هاشومير يوش" من بين أبرز الجهات الاستيطانية المدعومة من قبل الحكومة الإسرائيلية، وقد تأسست في 2013، وتوسعت في نشاطاتها لتشمل العديد من المناطق في الضفة الغربية، ووفقًا لموقع "ألترا فلسطين"، فهي تقوم بعمليات استيلاء على أراضٍ فلسطينية، وتدير أكثر من 30 مزرعة رعوية.