15-مايو-2024
مهرجان كان يحظر التضامن مع فلسطين

حظرت إدارة المهرجان أي رموز فلسطينية تعبّر عن التضامن مع قطاع غزة (مهرجان كان)

انطلقت أمس الثلاثاء، 14 أيار/مايو الجاري، فعاليات الدورة الـ77 من "مهرجان كان السينمائي" وسط حالة من الترقّب بسبب الاحتجاجات المقرر تنظيمها من قِبل العمّال الموسميين احتجاجًا على الأجور المنخفضة، إضافةً إلى انتشار شائعات تُفيد باحتمال صدور قائمة تتضمن أسماء ممثلين ومخرجين ومنتجين سيُتهمون بالعنف الجنسي.

في هذه الأجواء المتوترة، قرّرت مدينة كان الفرنسية حظر التظاهر وتنظيم المسيرات الاحتجاجية على طول شاطئ كروازيت، حيث تُقام التظاهرة السينمائية. وقال رئيس المهرجان، تييري فريمو، في مؤتمر صحفي: "قررنا هذا العام أن يكون المهرجان بدون جدلية، لنحرص على أن يكون الاهتمام الرئيسي لنا جميعًا هو السينما، فإذا كانت هناك جدليات أخرى فهذا لا يعنينا".

ولا يأتي هذا القرار بهدف منع العمّال الموسميين من التظاهر، وإنما كمحاولة لقطع الطريق على أي مسيرات قد تُنظّم تأييدًا لفلسطين وتضامنًا مع قطاع غزة، الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية تشنها "إسرائيل" منذ 222 يومًا.

حظرت مدينة كان التظاهرات والمسيرات الاحتجاجية، فيما قررت إدارة المهرجان حظر أي رموز فلسطينية تُشير إلى التضامن مع قطاع غزة

وبهدف منع أي محاولة للتعبير عن التضامن مع غزة، قررت إدارة المهرجان أيضًا حظر أي رموز فلسطينية تُشير إلى التضامن مع القطاع، علمًا أنها كانت قد وافقت في البداية على ارتداد الفنانين العرب دبابيس تعبّر عن دعمهم وتضامنهم مع غزة.

وتأتي هذه الخطوة لتكرّس سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الدول الغربية ومؤسساتها الثقافية والفنية والأكاديمية، إذ شهدت نسخة 2022 من "كان" مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في حفل الافتتاح عبر تقنية الفيديو، حيث وعد حينها بأن بلاده ستنتصر في مواجهة الغزو الروسي وسط تصفيق الحضور.

واتخذت سلطات مدينة كان إجراءات أمنية مشددة وغير مسبوقة للتعامل مع أي احتجاجات تضامنية مع غزة، خاصةً في ظل ما شهدته مسابقة الأغنية الأوروبية "يوروفيجن" التي أُقيمت بمدينة مالمو السويدية، حيث نظّم المتضامنون مع غزة، من الفلسطينيين وغيرهم، مظاهرات ضخمة تنديدًا بالحرب الإسرائيلية على القطاع.

إلى ذلك، يستعد العمّال الموسميين في المهرجان للإضراب للمطالبة تحسين أجورهم، وإدراجهم في نظام التأمين ضد البطالة الخالص بالعمّال الموسميين الذين يعملون بعقود قصيرة الأجل. ومن المتوقع أيضًا تنظيم احتجاجات يشارك فيها العاملون في مختلف المهرجانات السينمائية الفرنسية بحسب ما ذكره موقع "ديدلاين" قبل أسبوعين.

وتهدِّد اللائحة التي تتضمن أسماء فنانين ومخرجين ومنتجين سيتّهمون بالاعتداء والعنف الجنسيين، التي أفادت وسائل إعلام فرنسية بأنه من المحتمل صدورها خلال التظاهرة، استقرار الأخيرة.

وفي حال صدور اللائحة، فإن المهرجان سيشهد حالة من التوتر، خاصةً في ظل الجدل القديم والمتجدد بشأن ضرورة مقاطعة أعمال الفنانين أو المخرجين أو المنتجين المتهمين بقضايا عنف واعتداء جنسي.