الترا صوت - فريق الترجمة
لقد سمعنا جميعًا النصيحة التي تشجع على السير 10 آلاف خطوة يوميًا، ولكن هل هذا الرقم الدقيق والشائع، ضروري حقًا لجني المكاسب الصحية والوقاية من الأمراض وتحسين جودة الحياة؟ ثم كيف انتشر هذا الرقم بين الناس، وهل يمكن الحفاظ على الصحة عبر السير خطوات أقل في اليوم، مثلًا أربعة آلاف خطوة؟ هذا ما سنتعرف عليه فيما يلي، نقلًا بتصرف عن موقع شبكة "CNN".
وفق دراسة حديثة، فإن العدد الأمثل من الخطوات التي يجب الالتزام بها يوميًا للحفاظ على الصحة وتحسين جودة الحياة وإطالة العمر، قد يكون أقل من 10 آلاف خطوة بكثير، رغم أن ذلك قد يختلف أيضًا من شخص لآخر.
النساء البالغات اللواتي يسرن 4400 خطوة أو أكثر يوميًا، معدلات وفاتهن أقل بـ41% من النساء اللواتي يسرن 1700 خطوة أو أقل
ووجدت دراسة جديدة أن النساء البالغات اللواتي يسرن 4400 خطوة في اليوم أو أكثر، كانت لديهن معدلات وفاة أقل بنسبة 41% من النساء اللواتي يسرن 1700 خطوة فقط في اليوم أو أقل.
اقرأ/ي أيضًا: دراسة: ساعة واحدة من ممارسة الرياضة تقي خطر الإصابة بالإعاقة
عدد بسيط من الخطوات قد ينقذ الحياة
وقالت آي مين لي، الباحثة الرئيسية في الدراسة الجديدة، وأخصائية الأوبئة في قسم الطب الوقائي بمستشفى بريغهام ومستشفى النساء في بوسطن: "هذا عدد بسيط للغاية من الخطوات. يمكن لأي شخص تقريبًا القيام بذلك".
وأوضحت مين لي أن اهتمامها بعدادات الخطوات، دفعها للبحث عن أصول نصائح "الـ10 آلاف خطوة" التي يتم الاستشهاد بها والتشجيع عليها لتحسين الصحة، لتجد أن أول ذكر لهذا الرقم، يعود إلى عام 1965، حيث تم ابتكاره من قبل شركة يابانية تصنع عدادات الخطوات.
وقالت: "لقد وصفوا عداد الخطوات الخاص بهم، وكان اسمه Manpo-ki، والذي يعني في اللغة اليابانية مسافة 10 آلاف متر". ويبدو أن هذا الرقم لم يكن معتمدًا تمامًا على المعطيات العلمية، وإنما كان الهدف منه تسويق الجهاز الجديد الذي تصنعه الشركة.
هذا ويبلغ متوسط عدد الخطوات التي يمشيها الأمريكيون البالغون ما بين أربعة آلاف وخمسة آلاف خطوة في اليوم، وفقًا لدراسات وأبحاث سابقة.
وقامت مين لي وزملاؤها بجمع بيانات من حوالي 17 ألف امرأة، بمتوسط عمر 72، شاركن في الدراسة بارتداء جهاز لقياس الحركة والسرعة. بعد ذلك، تعقب الباحثون النساء لمدة أربع سنوات أو أكثر. خلال هذه الفترة توفّي 504 نساء منهنّ.
أظهر تحليل للبيانات أنه من بين هذه الوفيات، كانت هناك 275 امرأة من الأقل نشاطا حركيًا، إذ بلغ متوسط عدد الخطوات اليومية لدى كل واحدة 2700 خطوة فقط. وأظهرت الدراسة أن هذه المجموعة ذات النشاط المنخفض أثبتت أنها أكثر عرضة للموت.
وأشارت مين لي إلى أنه مقارنة بهذه المجموعة، فإن معدل الوفيات لدى النساء اللواتي كنّ يمشين ما متوسطه 4400 خطوة في اليوم الواحد، كان أقل بنسبة 41%. إذا فـ"سير مزيد من الخطوات يوميًا يقلل خطر الوفاة بنسبة أعلى، ويستمر هذا حتى بلوغ حاجز سبعة آلاف خطوة في اليوم"، كما تقول مين لي.
هل السرعة مهمّة؟
السؤال الثاني الذي طرح في هذه الدراسة هو: هل يهم ما إذا كانت خطوات السير سريعة أم بطيئة؟ وعلى هذا كانت البيانات تدلّ على أنه لا يهم ما إذا كان السير بسرعة أو بخطوات بطيئة، المهم هو عدد الخطوات.
وأكد الباحثون المشاركون في الدراسة، أن هذه التجربة كانت معنية بالنظر إلى معدلات الوفيات فقط، لذلك ليس من الواضح ما إذا كان هنالك عدد آخر من الخطوات التي قد يقدم الالتزام بها فوائد صحية إضافية، مثل مستوى الصحة الأفضل أو الوقاية من بعض الأمراض أو تحسين الحالة النفسية أو غير ذلك.
وتعتقد الدكتورة مين لي أن النتائج الجديدة ستنطبق كذلك على الرجال الأكبر سنًا في نفس الفئة العمرية، مفسرةً: "لأننا نعرف أن العلاقة بين النشاط البدني والنتائج الصحية المختلفة تبدو متماثلة بين الرجال والنساء إلى حد كبير".
سير مزيد من الخطوات يوميًا يقلل خطر الوفاة بنسبة أعلى، ويستمر هذا حتى بلوغ حاجز سبعة آلاف خطوة في اليوم
لكنها ليست متأكدة من أن النتائج ستنطبق على جميع الفئات العمرية، إذ قالت: "بالنسبة للفئة العمرية الأصغر سنًا، قد يتطلب الأمر المزيد من الخطوات".
اقرأ/ي أيضًا:
دراسة: مستواك في تمارين الضغط قد يكون مؤشرًا على مدى صحة قلبك
حليب الأم.. هل سيكون موضة في عالم التغذية للكبار قريبًا؟!