ألترا صوت - فريق التحرير
في تقرير لها تلقي صحيفة نيوزويك الأمريكية، الضوء على دراسة حديثة، تربط بين الثقة الزائدة بالنفس وبهيئة الجسد، وبين خطر السمنة واستمراره دون وجود دافعٍ لمواجهته. في السطور ترجمة بتصرف للتقرير.
هنالك حركة واسعة في العالم شارك بها العديد من الشخصيات والمشاهير والممثلين والممثلات، تعرف باسم "حركة الرضا بالجسد" أو "Body-positive Movement". وتدعو هذه الحركة إلى الثقة بالمظهر الخارجي الذي يتمتع به كل شخص، وزيادة الرضا عن حجمه، وخاصة بين النساء.
القبول بزيادة الوزن والرضا بالتعايش مع ذلك، قد يمنع البالغين الذين يعانون من السمنة من إدراك الخطورة الكامنة في زيادة الوزن
وقد تشكلت هذه الحركة كردة فعل على ما يوصف بأنه هوس في الرشاقة والجسد النحيل والحرص المفرط على التجميل، وما ترتبط به من أنشطة تجارية ورأسمالية تستغل المرأة والرجل في العصر الحديث. لكن إحدى الأبحاث التي أجريت مؤخرًا، تشير إلى احتمال أن تؤثر هذه الحركة سلبًا على الجسد، على الرغم من تأثيرها الإيجابي على أذهان الناس وتصوراتهم وأحكامهم.
اقرأ/ي أيضًا: "البدانة المميتة".. السمنة وراء 12 نوعًا مختلفًا من السرطان
فالقبول بزيادة الوزن والرضا بالتعايش مع ذلك، قد يمنع البالغين الذين يعانون من السمنة من إدراك الخطورة الكامنة في زيادة الوزن، وقد يدفع إلى الاستمرار في ممارسة العادات غير الصحية، وذلك وفق الدراسة التي نشرت مؤخرًا في مجلة "Obesity".
وقد أجريت الدراسة على أكثر من 23 ألفًا من البريطانيين البالغين ممن لديهم زيادة في الوزن أو سمنة، ودرس الباحثون نظرتهم المتعلقة بالوزن وقارنوا ذلك بوزنهم. وقد رأت الدراسة أن الرجال أكثر استخفافًا بمسألة الوزن بنسبة 60% تقريبًا، مقارنة بنسبة 30% بين النساء.
كما ترى الدراسة أن محاربة الوصمة المتعلقة بالسمنة وزيادة الوزن، لم تساعد على وقف التراجع الحاصل على مستوى الصحة الجسدية؛ فالأشخاص الذين لا يدركون أن لديهم زيادة في الوزن كانوا أقل رغبة بنسبة 85% من غيرهم في محاولة تخفيف الوزن، مقارنة بأولئك الذين يدركون أن لديهم مشكلة.
كما تبين أن الأشخاص الذين ينخفض مستوى الدخل والتعليم لديهم، وهما جانبان يرتبطان كذلك بضعف الصحة، كانوا أكثر ميلًا للاستخفاف بمسألة الوزن، وأقل حرصًا على فعل شيء من أجل التخلص من الوزن الزائد. كما بينت الدراسة أن الأقليات كانوا أكثر ميلًا كذلك إلى الاستهانة بمسألة الوزن الزائد.
تقول الباحثة الرئيسية في الدراسة، رايا مطرق، إن "هذا التباين يكشف عن البعد الاجتماعي الاقتصادي في ظاهرة السمنة"، موضحةً أن "ظروف العمل ومستوى الوعي الثقافي المتعلق بالصحة، والقدرة على الحصول على الرعاية الصحية؛ ترتبط جميعًا بالحالة الصحية العامة للإنسان".
من المعروف أن قضية "النظرة إلى الجسد" هي مسألة جندرية تقليديًا، وأن الرجال والنساء يتأثرون نفسيًا بالوصمة التي باتت مرتبطة بالسمنة في المجتمعات الحديثة، إذ وجدت الدراسات أن 84% من النساء الأمريكيات و43% من الرجال غير راضين عن مظهرهم الجسدي، مما يؤدي إلى اضطرابات في الأكل، ويزيد العرضة للاكتئاب، ويضعف الثقة بالذات.
ومع أن المرأة الأمريكية مثلًا ترتدي ثيابًا يبلغ متوسط مقاسها 16، إلا أن عارضات الأزياء في جميع الدعايات تقريبًا يرتدين مقاسات صغيرة أو صغيرة جدًا.
وصحيح أن حركة الرضا بالجسد قد حققت نتائج كبيرة في تحسين ثقة المرأة بنفسها ومظهرها، خاصة مع زيادة تمثيل المرأة "العادية" في حملات الدعاية وغير ذلك، وزيادة رضا المرأة بجسدها وتوقفها عن الهوس بمقارنة نفسها بالآخرين، إلا أنه يبدو أن هنالك ارتباطًا عكسيًا في هذه الحالة بين الصحة النفسية والجسدية. إذ تشير هيئة مراكز التحكم بالأمراض الأمريكية إلى أن 70% من البالغين الأمريكيين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية تحتل المرتبة 18 عالميًا بين الدول التي يعاني سكانها من السمنة.
70% من البالغين الأمريكيين يعانون من السمنة، وتحتل الولايات المتحدة المرتبة 18 عالميًا بين الدول التي يعاني سكانها السمنة
وتقول الباحثة رايا: "العديد من الناس في حركة الرضا بالجسد، وأعد نفسي واحدة منهم، باتوا يعتقدون أن الرغبة في تخفيف الوزن لا داعي لها، ظنًا منهم بأنها نابعة من ضغط نفسي من نظرة المجتمع تجاه الوزن الزائد".
اقرأ/ي أيضًا:
هل يمكن أن تهدد سمنة الوالدين صحة الأبناء؟