ما هي تكنولوجيا الإعلام والاتصال؟ وما مجالاتها؟
أدوات وتقنيات تكنولوجية متطورة تهدف إلى نقل المعلومات وحفظها ومشاركتها بسهولة، ساهمت في إبراز مصطلح "تكنولوجيا الإعلام والاتصال" ليغدو مجالا بحثيا متقدما خصوصا مع دخولها في تطوير مجالات عديدة.
مثل استخدام البريد الإلكتروني بدلا من مكاتب البريد التقليدية، بثوانٍ معدودة تصل رسالتك لشخص آخر يعيش في الطرف الثاني من العالم، بينما تخيل المدة الزمنية التي تستغرقها لو استخدمت مكتب البريد كما كان في القرن الماضي!
مفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال باختصار
تختلف التعريفات التي تتناول مفهوم تكنولوجيا الإعلام والاتصال، إلا أن التعريف الشائع يقول: إنها عبارة عن مجموعة من الموارد والأدوات التكنولوجية المستخدمة بنقل أو مشاركة أو تخزين المعلومات عبر أجهزة الحواسيب وشبكات الإنترنت والاتصالات وغيرها.
وتمتد استخدامات تكنولوجيا الإعلام والاتصالات لتدخل في مجالات عديدة أبرزها التعليم والعمل والصحة والثقافة وغيرها، إضافة إلى اعتبارها بمثابة سلاح في بعض المجالات مثل استخدام هذه الأدوات بشكل رئيسي في الجانب العسكري.
أما الهدف من استخدام هذه التكنولوجيا فإنه يكمن في تسهيل عمليات الاتصال عبر استخدام الموارد والأدوات المذكورة أعلاه.
نتناول في مقالنا اليوم، مناقشة مختصرة عن مراحل تطور هذه الموارد ودورها في حياتنا وما هي أبرز الخصائص التي تميزها ومجالاتها الشائعة، إضافة لأهم أنواع تكنولوجيا الإعلام والاتصال سواء الرئيسية أو الفرعية، إضافة للتطرق إلى السلبيات التي يحدثها انتشار استخدام هذه التقنيات والموارد.
كيف تطورت تكنولوجيا الإعلام والاتصال عبر الزمن؟
لا شك أنه من الصعب تحديد حقبة زمنية معينة يمكن ربط تاريخ استخدام تكنولوجيا الإعلام والاتصالات بشكلها البدائي، إلا أن الحديث يسلط الضوء في ذلك على السومريين ورصدهم لحركة الأجرام السماوية بدقة ووفق حسابات تقويمية تحتاج إلى معرفة في القراءة والكتابة، وبالتالي بداية تشكيل تقنيات مناسبة للتواصل.
ومن خلال إلقاء نظرة على مراحل تطور تكنولوجيا الإعلام والاتصال، فإنها تبدو واضحة في حضارات تركت لنا آثارها كالرسومات التي تترجم ما كان يحدث من وقائع مهمة، وسرد صفات وأعمال بعض الشخصيات وما إلى ذلك.
مع مرور الزمن، بدت الحاجة ملحة أكثر لتطوير تقنيات تسهّل من عمليات الاتصال، فنلاحظ من خلال نظرة على التاريخ، أن تدوين المعلومات من جانب وتطور حركة التجربة من جانب آخر ساهم بشكل ما في تعزيز سبل التواصل فيما بين المجتمعات رغم اختلاف ثقافاتها.
ومع اختراع الطباعة التي بدأت على شكل طباعة باستخدام القوالب الخشبية في الصين، وذلك في القرن التاسع إلى يوهان غوتنبرغ وهو مخترع ألماني يعود له الفضل في اختراع آلة الطباعة وذلك في القرن الخامس عشر، أخذت تكنولوجيا الإعلام والاتصال أشكالا جديدة من التطور.
وحتى القرن الماضي، الذي شهد طفرة في تطور هذا المجال، بدءا من اختراع الهاتف السلكي والحواسيب والهاتف المحمول، ومرورا بشبكات الإنترنت، ووصولا اليوم إلى أنظمة تكنولوجية متطورة جعلت وصولك للعالم يعتمد على ضغطة زر، باتت أهمية ذلك تتصدر بين المجتمعات.
ويترجم ما سبق كمّ الأبحاث والدراسات الهائلة التي تتناول مصطلح تكنولوجيا الإعلام والاتصال ودور ذلك في العديد من المجالات.
ما هي أكثر المجالات التي أثّرت بها تكنولوجيا الإعلام والاتصال؟
خلال وقت قصير، أصبحنا نجد تكنولوجيات الإعلام والاتصال تدخل في العديد من المجالات وتحسّن من أداء الوظائف والمهام، أما أهم المجالات التي تأثرت بها إيجابا فهي وفق ما يلي:
تكنولوجيا الإعلام والاتصال في التعليم
في المجال التعليمي، كان لتكنولوجيا الإعلام والاتصال دور كبير في تسهيل أداء المهام، إضافة إلى إبراز مصطلحات جديدة مثل "التعليم عن بعد".
ومع جائحة كوفيد -19 نجد كيف توجهت العديد من الدول التي فرضت حظر التجول وأغلقت المدارس والجامعات، إلى اعتماد نظام التعليم عن بعد عبر استخدام برامج تقنية متعددة.
وعلى الرغم من إيجابيات وسلبيات التكنولوجيا في التعليم، لكن يتجه هذا المجال لمزيد من التطور مع مرور الوقت.
تكنولوجيا الإعلام والاتصال في التجارة
لا شك أن التقنيات التكنولوجية ساهمت إلى حد كبير في تعزيز سبل التجارة الإلكترونية، ولعل هناك أمثلة كثيرة على ذلك مثل "أمازون - إيباي - علي إكسبريس - جوميا - نون…إلخ".
كما ساعدت هذه التقنيات في تسهيل أعمال نقل المنتجات المادية والرقمية عبر برمجيات أتاحت العديد من المميزات لمزودي الخدمة من جهة والمستخدمين من جهة أخرى، مثل خاصية تعقب المنتج.
تكنولوجيا الإعلام والاتصال في الجانب العسكري
أسهمت تكنولوجيات الإعلام والاتصال بخلق أنظمة إلكترونية سرية للتواصل فيما بين أجهزة الاستخبارات وقادة الجيوش داخل الدولة الواحدة أو فيما بين الدول.
أضف إلى ذلك، تم تطوير أسلحة عسكرية جديدة تعتمد على الروبوت مثل الطائرات المسيّرة وأجهزة الاستطلاع الآلي وغيرها.
تكنولوجيا الإعلام والاتصال في وسائل الإعلام
بدءا من الطباعة بشكلها التقليدية ومرورا بالراديو الذي كان مصدرا وحيدا لتلقي المعلومات خلال حقبة زمنية معينة وليس انتهاء بوسائل الإعلام الإلكترونية ومنصات التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية وشبكات الاتصالات المتطورة، نجد مدى تأثر هذه التقنيات والأدوات على المجال الإعلامي.
ومن الملاحظ، أن دخول تكنولوجيا الإعلام والاتصال في التربية والصحة والترفيه والصناعة والإدارة والتسويق وغيرها، له جانب من التأثير الكبير في تطور هذه المجالات من الجانب التقني.
أين تبرز أهمية تكنولوجيا الإعلام والاتصال؟
لعل أهمية هذا المجال تدخل في مختلف الجوانب والمجالات، وتساهم في حصد فوائد ربما كانت المجتمعات قبل بضعة قرون لا تتخيلها.
ويمكن ملاحظة ذلك على سبيل المثال في الجانب التعليمي، وكيف برزت الموارد التكنولوجية وبات استخدامها ضرورة بالنسبة للمدارس والجامعات في زمن انتشار جائحة كوفيد- 19.
ولعلنا نذكر بعضا من هذه الفوائد التي تبرز مدى أهمية هذا المصطلح التكنولوجي في حياتنا اليوم، وفق ما يلي:
- تخزين البيانات بسهولة أكبر من قبل.
- تعزيز سبل الاتصال وتسهيلها فيما بين المجتمعات.
- اختصار المزيد من الوقت وتعزيز فرص التواصل عن بعد.
- التعامل المبكر مع المخاطر والكوارث، مما يساعد بتقليل الأضرار.
- تعزيز النمو الاقتصادي عبر هذه التكنولوجيا لدى الدول المتقدمة والنامية.
ومع تسارع تطور الأدوات والموارد التكنولوجيا بهدف استخدامها لتسهيل إنجاز الأعمال في مختلف المجالات، فإن أهمية تكنولوجيا الإعلام والاتصال تزداد مع مرور الوقت.
أبرز خصائص تكنولوجيا الإعلام والاتصال
إن تكنولوجيا الإعلام والاتصال لها خصائص تميزها بشكل واضح ونشاركها معكم وفق ما يلي:
التفاعل
ويقصد بذلك إتاحة هذه التكنولوجيا تبادل المعلومات فيما بين المستخدم والحاسوب بما يسمح بتكييف الموارد المستخدمة مع احتياجات المستخدمين.
الترابط
تساعد تكنولوجيا الإعلام والاتصال في ربط تقنيتين معا وربما أكثر وبالتالي تقديم خدمات جديدة.
الفورية
ويقصد بذلك قدرة الأدوات والتقنيات التكنولوجية بنقل المعلومات عبر مسافات طويلة وبشكل سري.
الرقمية
ويقصد بذلك القدرة على استخدام هذه الأدوات لنقل البيانات باختلاف أشكالها مثل النصوص والصور والأصوات والتسجيلات المرئية فيما بين المستخدمين.
الابتكار
ويعني أن هذه التكنولوجيا تولّد الحاجة بشكل دائم إلى السعي وراء مزيد من الابتكارات التقنية.
اللامادية
أي أن هذه الأدوات قادرة على إنشاء معلومات غير ملموسة ويتم نقلها بسرعة وبشفافية.
ما هي أهم أنواع تكنولوجيا الإعلام والاتصال؟
تبرز أنواع تكنولوجيا الإعلام والاتصال في ذكر أربعة أنواع رئيسية وهي: الهاتف والراديو والتلفاز والإنترنت، بينما يتفرع منها العديد من الأنواع الأخرى التي تستخدم ذات التكنولوجيا في عملها.
ومن بين الأنواع الفرعية، شبكات التواصل الاجتماعي والبرمجة والأقمار الصناعية والمدونات والبريد الإلكتروني وأنظمة التحكم وأجهزة الفيديو وإنترنت الأشياء وغيرها.
ومع مرور الوقت تزداد أنواع تكنولوجيا الإعلام والاتصال خصوصا مع ثورة الذكاء الاصطناعي التي نشهدها اليوم، والاعتماد بشكل أكبر من ذي قبل على الإنترنت في التواصل، بالإضافة إلى الحاجة الملحة إلى إيجاد حلول مبتكرة، والتخلص من الأعمال الزائدة بما يساعد على تسهيل نمط الحياة وحفظ البيانات بشكل أسهل من قبل.
وعلى الرغم من تأثيرات أنواع هذه التكنولوجيا التي تتباين بين الإيجابية والسلبية إلا أن العالم يمضي بسرعة أكثر من ذي قبل لابتكار تقنيات وأدوات جديدة.
ختامًا، ما السلبيات الظاهرة لتكنولوجيا الإعلام والاتصال؟
على عكس ما أثارته هذه الأدوات والموارد التكنولوجيا من ابتكار حلول إبداعية بما يسهل حياة المستخدمين، إلا أنه يساء استخدامها في العديد من المجالات.
على سبيل المثال، يمكن ملاحظة استخدام هذه الموارد فيما يعرف بالإنترنت المظلم بقصد القيام بأنشطة غير قانونية أو استغلال هذه الأدوات في عمليات التجسس فيما بين الدول، أو غيرها من أفعال تبدو سلبية من حيث الأفعال والآثار التي تتركها.
أيضا، مع دخول الموارد التكنولوجية في عالم الأعمال، نرى أن هناك العديد من المهن يتم اختصارها، فعلى سبيل المثال، نرى أن مهنًا انقرضت تقريبًا مثل المحاسبين وموظفي الخدمات البريدية وموظفي إدخال البيانات بينما من المتوقع أن تنقرض العديد من المهن الأخرى بسبب تطور التكنولوجيا في المستقبل القريب مثل عمال المستودعات وإدارة المكتبات وموظفي خدمة العملاء وغيرها.
مع ذلك، باتت هناك حاجة أكثر لمهن ووظائف قد نسمع بها للمرة الأولى، مثل محللي البيانات وخبراء الأمن الرقمي وغيرها من مهن باتت ملحة مع استخدام بعض الناس لهذه الموارد في محاولات اختراق أنظمة وشبكات البنوك والشركات والمنظمات والمؤسسات الحكومية على مستوى واسع في العالم.
مع كل ما سبق، إلا أن إساءة استخدام هذه الموارد التكنولوجية بقصد ارتكاب أعمال غير قانونية لا تتطور في بعض المجالات بالقدر الذي يوازي السعي الدائم لابتكار أنظمة وشبكات حماية متطورة توفر البيئة الآمنة لعمل هذه الموارد التكنولوجية.