اتخاذ القرار هو عملية أساسية في حياة أي إنسان، حيث يواجه الفرد في حياته اليومية العديد من المواقف التي تتطلب اتخاذ قرارات ومواقف نهائية. ويمكن أن تتعلق هذه القرارات بالعديد من الأمور بدءًا من القرارات البسيطة مثل ما يرتديه الشخص في الصباح، ووصولاً إلى قرارات معقدة ومصيرية تتعلق بمستقبله المهني أو الشخصي.
وتتمثل أهمية عملية اتخاذ القرار في قدرتها على تحديد مسار الحياة، وتوجيه طريق ومسار الأفراد نحو تحقيق أهدافهم وتلبية احتياجاتهم، وتقوية شخصياتهم. وتتضمن عملية اتخاذ القرار عدة عناصر، بما في ذلك جمع المعلومات، وتحليل البدائل، وتقدير المخاطر، وتقييم النتائج المحتملة، وغيرها.
ما هي خطوات اتخاذ القرار؟
عملية اتخاذ القرار تتضمن عدة خطوات تساعد على اتخاذ قرار مدروس ومنطقي، وهذه الخطوات تشكل إطارًا عامًا يمكن اتباعه لاتخاذ قرارات فعّالة في مختلف جوانب الحياة الشخصية والمهنية. وهذه هي الخطوات الأساسية لاتخاذ القرار، هي:
بعد جمع المعلومات يتعين على الشخص تحليل البدائل المتاحة، والتفكير المهم في العواقب المحتملة لكل بديل.
-
تحديد المشكلة أو القرار
قبل البدء في اتخاذ قرار يجب تحديد المشكلة أو القضية التي تتطلب القرار. وفهم الجوانب المختلفة للمشكلة وتحديد الأهداف التي يجب تحقيقها، وفيما يلي توضيح لخطوات تحديد المشكلة أو القرار بشكلٍ واضح:
- تحديد المشكلة أو القرار: تتمثل هذه الخطوة في التعرف بوضوح على المشكلة التي تحتاج إلى حل أو القرار الذي يجب اتخاذه. ويجب تحديد المعلومات الأساسية المتعلقة بالمشكلة وتحديد الأهداف التي يرغب الشخص في تحقيقها من خلال اتخاذ القرار.
- جمع المعلومات: تتضمن هذه الخطوة جمع كافة المعلومات والبيانات المتعلقة بالمشكلة أو القرار. ويشمل ذلك البحث والاستفسار عن الخيارات المتاحة، وجمع المعلومات الضرورية لفهم الوضع بشكل كامل.
- تحليل البدائل: بعد جمع المعلومات يتعين على الشخص تحليل البدائل المتاحة، والتفكير المهم في العواقب المحتملة لكل بديل. ويجب أن يتضمن هذا التحليل تقييم الفوائد والمخاطر المحتملة لكل خيار.
- تقييم البدائل: بناءً على التحليل يتطلب من الشخص بعد ذلك تقييم كل بديلٍ بدقة وفقاً للأهداف والقيم الشخصية. ويجب أن يركز هذا التقييم على مدى توافق كل بديل مع الأهداف المرجوة وقدرة كل بديل على حل المشكلة بشكلٍ فعال.
- اتخاذ القرار: بناءً على التحليل والتقييم على الشخص اتخاذ القرار الذي يعتقد أنه الأفضل بالنسبة للموقف المحدد. ويجب أن يكون القرار مدروسًا ومبنيًا على المعرفة والتحليل الواعي.
- العمل والمتابعة: بعد اتخاذ القرار يجب على الشخص القيام بالخطوات اللازمة لتنفيذ القرار ومتابعة نتائجه. ويمكن أيضًا تقييم القرار بانتظام للتأكد من فعاليته في حل المشكلة المطروحة.
-
جمع المعلومات
بمجرد تحديد المشكلة يجب جمع المعلومات المتعلقة بها. ويمكن ذلك من خلال البحث والاستفسار وجمع البيانات الضرورية التي تساعد على فهم الوضع بشكلٍ أفضل. ويتم جمع المعلومات عادةً من خلال البحث والاستقصاء. وهنالك عدة طرق لجمع المعلومات، وهي:
- البحث الثانوي: يتضمن استخدام المصادر المكتوبة مثل الكتب، والمقالات، والدراسات السابقة المتعلقة بالموضوع.
- المقابلات: يمكن إجراء مقابلات مع الخبراء في المجال أو الأشخاص المتأثرين بالقرار لجمع وجهات نظرهم وتجاربهم.
- استطلاعات الرأي: يمكن استخدام الاستطلاعات والاستفتاءات لجمع آراء مجموعات مختلفة من الأشخاص حول القضية.
- البيانات والإحصائيات: يمكن الاعتماد على البيانات والإحصائيات المتاحة لفهم الاتجاهات والمعلومات ذات الصلة بالقرار.
-
تحليل الخيارات
بعد جمع المعلومات يجب تحليل الخيارات المتاحة لاتخاذ القرار. وينبغي تقييم كل خيار بناءً على معايير محددة مثل التكلفة، والفعالية، والمخاطر المحتملة. وتحليل الخيارات في عملية اتخاذ القرار يتضمن عدة خطوات، وهي:
- تحليل المعلومات:على الشخص تحليل المعلومات التي تم جمعها لفهم الوضع بشكلٍ أفضل، وتقييم كافة الجوانب المتعلقة بالقرار المطلوب.
- تقييم المعايير والأولويات: يجب على الشخص تحديد المعايير التي ستستخدم لتقييم الخيارات المتاحة، وتحديد الأولويات بينها بناءً على أهمية كل معيار.
- تقييم المخاطر والفرص: ينبغي تحليل المخاطر والفرص المتعلقة بكل خيار، بما في ذلك تقدير العواقب المحتملة لكل خيار واحتمالية حدوثها.
- استخدام الأدوات التحليلية: يمكن استخدام أدوات مثل تحليل التكاليف والفوائد، وتحليل الانحدار لتقدير الخيارات المتاحة.
- تقييم النتائج المحتملة: يجب على الشخص تقييم النتائج المحتملة لكل خيار، وتقدير مدى توافقها مع الأهداف والمعايير المحددة سابقًا.
- اتخاذ القرار: بعد تحليل الخيارات وتقييمها يجب على الشخص اتخاذ القرار الذي يعتقد أنه الأفضل بناءً على البيانات والتحليل الذي قام به.
على الشخص تحديد جميع البدائل المتاحة التي يمكن اتخاذها لحل المشكلة أو اتخاذ القرار.
-
تقييم البدائل
يجب التفكير في البدائل المختلفة وتقييمها بدقةٍ. ومراعاة العواقب المحتملة لكل بديلٍ، وتحديد البديل الأكثر تناسبًا وفقًا للمعايير المحددة. وإن تقييم البدائل في عملية اتخاذ القرار يشمل عدة خطوات، وهي:
- تحديد البدائل الممكنة: على الشخص تحديد جميع البدائل المتاحة التي يمكن اتخاذها لحل المشكلة أو اتخاذ القرار.
- تحليل البدائل: يجب على الشخص تحليل كل بديل من البدائل المحتملة بدقة، وذلك عبر دراسة مميزاته وعيوبه، وتقييم كيفية تحقيق الأهداف المرجوة من خلال كل بديل.
- التقييم الكمي والكيفي: ينبغي للفرد تقييم كل بديل بشكلٍ كمي وكيفي، مع التركيز على المعايير والأولويات المحددة سابقًا.
- تحليل المخاطر والفرص: على الشخص تحديد المخاطر والفرص المتعلقة بكل بديل، وتقدير العواقب المحتملة لكل بديل واحتمالية حدوثها.
- استخدام الأدوات التحليلية: يمكن استخدام الأدوات المتاحة مثل تحليل SWOT ، وتحليل التكاليف والفوائد وغيرها لمساعدة في تقييم البدائل.
- اختيار البديل الأمثل: بعد تقييم البدائل بشكلٍ كامل يجب على الشخص اختيار البديل الذي يعتقد أنه الأمثل بناءً على المعايير المحددة وتحليل البيانات.
-
اتخاذ القرار
بناءً على التحليل والتقييم يجب اتخاذ القرار النهائي. ويجب أن يكون القرار واضحًا ومبنيًا على المعلومات المتاحة والتحليل العقلاني. وإنّ اتخاذ القرار هو الخطوة الأخيرة في عملية اتخاذ القرار، وتشمل هذه الخطوات ما يأتي:
- تقييم البدائل: بعد تحليل البدائل وتقييمها على الفرد أن يختار البديل الذي يبدو أكثر ملاءمة وفقًا للمعايير والأولويات المحددة سابقًا.
- تحديد القرار: يجب على الفرد اتخاذ القرار النهائي بناءً على التقييم الذي قام به، واختيار البديل الأمثل الذي يخدم أهدافه بشكلٍ أفضل.
- تنفيذ القرار: بعد اتخاذ القرار يجب على الفرد البدء في تنفيذ الخطوات اللازمة لتحقيق القرار المتخذ، وذلك بالاعتماد على الخطط والاستراتيجيات المحددة.
- متابعة النتائج: ينبغي للفرد متابعة تنفيذ القرار، وتقييم النتائج المتحققة منه، وذلك لضمان تحقيق الأهداف المرجوة واستمرارية فعالية القرار المتخذ.
- ضبط القرار: عند الحاجة يمكن أن يقوم الفرد بضبط القرار أو إجراء تعديلات عليه استنادًا إلى المعلومات الجديدة أو التغييرات في الظروف.
-
التنفيذ ومتابعة القرار
بمجرد اتخاذ القرار يجب تنفيذه بشكلٍ فعال، ومتابعته للتأكد من تحقيق النتائج المرجوة، وإذا لزم الأمر يمكن إجراء تعديلات أو تغييرات لتحسين النتائج، ويمكن تنفيذ هذه الخطوات كما يأتي:
-
التنفيذ
- تعيين المسؤوليات: يجب تحديد المسؤوليات والواجبات لكل فرد أو جهة مشاركة في تنفيذ القرار.
- وضع خطط العمل: يتعين تطوير خطط عمل محددة وواضحة تحدد الخطوات اللازمة والموارد المطلوبة لتنفيذ القرار بنجاح.
- تخصيص الموارد: يجب تخصيص الموارد اللازمة مثل الوقت والمال والموظفين والمعدات لتنفيذ القرار بكفاءة.
- المتابعة الدقيقة: يجب مراقبة ومتابعة تقدم التنفيذ بانتظامٍ لضمان التقدم والالتزام بالجدول الزمني والمعايير المحددة.
-
متابعة القرار
- تقييم الأداء: يتعين على الفريق أو المسؤولين تقييم أداء التنفيذ بانتظامٍ للتأكد من تحقيق الأهداف المحددة.
- التعديلات اللازمة: في حالة وجود تحديات أو مشاكل أثناء التنفيذ ينبغي اتخاذ التعديلات اللازمة في الخطط أو الإجراءات.
- التوثيق والتقارير: يجب توثيق جميع المعلومات والتقارير المتعلقة بالتنفيذ ومتابعته للرجوع إليها في المستقبل وتحليل الأداء.
وضح المقال خطوات وأساليب اتخاذ القرار، مما يساعد على تحسين عملية اتخاذ القرارات بشكل فعّال وموجه. كما وضح المقال أهمية تحديد المشكلة، وجمع المعلومات، وتحليل الخيارات المتاحة، واتخاذ القرار النهائي بناءً على التقييم الشامل. ويظهر المقال أيضًا أهمية التنفيذ الفعّال للقرارات ومتابعتها بدقة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.