دائمًا ما كانت الدول المتخاصمة سياسيًا تقوم بتقديم المساعدات لبعضها البعض عندما تضرب إحداها كارثة بيئية أو طبيعية، إذ إنه على الرغم من العقوبات الأمريكية التي فرضت على طهران خلال العقد الأول من القرن الجاري، قامت واشنطن بإرسال العديد من شحنات المساعدات الإنسانية ما بين عامي 2003 – 2012، غير أنه خلال جائحة الفيروس التاجي المتزايد انتشاره عالميًا، بدأت تبرز تقارير غربية تتحدث عن محاولة استثمار موسكو وبكين الجائحة العالمية لتحقيق مكاسب سياسية عالمية.
بدأت تبرز تقارير غربية تتحدث عن محاولة استثمار موسكو وبكين الجائحة العالمية لتحقيق مكاسب سياسية عالمية
مساعدات طبية لإيطاليا.. "من روسيا مع حبي"
تصدّرت روسيا عناوين الصحف الغربية مؤخرًا بعدما أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرسال قافلة مساعدات طبية إلى إيطاليا على خلفية اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في وقت سابق من الأسبوع الماضي، على أن تشمل المساعدات ثمانية ألوية متنقلة من المسعفين العسكريين ومركبات التطهير والمعدات الطبية، بالإضافة إلى مائة طبيب عسكري متخصص بعلم الفيروسات والأوبئة.
اقرأ/ي أيضًا: كورونا من منظور أوروبي.. أسئلة الوحدة والتفكك
وأظهرت لقطات تلفزيونية تناقلتها وسائل الإعلام الروسية عمودًا يضم على الأقل سبعة مركبات عسكرية، بما فيها الشاحنات الكبيرة تنتظر إفراغ حمولتها بالطائرات، وكانت الشاحنات أو الطائرات التي تشارك في نقل المساعدات إلى إيطاليا وضعت ملصقات لأعلام إيطاليا وروسيا على شكل قلب بجوار بعضها على الجسم الخارجي للطائرة إلى جانب عبارة "من روسيا مع حبي"، التي كتبت باللغتين الروسية والإيطالية.
وكانت موسكو قد أرسلت طائرة محملة بالمساعدات الطبية إلى واشنطن بعدما عرض بوتين الأمر في اتصال هاتفي مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب، في خطوةٍ وصفها منتقدو ترامب الذين يطلبون منه النأي بنفسه عن الرئيس الروسي بأن موسكو تستخدمها "أداة سياسية ودعائية لفرض نفوذها" خارجيًا، وما يرافقه من دعاية على المستوى الداخلي لبوتين الذي يتجه لتنظيم الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تخوله للبقاء في السلطة حتى عام 2036.
وبدا واضحًا أن المساعدات الروسية المرسلة لإيطاليا أثارت اهتمام حلف الشمال الأطلسي (الناتو)، بانعكاسها على تصريحات أمينه العام ينس ستولتنبرغ الذي شدد على وتيرة تسليم المساعدات الطبية إلى الحلفاء الذين يعانون أكثر من غيرهم من الجائحة العالمية، لكن يجب التركيز أيضًا على الدفاع عن أوروبا، مشيرًا لذلك بقوله "نحشد المساعدة من الحلفاء الذين يتمتعون بقدرات فائضة لمساعدة من هم في حاجة ماسة".
وقال الناتو في وقت سابق إنه رصد وجودًا بحريًا كبيرًا لروسيا في بحر الشمال تعود لتدريبات عسكرية كبيرة وصفها بأنها "استعراض للقوة" رغم تفشي الجائحة العالمية، وأشار ستولتنبرغ لإرسال موسكو "إخطارًا بأنها ستجري تدريبات سريعة"، بهدف اختبار "قدراتها على تقديم الدعم العسكري لاستجابة الجهات المدنية" لتفشي الفيروس التاجي، في وقت قدّر دبلوماسيون عدد القوات المشاركة في المناورات بـ82 ألف جندي.
وتزايدت حدت التوترات بين الناتو وموسكو مؤخرًا بإعلان يوم الجمعة الماضي انضمام مقدونيا الشمالية للحلف، وسمح الاتفاق الذي وقع بين مقدونيا الشمالية واليونان قبل عامين بأن تكون الدولة المسماة حديثًا العضو رقم 30 داخل الحلف، واعتبر ستولتنبرغ أن انضمام مقدونيا الشمالية للحلف سيجعله "أقوى وأكثر أمنًا"، غير أن موسكو وصفت خطوة الناتو الأخيرة بأنها "تقويض لثقة واستقرار القارة الأوروبية قد تؤدي إلى زيادة المواجهة".
تبادل للاتهامات بين الاتحاد الأوروبي وموسكو
كشفت المساعدات الطبية التي أمر بوتين بإرسالها لإيطاليا عن فشل الاتحاد الأوروبي بتقديم المساعدة السريعة لإحدى الدول الأعضاء الأكثر تضررًا بالجائحة العالمية، فقد وصف مسؤولون بالاتحاد الأوروبي والناتو المساعدات الروسية بأنها "خطوة لتوسيع نفوذ روسيا وتأكيد قوتها"، ووفقًا لدبلوماسي بارز في الاتحاد الأوروبي فإن موسكو أرسلت إلى روما "أطباء ومعدات وطائرات" جميعها عسكرية.
وجدد الاتحاد الأوروبي مؤخرًا العقوبات المفروضة على موسكو بسبب ضمها لشبه جزيرة القرم في عام 2014، وكانت روما قد وجهت في فترات سابقة عديد الدعوات للاتحاد الأوروبي لتخفيف العقوبات المفروضة على موسكو، ونفى وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو أن يكون هناك أي "سيناريوهات جيوسياسية" وراء إرسال موسكو للمساعدات الطبية، تسعى فيها لتحقيق مكاسب سياسية خارجيًا، ويسود اعتقاد بين دبلوماسيي الناتو أن روما "وقعت في فخ" موسكو على الرغم من حصولها على المزيد من الدعم المباشر من الحلف لمكافحة الجائحة العالمية.
وفيما عملت الحكومة الروسية عبر وسائل الإعلام التابعة لها على نشر عديد المقاطع المصورة التي تظهر إرسال أو وصول المساعدات الطبية إلى بيرغامو، فإن المساعدات الطبية التي قام الناتو بإرسالها للحلفاء الأوروبيين لم تحظ باهتمام الرأي العام، بحسب ما ما ورد في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، حيث يواجه الاتحاد الأوروبي تأخيرات في الحصول على المعدات الطبية.
ووفقًا لما نقلت الصحيفة الأمريكية، فقد اتهم الاتحاد الأوروبي في مذكرة داخلية وسائل الإعلام الروسية بنشر "حملة تضليل كبيرة" تتحدث عن تزايد تأثير الجائحة العالمية على الدول الغربية، فيما وصف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف التقارير التي تشير لمحاولة استغلال موسكو المساعدات الطبية لصالحها لرفع العقوبات المفروضة عليها، بأنها "سخيفة".
المساعدات الطبية في مرآة الإعلام الروسي
بدأت وسائل الإعلام الروسية منذ الإعلان رسميًا عن إرسال مساعدات طبية إلى روما بنشر عشرات التقارير التي تتحدث عن دور موسكو في مكافحة الجائحة العالمية على المستوى الأوروبي، وهو ما يبدو واضحًا في تغطية النسحة العربية لموقع روسيا اليوم للصحافة المحلية الصادر من موسكو، وفي هذا الإطار نشر الكاتب أرتيوم كابشوك مقالًا مطولًا تحت عنوان "لماذا هبت روسيا لنجدة إيطاليا؟" يعرض في مقدمته ميزة الطائرات التي استخدمتها موسكو في نقل المساعدات للدولة الأوروبية، وأهم مزايا المعدات والأجهزة الطبية روسية المنشأ.
يشير الكاتب في التقرير إلى أن موسكو لم ترد على إيطاليا التي تشارك بالعقوبات المفروضة عليها بالمثل، مذكرًا بالطائرات الأمريكية المسيّرة التي تقلع من القاعدة الجوية في جزيرة صقلية للتجسس على الحدود الروسية، واتخاذ الأسطول السادس الأمريكي إيطاليًا مقرًا لقواته، وينقل عن الخبير العسكري فيكتور موراخوفسكي قوله: "حين سيفكر الإيطاليون الذين لا يزالون شبابًا، وخاصة حكومتهم الفتية، في مستقبلهم، يجب أن تؤخذ هذه المعايير في الحسبان، أي ما يتم فرضه وما يحدث بالفعل" فيما يشير لمساعدات بلاده الطبية.
وهاجم الكاتب أنطون تشابلين في مقال تحت عنوان "جواب الناتو: الموت من كورونا أسهل من الإيمان بنزاهة الروس"، التقارير التي ذكرت في وسائل الإعلام الإيطالية إرسال موسكو لمعدات طبية غير صالحة للاستعمال، معتبرًا أنها اعتمدت على "حجج غير مقنعة ولا تعكس جودة العلاقات الروسية الإيطالية الحقيقية في المجال الإنساني"، مشيرًا إلى أن المساعدات الروسية كانت في إطار "حاجة" نظام الرعاية الصحية الإيطالي للدعم الروسي بسبب افتقاره للمعدات اللازمة لمكافحة الجائحة العالمية.
وكانت صحيفة لا ستامبا الإيطالية قد نقلت على لسان مسؤول في الحكومة الإيطالية أن المعدات الطبية التي أرستلها موسكو كان 80 بالمائة منها عديم الفائدة، مشيرًا إلى أن المساعدات تضمنت "معدات للتطهير البكتريولوجي ومختبر ميداني للتعقيم الكيميائي البيولوجي، وليس أجهزة التهوية ومعدات الحماية الشخصية التي يحتاجها الإيطاليون بشدة".
وكتب سيرغي أكسيونوف مقالًا تحت عنوان "لطيف جدًا" يناقش ردود الأفعال بشأن إرسال موسكو المساعدات إلى واشنطن التي يرى أنها جاءت في إطار محاولة الكرملين "تخفيف الأعباء" عن الرئيس ترامب، مشيرًا إلى أنه في حال وافق الرئيس الأمريكي على قبول المساعدات سيواجه انتقادات بأنه "غير قادر على حماية أمريكا بنفسه"، وفي حال رفضها فإنه سيلقى عليه اللوم لأنه لم يتخذ كافة الإجراءات لمكافحة الفيروس التاجي.
ويضيف الكاتب بأن ترامب في حال أقدم على أي خطوة من الجانبين فإنها "ستستخدم ضده"، قبل أن يخلص في نهاية المقال للتذكير بإحاطة ترامب الإعلامية عندما أشار لخسارة الروس نحو 50 مليون شخص خلال تحالفهم مع واشنطن في الحرب العالمية الثانية، معتبرًا أن هذه الإحاطة تدل على أن ترامب "على الرغم من كل شيء من أنصار تحسين العلاقات مع روسيا".
ما وراء المساعدات الروسية
ترى إليزابيث براو في تقرير أعدته لصالح مجلة فورين بوليسي الأمريكية أن "حالة اليأس" التي أصابت إيطاليا – رابع أكبر مساهم في ميزانية الاتحاد الأوروبي – من وصول مساعدات الاتحاد الأوروبي كان وراء قبولها المساعدات الروسية، قبل أن تقوم فرنسا والنمسا وألمانيا بإرسال أقنعة الوجه إلى روما منذ ذلك الحين، وأعلنت برلين لاحقًا عن استقبالها لعشرات المصابين الإيطاليين والفرنسيين في مستشفياتها، بينما أعلنت بولندا عن إرسالها 12 طبيبًا إلى إيطاليا لمساعدتها في مكافحة الفيروس.
وتنقل براو عن صحيفة لا ستامبا الإيطالية أن الفريق الطبي الذي أرسلته موسكو كان تابعًا لوزارة الدفاع بدلًا عن وزارة الصحة، وأن العديد منكبار الضباط البيولوجيين والكيميائيين في القوات المسلحة الروسية، مشيرةً إلى أنه بالكاد أرسلت موسكو فريقًا طبيًا للخطوط الأمامية للمساعد في محاربة الأزمة الإنسانية، فقد أكد السفير الروسي في رسالة له تمركز الضباط الروس في منطقة بيرغامو في إيطاليا.
وتشير الكاتبة إلى أن بيرغامو تبعد مسافة تقل على ساعتين عن مدينة فيتشينزا في إقليم فينيتو حيثُ تتواجد قاعدة عسكرية كبيرة للقوات الأمريكية، إذ ذكرت وسائل الإعلام الروسية أن الضباط الروس يسافرون "على طول طريق الناتو"، ويعزز التواجد الروسي العسكري في أحد الدول الأعضاء في الناتو المخاوف من أن يستخدمها الروس لجمع معلومات استخباراتية، وبالتزامن مع وصول المساعدات الروسية تم اعتراض طائرة عسكرية روسية كانت تحاول الاقتراب من المجال الجوي للناتو.
وتعيد براو التذكير بالمساعدات الصينية التي أرسلت إلى إيطاليا لمساعدتها على مكافحة الفيروس التاجي الشهر الماضي، مشيرةً إلى إبرام صفقة تجارية بين روما وبكين، أرسلت بموجبها الأخيرة إمدادات طبية وعدد قليل من الأطباء، إذ بينما وصلت بعض الإمدادات كمساعدة من الصليب الأحمر الصيني كان يتوجب على الإيطاليين شراء باقي المعدات المطلوبة، وتلفت الكاتبة إلى أنه بالتزامن مع وصول أول شحنة من المساعدات الصينية، كانت وسائل الإعلام التابعة للحكومة الصينية تروج لأن الفيروس التاجي كان قد ظهر لأول مرة في إيطاليا.
وفي مقارنة بين الموقف الصيني والروسي من إرسال المساعدات الطبية، تعتمد بكين على سياسة "القوة الناعمة" في إطار تقديم المساعدات الطبية لدول الاتحاد الأوروبي، فضلًا عن صربيا المرشح انضمامها للاتحاد في وقت لاحق، وهي مجموعة من الأحداث قامت وسائل الإعلام الرسمية في البلاد بتغطيتها على نطاق واسع، تهدف من ورائها بكين لتحقيق مكاسب اقتصادية باستغلال حالة عدم التضامن التي ظهرت بين دول الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو مؤخرًا.
بينما تصف براو الجهود الروسية المبذولة من وراء المساعدات بأنها "ذات طبيعة أكثر ضبابية"، من جانب أنه مهما بلغت الحقيقة الطبيعية للتواجد الروسي في مدينة بيرغامو، فإن إرسال موسكو لضباط عسكريين للمساعدة على الاستجابة لحالة الطوارئ الصحية ليس عملًا أنانيًا، إنما خطوة "ستحلق الضرر بحلف الناتو على المدى الطويل".
وعلى خلاف السامري الصالح الذي وردت قصته في الكتاب المقدس بتقديمه المساعدة للمحتاجين دون أن يتوقع منهم شيئًا في المقابل، ترى براو أن بكين وموسكو أدخلتا سمةً جديدة على المساعدات الإنسانية أطلقت عليهما تسمية "السامري السيء"، بمعنى أنه من الممكن للروس والصينيين تقديم المساعدة لكن بخلاف الكتاب المقدس فإنهم "يتوقعون شيئًا في المقابل"، لذا تشدد على أن المطلوب الآن من الناتو إيقاف "السامري السيء" بإرسال الإمدادت الطبية والبشرية إلى الخطوط الأمامية في بيرغامو وما بعدها لمواجهة أكثر الأزمات المدمرة في تاريخ إيطاليا منذ تأسيس الناتو.
رئيس الحكومة الإيطالية يحذر من فقدان الاتحاد "سبب وجوده"
تأتي التقارير الأخيرة في سياق المخاوف من الأثار السلبية التي من الممكن أن تؤثر على مستقبل الاتحاد الأوروبي، فقد أشارت تقارير غربية إلى أن الفيروس التاجي كان الأحدث من بين سلسلة طويلة من الأزمات التي دفعت بالاتحاد الأوروبي للشعور بـ"اليأس الوجودي"، بعد أزمة منطقة اليورو التي أكدت على "أكذوبة الحلم بتضامن أوروبي" في عام 2008.
وتضيف التقارير بأن تنامي الكراهية لدى الدول الأكثر ثراءً برفضها مساعدة الدول الفقيرة خوفًا من أي ضربة اقتصادية جديدة، وتفاقم أزمة اللاجئين التي أدت لخلاف بين دول الاتحاد منذ عام 2015، كشفت "أن الالتزامات السياسية للحكومات والقادة لا تزال وطنية" بالفعل، وتؤكد على أنه "من الصعب جدًا التفكير في هوية أوروبية مشتركة في ظل هذه الظروف".
اقرأ/ي أيضًا: أزمة الخطاب الإعلامي المرئي في زمن الكورونا
وفيما شدد وزير الخارجية الإيطالي دي مايو على أن بلاده تنتظر الوفاء من شركائها الأوروبيين عبر قيامهم بواجبهم "لأن الكلمات المنمقة لا تنفع"، وذلك في معرض تعليقه على القمة التي عقدها قادة الاتحاد الأوروبي عبر دائرة تلفزيونية يوم الخميس الماضي، فإن رئيس الحكومة الإيطالية حذر من فقدان الاتحاد لأسباب وجوده في حال فشل في مكافحة الفيروس التاجي، وعد تجنبه "للخيارات المأساوية" التي يمكن أن يخلفها ذلك الفشل.
قال رئيس الحكومة الإيطالية في حوار مع صحيفة إل سول 24 المحلية إن الاتحاد "بكامله قد يفقد بنظر مواطنينا سبب وجوده"
وقال كونتي في حوار مع صحيفة إل سول 24 المحلية إن الاتحاد "بكامله قد يفقد بنظر مواطنينا سبب وجوده"، وأضاف مشيرًا لأن الهدف من إنشاء "الآلية الأوروبية للاستقرار" كان "إنقاذ الدول الأعضاء التي تواجه توترات مالية مرتبطة بمواجهتها صدمات لها وقع غير متكافئ"، غير أن الفيروس التاجي هو على العكس لما يسببه من "صدمة وطأتها متماثلة، سيتجلى تأثيرها في إغراق أنظمتنا الاقتصادية والاجتماعية في حالة كساد، بطريقة متزامنة وغير متوقعة على الإطلاق".
اقرأ/ي أيضًا: