ربما لم تحظ شخصية في التراث الشعبي المصري بالجدل حول حقيقة وجودها وما نُسب إليها من نصوص، كما الحال مع ابن عروس، ما بين مدرسة تنكر وجوده وأخرى تثبته وتثبت نسبة مربعات ابن عروس الشهيرة لشخص ابن عروس الغامض. لكن لدى عبدالله حافظ مدرسة خاصة وقول آخر.
لم تحظى شخصية في التراث الشعبي المصري بالجدل حول حقيقة وجودها وما نسب إليها من نصوص، كما هو الحال مع ابن عروس
بدايات معرفة عبدالله حافظ "25 عامًا" بابن عروس مثيرة للاهتمام. بدأ بحثه عنه أوّل مرة قبل نحو عشر سنوات. كان لا يزال في الـ15 من عمره، حين سمع اسمه لأول مرة "ابن عرص"! كان ذلك في حلقةٍ ثقافية بمدينة المنصورة، جمعته بأول أبطاله الأدبيين؛ الشاعر المصري أحمد البنداري.
اقرأ/ي أيضًا: الضمة البورسعيدي.. تاريخ البهجة والتهجير
"استغربت في البداية من ابن عرص، وتوجهت بالسؤال ببراءة للبنداري: من ابن العرص هذا؟". حثّ البنداري البحث فيه لمّا أجابه باقتضاب: "ابن عروس.. ابن عروس. ابحث عنه". "من وقتها جئت معي بمفكرة صغيرة خضراء، وكنت أدون كل ما يلفت انتباهي أثناء تواجدي في اجتماعات جماعة إضافة الأدبية ومع البنداري"، يقول عبدالله حافظ.
بحث عبدالله حافظ عن ابن عروس، ليجد أول نتائج البحث أمامه؛ الجدل والخلاف حول حقيقته. وهو خلاف مرتبط التزامًا بابن عروس وبشخصيته ونسبة المربعات إليه. ومن هنا بدأت حكايته مع ابن عروس ومع التراث الشعبي المصري.
كان أوّل كتابٍ اشتراه ديوان البنداري "الموت بمنتهى البساطة" (2008) الذي يتصادف أنه أول دواوين البنداري. وكانت أول شخصية يتعرف عليها في رحلته مع التراث الشعبي، هي ابن عروس، من طريق البنداري أيضًا. وللآن تجمعه صداقة متقطعة واتصال ما بين الحين والآخر بالبنداري.
من المسرح والزخم السياسي في مصر.. ومن الهامش
مفتتح الحكاية من المسرح. هناك ما يسبقه بطبيعة الحال مثل أنه كان آخر العنقود على خمسة إخوة ذكور، أقربهم إليه في السن أكبر منه بخمس سنوات. وأنه كما يقول "من أسرة محافظة، علمية، غير معنية بالفنون والآداب"، لذا ربما كانت طريقته في التمرد، الانغماس في الفنون والآداب منذ الصغر. ومن هناك كانت قصته مع المسرح.
اشترك عبدالله حافظ في مسرح المدرسة منذ كان في العاشرة من عمره تقريبًا، واستمر نشاطه المسرحي حتى الـ16 أو الـ17، لا يتذكر تحديدًا، غير أنه يتذكر فوزه في إحدى مسابقات المسرح بالمركز الثالث على مستوى الجمهورية.
"كان النشاط المسرحي مشبعًا لحاجتي، خاصة وأن ميلي للفن والإبداع لم يجد من يؤازرها في بيتي". يتذكر اللحظة التي أخبر بها أفراد أسرته بالتحاقه بفريق المسرح في مدرسته: "سخروا مني". أن تكون آخر العنقود على خمسة إخوة ذكور هو حتمًا أمر صعب.
من المسرح بدأ وعي عبدالله حافظ الثقافي في التبلور شيئًا فشيئًا، ومرورًا ببدايات سنوات الشباب الأولى، كان الزخم السياسي والحقوقي في مصر على أشده.
بداية من 2005، بدأت الحركة السياسية المعارضة المصرية في اكتساب مزيدٍ من الزخم، بالتقاطع مع ثورة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وظهور المدونات التي أثارت قضايا الحقوق والحريات، وكشف بعضها عن حالات تعذيب في مراكز الاحتجاز. كما تصاعد نجم الحركة المطلبية، واشتد عود النقابات والعمال، وصولًا لعام 2008 الذي شهد حدثًا فارقًا في تاريخ مصر الحديث، متمثلًا في إضراب عمال غزل المحلة، في السادس من نيسان/أبريل. ومنه خرجت للنور حركة "شباب 6 أبريل". والتحق عبدالله حافظ بالحركة.
تقريبًا لم تمر سنوات بزوغ نجم المدونات في مصر، على شخص له اهتماماته في المجال العام، إلا وخاض تجربة التدوين. وكانت المدونات فرصة لعبدالله، كما لغيره، أن يتعرف على أقرانه من الشباب المدونين، على الأقل في محيط مدينة المنصورة وما جاورها من مدن الدلتا.
ومن إحدى التجمعات، تعرف عبدالله حافظ على من عرفه بالبنداري وجماعة إضافة الأدبية، ومنه تعرف على ابن عروس، ثم وقع في شباك التراث والفلكلور الشعبي.
يقول عبدالله حافظ محاولًا بعد سنوات، تفسير دوافعه للارتماء في أحضان التراث، بميله لـ"الهامش": "كنت بمثابة الهامش في أسرتي، كوني وُلدت في بيت تشكّل وأخذ صورته شبه النهائية قبل ولادتي بسنوات. اتجهت للمسرح وليس للعب الكرة، لأن المسرح هو الهامش، في حين أن الكرة هي لعبة الأغلبية. حتى في الرياضات التي مارستها، اخترت الرياضات الفردية". اختار عبدالله مربعات ابن عروس والسيرة الهلالية وفنون الضمة والكف ومحمد طه وبدرية السيد، ولم يختر أم كلثوم ولا عبدالوهاب ولا عبدالحليم حافظ، مما يعد في مجمله تراثًا، لأنه يرى فيمن وما اختاره، "الهامش". وهكذا في النهاية يُعرّف عبدالله حافظ، تعريفه الذاتي جدًا، التراث الشعبي: المهمش عن القصور وعلية القوم؛ من عامة الشعب إلى عامة الشعب.
في فواصل الحديث مع عبدالله حافظ، كان يردد مقاطع من أغاني بدرية السيد (1930 - 1989)، المغنية الشعبية الإسكندرانية الشهيرة، التي ملأت دنيا المقاهي والنوادي الشعبية في مصر، بأغنايها ومواويلاه، منذ الخمسينات.
تمثل بدرية نموذجًا مكتملًا للتراث الشعبي كما يُعرفه عبدالله حافظ، فاجتعمت بها كل الهوامش، بولادتها ونشأتها في حي شعبي فقير بالإسكندرية، لأسرة امتهن عائلها الصيد. ولشظف المعيشة، لم تُكمل تعليمها، وبدلًا من ذلك عملت لمساعدة الأسرة.
قصة تقليدية لأبناء المناطق والأحياء الأكثر فقرًا في مصر، أكملت بدرية سرديتها بأن ظلت مِلكًا لعامة الشعب، فحتى باجتيازها اختبارات الإذاعة المصرية في 1954، اشترطت عليها اللجنة المشرفة أن تُغني للإذاعة ما يمكن تسميته بأغاني التراث الرسمية، بدلًا من غنائها الشعبي الذي عُرفت به، وهو الشرط الذي أعاق انتشارها في مصاف كبار المغنين والمغنيات في وقتها، لكنه من جهة أخرى كان حَسَنة للمهمشين الذين ربما فاق انتشارها بينهم، انتشار غيرها.
"بدرية تراث، وأم كلثوم تراث. لا أستطيع إنكار ذلك. لكن تراثي الشعبي يتمثل في بدرية وليس أم كلثوم"، يقول عبدالله حافظ. ويشير عبدالله إلى أنّ "التأريخ الحقيقي" لحقبة زمنية ما لشعب ما، يتمثل في النصوص (بأنواع النصوص) الفنية والأدبية المُنتجة خلال هذه الحقبة، وليس في كتب "التاريخ الرسمي"، ويزيد على ذلك باعتقاده أن أحق الحقيقة يتمثل في أكثر النصوص "شعبية" بما تحمله كلمة "شعبية" من دلالة تفوق دلالتها اللغوية المحضة. يقصد هذه النصوص التي لم يُنفض من عليها غبار الحارة والزقاق والمقهى الشعبي والعُرس الشعبي، وما إلى ذلك، وعودٌ للمقابلة التي أجراها بين أم كلثوم وبدرية السيد، وعليها قِس.
لذا فإن السِّيَر والملاحم، بما فيها من بعد أسطوري، قد تمثل التأريخ الأكثر قربًا من الحقيقة، عن كتب ومدونات التاريخ الرسمي. ويتمثل الفارق هنا -بتعبير عبدالله حافظ- في أن الأولى هي "نتاج القصور، بينما الثانية هي نتاج شعبي أصيل متعمق لقاع المجتمع، وتعبر عن واقعه وأفكاره وآماله، وحتى معتقداته متمثلة في البعد الأسطوري".
ماذا عن ابن عروس؟
تقول الرواية الشعبية السائدة، إن المربعات الشعرية ذائعة الصيت، المتداخلة في كثير من نصوص التراث الأخرى، ومن أشهر أبياتها: "ولا بد من يوم معلوم ترد فيه المظالم/ أبيض على كل مظلوم أسود على كل ظالم"، هي من تأليف شخص شهاب الدين أحمد بن عبدالله بن عروس. وكانت الرواية السائدة تُرجح أن ابن عروس ولد في مصر ومات فيها، وأن ذلك كان قبل بضع مئات من السنوات، في أواخر العصر المملوكي أو العثماني على الترجيح.
لكنّ سُنة التحقيق التي انتهجها بعض كبار جامعي التراث المصري ومحققيه، جنح بها بعضهم للقول بأن ابن عروس بالجملة شخصية غير حقيقية، وآخرون قالوا إنه وإن كان حقيقيًا فليس مصريًا، وإنما تونسي، وأنه على الأرجح كان قبل إنتاج المربعات التي نُسبت إليه، ويُحاججون باللغة.
ومن المنكرين نسبة المربعات لابن عروس، كما أخبرنا عبدالله حافظ: الشاعر عبدالرحمن الأبنودي والمحقق الأستاذ بالمعهد العالي للفنون الشعبية، صلاح الراوي. بينما على الجانب الآخر، من الذين يناصرون السائد شعبيًا في إثبات وجود ابن عروس ونسبة المربعات إليه، هناك رائد الفن الشعبي المصري، زكريا الحجاوي، الذي كان صاحب الفضل في تقديم التمثيلية الإذاعية "ابن عروس"، من تأليفه وألحانه.
يحب عبدالله حافظ دائمًا، بعد كل حديث عن الخلاف القائم حول ابن عروس، أن يستشهد بأبيات فؤاد حداد: "منختلفش في نسبة أحمد بن عروس/ كان من صعيد مصر ولا من تونس الخضرا.. هناك بنوا له مقام فوق الجبل محفوظ/ وهنا بنو له في أوطان القلوب حضرة". وقد سبق له أن أشار إلى نفس البيت وما يشير إليه من مدرسة مستقلة بينية، في الخلاف حول ابن عروس، في مقال له بعنوان "الحفريات الحية.. في التراث والسيرة وذاكرة البلد"، يؤسس فيه لوجهة نظره إجمالًا فيما يمثله التراث والفلكلور الشعبي المصري، وموضع الخلاف حول ابن عروس فيه.
بين الخلاف حول حقيقة ابن عروس، يرى عبدالله حافظ أن الأهم هي المربعات نفسها كونها من أكثر النصوص تأثيرًا في الوعي الجمعي المصري
أعرف أن عبدالله حافظ يميل أكثر للاعتقاد في حقيقة ابن عروس ونسبة المربعات إليه، يتضح ذلك من حماسه في سرد رأي هذه المدرسة. لكنه بدا صادقًا أيضًا حين قال: "المهم هو الناتج، أي المربعات. سواءً كانت لابن عروس فعلًا، أو نتاجٌ شعبي جمعي نسب لشخصية غير حقيقية أو حقيقية لكن من زمن مُختلف. تبقى هذه النصوص هي أكثر النصوص تأثيرًا في الوعي الجمعي المصري، بل متجاوزة له للمحيط العربي".
اقرأ/ي أيضًا: في ذكرى وفاته.. ماذا قال الأبنودي عن ابن عروس؟
مع ذلك، يستدرك عبدالله حافظ بالقول إنه "هناك العديد من النصوص التراثية غير المنسوبة لشخصٍ بعينه، مثل ملحمة السيرة الهلالية، فلماذا إذن هذا النص تحديدًا يُنسب لشخص هو ابن عروس؟ أعتقد أن هذا خيط آخره قد يكون إثبات لحقيقة وجوده".
على كلّ لا يفضل عبدالله حافظ الاستفاضة في الحديث حول هذا الجدل الذي كان سببًا في مشادة خلافية بينه وبين صلاح الراوي: "الدكتور صلاح الراوي قامة كبيرة في التراث الشعبي وتحقيقه. لكنه انزعج عندما رأى منشورًا على صفحتي بفيسبوك لأبيات من المربعات، كتبت أسفلها: ابن عروس".
يُطلعني عبدالله حافظ على نسخة من مخطوطة كان قد عثر عليها في 2010 تقريبًا، في دار الكتب والوثائق القومية بمتحف الفن الإسلامي. ويقول إنه وقت أن عثر عليها، ووفقًا لبيانات دار الكتب، لم يكن سوى 27 شخصًا فقط قد بحثوا عنها، وأخذ منهم ثلاثة هو رابعهم نسخة منها. يقول عبدالله حافظ ذلك مبديًا استغرابه، كون المخطوطة هي "قمع النفوس من كلام ابن عروس"، تجمع أبيات المربعات، بعد نبذة تُعرّف بابن عروس. وهي واحدة من أقل القليل مما وصل مكتوبًا عن مربعات ابن عروس، فمعظم ما جمع منها مَقُول ومروي كما جرت العادة في التراث الشعبي المصري. "هناك خلاف حول ابن عروس الجميع مشترك فيه ومشتبك معه، وفي المقابل هناك مخطوطة لم يهتم بالبحث عنها سوى 27 شخصًا، ثلاثة منهم فقط أخذوا نسخة عنها!"، يقول عبدالله.
هوس الاقتناء
زيارةٌ لمنزل عبدالله حافظ توضح كل شيء. ففي هذا البيت الصغير المكون من طابقين وحديقة صغيرة جعل منها منزلًا لكلبيه "بلوتو" و"بيكي"، تفيض الأغراض المجمعة والمقتناة، وقد تزيد أحيانًا في بعض الأركان عن قدرة المساحة في الاحتمال، فيراكمها فوق بعضها البعض، لكن بشكل منظم. نادرًا ما يلقي عبدالله حافظ بشيء كان عنده أو يتخلى عنه بسهوله.
إنه هوس بالاقتناء، لازمه منذ كان صغيرًا، وشبّ عليه. والآن وبعد سنوات، فهم عبدالله حافظ لما كان جمع التراث أحب إلى قلبه مما سواه، فبالإضافة إلى أنّه آنس وحدته كثيرًا، فهو أيضًا يُدرَج ضمن هوسه المُفرط -أحيانًا- بالاقتناء، حيث بإمكانك أن تجد الكثير من الأشياء في مكان واحد ببيته، جميعها منظمة وإن لم تكن ذات صلة بيّنة، لكنه حتمًا جمعها معًا لصلة ما يراها بينها.
وكذلك الحال في تنظيمه لما جمعه من التراث وما يتعلق به، فما كان منه بصيغة حاسوبية، نظمه ووضعه في مكانه المناسب في إحدى أقراص الذاكرة الصلبة، ومن كان منه مطبوعًا كنص، أو في شريط كأغنية، حَوْسبه ووضعه في مكانه المناسب بالنسبة إليه في إحدى هذه الأقراص.
ولدى عبدالله حافظ العشرات من الأقراص الصلبة، على الأرجح ستجد فيها كل ما تريد، ففي كل مرة يذكر فيها نصًا أو أغنية يقول: "موجود في الهارد (قرص الذاكرة) في الأعلى" أو "موجود في الهارد الأخر هنا"، وهكذا.
ولديه مكتبة صغيرة معلقة بين الطابقين الأول والثاني، مُكتنزة بكتب كثيرٌ منها متعلق بالتراث، وأخرى معظمها روايات وقصص ومسرحيات. وصناديق اُخرى ملأى بالكتب لم يجد لها مكانًا، فوضعها تحت السرير مُؤقتًا، بالإضافة إلى الكتب بصيغ إلكترونية على أقراص الذاكرة. وفي خضم انشغاله بالاقتناء، نسي عبدالله حافظ أن يحصي ما لديه من كتب.
جمع التراث غواية ومؤانسةٌ للوحدة
منزله هو منتداه وناديه وصالونه الثقافي، لولا أنه ليس كذلك حرفيًا. فمنذ 2011، لمّا انتقل عبدالله حافظ لظروف الدراسة والعمل، من المنصورة إلى القاهرة وعاش فيها منذ ذلك الحين بمفرده متنقلًا بين عدة منازل حتى استقر به المقام في منزله الحالي منذ أربع سنوات أو أكثر؛ كان رفيقه في معظم الأوقات هو التراث: "في أي مكان طالما أنني لوحدي، ستجدني أضع السماعات في أذني، أستمع إلى أغنية تراثية أو سيرة شعبية". استمع عبدالله إلى السيرة الهلالية كاملة أكثر من 10 مرات، وفضّلها من راوي السيرة الهلالية جابر أبو حسين، علمًا بأنها مسجلة تصل إلى نحو 45 ساعة.
في مقابلة أجرتها معه صحيفة المصري اليوم في 2010، كانت البطولة في قصته تقديمه وعرضه التراث الشعبي للشباب على المقاهي، ثم عبر مواقع التواصل الاجتماعي. حينها كان عبدالله حافظ مُشرفًا على مجموعة معنية بالفنون والآداب باسم "صندوق الدنيا"، قدّم فيها نصوص التراث التي وقعت بين يديه، أو التي بحث عنها في دور الكتب والوثائق أو لدى الرواة والمداحين أمثال "عم أحمد مجاهد"، من مداحي ورواة مدينة المنصورة.
لكن الآن، وبعد مرور ثماني سنوات تقريبًا، اختلف الأمر بالنسبة لحافظ. أصبح جمع التراث "غواية ذاتية"، لا تنبني عن نشرٍ وإخبار به، بقدر ما هي "مُتعة فردية ومؤانسة للوحدة".
بات جمع التراث بالنسبة لعبدالله حافظ غواية ذاتية ومتعة فردية ومؤانسة للوحدة، وأحيانًا يقدم ما جمعه لأصدقائه وزواره في منزله
تعطلت مشاريعه الثقافية الجماعية: جماعة صندوق الدنيا ومكتبة باب الدنيا، وغيرهما، ويكتفي الآن بإطلاع أصدقائه والمقربين منه ممن يترددون على منزله "الدافئ"، على مكتبته الضخمة من التراث. في الجلسة العربية البسيطة، وتحت الإضاءة الصفراء الخافتة يجلس رفقة أصدقائه، وعلى الشاشة الكبيرة نص تراثي، أو تسجيل قديم لمحمد طه أو بدرية السيد أو جابر أبو حسن أو أحمد التوني، وغيرهم آخرين.
اقرأ/ي أيضًا: