تستضيف "دار النمر للفن والثقافة" في العاصمة اللبنانية، خلال الفترة الممتدة بين الخامس والثامن والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر القادم، معرضًا فنيًا للتشكيلي العراقي رياض نعمة بعنوان "عن اللا شيء".
يضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية التي تتمحور حول سؤال: "كيف وسط كل هذه الفانتازيا الرهيبة التي يعيشها الإنسان في بلدان مثل العراق وفلسطين ولبنان وسوريا وغيرها، تحول الإنسان ومن حيث لا يدري إلى مهرج؟"، بحسب تقديم الدار للمعرض.
يأتي المعرض في سياق مساعي نعمة للتعبير عما يواجهه الشباب في البلدان التي مزقتها الحروب
وجاء في التقديم أيضًا أن المعرض: "يغوص في دواخل الإنسان ليكتشف المعنى الحقيقي لحياته، فهو يخفي الشكل الحقيقي لمعاناته الشخصية وسط تحديات الحياة الرهيبة، ويعكس وجهًا آخر يتمثل بالضحك والسعادة! كلنا مهرجون".
يأتي هذا المعرض في سياق اشتغاله على التعبير عما يواجهه الشباب في البلدان التي مزقتها الحروب من تحديات تؤثر سلبًا على نمط معيشتهم وطموحاتهم وحتى أحلامهم، خاصةً في العراق وسوريا.
ويرتبط معظم ما يرسمه نعمة بمراجعته الدقيقة للعواطف الإنسانية، والمظاهر الجسدية، الحياة اليومية للأطفال الذين يكبرون وسط الحروب والصراعات السياسية والطائفية التي لا تُعيد صياغة صورة حاضرهم فقط، بل تُحدد شكل مستقبلهم أيضًا.
وسبق أن اشتغل نعمة على ثيمات ومواضيع مختلفة تدور مدار الصراعات والحروب وما يرتبط بها، مثل المنفى الذي تناوله بوصفه منفيًا بعيدًا عن وطنه العراق، إذ يقيم حاليًا في لبنان قادمًا من سوريا التي أقام فيها لسنوات طويلة. كما تناول الفنان العراقي، في السياق نفسه، موضوع الهجرة الذي أصبح جزءًا من الحياة اليومية لسكان المنطقة.
ويتعمق التشكيلي العراقي بحسب "دار النمر": "في فنه أيضًا في مشاعر ومخاوف الجنود المدججين بالسلاح، ويصور شخصيات ارتدتها المعركة تتناقض بين مظهرها الخارجي القاسي والمشاعر الإنسانية الضعيفة. هناك موضوع آخر متكرر في أعمال نعمة وهو تصوير المظاهر البشرية، حيث يلتقط صورًا متشابكة مع الذكريات".
وأضافت: "تبرز هذه الوجوه على خلفيات فارغة تشبه الجدران المطبوعة بقصص الحياة وآثار الطبيعة يجسد عمل نعمة الفني أيضًا جوهر بغداد، حيث يعرض مشاهد ديناميكية للشباب وهم يتنقلون في حياة ملونة بالحيوية والظل المستمر للصراع".