الترا صوت – فريق التحرير
افتتح غاليري "L’Atelier 21" في مدينة الدار البيضاء في المغرب يوم الثلاثاء الفائت، الأول من شباط/ فبراير الجاري، معرض "نجوم الأرض" للفنان التشكيلي المغربي سعيد عفيفي، على أن يتواصل حتى الخامس من آذار/ مارس المقبل.
يقدّم المعرض لمحة عن المناظر الطبيعية، وينطلق من مبدأ الربط بين الوسائل التكنولوجية التي نتلقى ونسجل بها العالم، وبين تاريخ فن الرسم
يضم المعرض الفردي الأول في مسيرة عفيفي، أكثر من 35 لوحة بأحجام مختلفة ومساحات متنوعة، تتضمن مناظر طبيعية غير تقليدية اعتمد الفنان المغربي في رسمها على الوسائل التكنولوجية الحديثة، التي منحت هذه اللوحات بُعدًا جماليًا مميزًا، لا سيما أنها في الأصل صور وخرائط، مأخوذة عبر الأقمار الصناعية، أعاد عفيفي بناءها وتقديمها على شكل لوحات فنية.
اقرأ/ي أيضًا: ليس الجسم بل مكامن وجعه.. نظرة إلى أعمال فاطمة مرتضى
يقترح سعيد عفيفي عبر لوحاته هذه طريقة جديدة في النظر إلى الطبيعة، التي تحضر في أعماله على شكل جبال وصخور ومساحات ممتدة ملونة أحيانًا، ومرسومة باللونين الأبيض والأسود في أحيانٍ أخرى. وتتشارك اللوحات المعروضة في كونها ملتقطة أو مرسومة من الأعلى، وذلك في إشارة إلى أنها مأخوذة عبر الأقمار الصناعية، خاصة اللوحات التي هي عبارة عن تخطيطات جغرافية وخرائط فعلية.
يسعى الفنان المغربي من خلال لوحات معرضه هذا، إلى الإضاءة على البعد الفلسفي للتطورات التكنولوجية السريعة، ورصد تأثير التكنولوجيا ذاتها على طريقتنا في النظر إلى العالم عمومًا والطبيعة خصوصًا، ذلك أن رؤية الأخيرة رقميًا، وعبر منصات شهيرة مثل "Google Earth"، يثير تساؤلات مختلفة، مثل: هل هذه مشاهد طبيعية أم افتراضية؟
يقدّم معرض "نجوم الأرض" إذًا "لمحة عن المناظر الطبيعية، وينطلق من مبدأ الربط بين الوسائل التكنولوجية التي نتلقى ونسجل بها العالم، وبين تاريخ فن الرسم أيضًا"، بحسب ما ذكره سعيد عفيفي الذي أشار أيضًا إلى أن الفكرة الأساسية التي ينهض عليها المعرض هي "تحرير المناظر الطبيعية من وظيفتها الأصلية لمعانقة إمكانات تعبيرية مرتبطة بالشعر والجمال".
ويقول الكاتب أوليفيي راشي، في دليل المعرض، إن "عفيفي ولع مؤخرًا ببرنامج "Google Earth" الذي يتيح إمكانية رؤية الأرض من خلال صور جوية أو أقمار صناعية"، لافتًا إلى أن "تصورنا للمشهد الخارجي تغير بصورة كبيرة".
ويضيف: "داخل ورشته، هناك نسخ مطبوعة لصور تم التقاطها بالأقمار الصناعية، والتي يعمل الفنان أحيانًا على تعديلها. لكن غالبًا ما يعكس الرسم وكذا التشكيل تلك الصور الساحرة التي تحول بالخصوص نوع رسم المناظر كما تعودنا على تحديده إلى تاريخ للفن".
يسعى عفيفي عبر لوحاته إلى الإضاءة على البعد الأنثروبولوجي للتطورات التكنولوجية، ورصد تأثير التكنولوجيا على طريقتنا في النظر إلى الطبيعة
ويشير أوليفيي أيضًا إلى أن عفيفي "يجدد الوصول بشكل جذري مع الفينومينولوجيا الفنية، ويخلق بلاغة جديدة واضحة"، لافتًا إلى أن لوحاته: "يتم اليوم تجميعها بوصفها مكونًا من مكونات خرائط ذهنية غير مسبوقة، أكثر قربًا من الاستباقية منها إلى الموضوعية العلمية". ويختتم تقديمه للمعرض بقوله: "إن الفن لا يجسد ما يُرى، كما سبق وأكد ذلك بول كلي، وإنما يجعله أكثر وضوحًا".
اقرأ/ي أيضًا: حوار| غطفان غنوم.. كاميرا تبحث عن سحر العالم
يُذكر أن سعيد عفيفي فنان تشكيلي مغربي من مواليد مدينة الدار البيضاء عام 1983. تخرج من "معهد الفنون الجميلة" في تطوان عام 2008، ويتمحور مشروعه الفني حول رصد تأثير التكنولوجيا على طريقتنا في النظر إلى الطبيعة والعالم عمومًا، ويتداخل فيه الفن بالشغف والاهتمام بعلم الآثار والصور العلمية للجبال والأعماق البحرية.
اقرأ/ي أيضًا: