تستعرض هذه المقالة تعريف ما هو الحدس، بالإضافة إلى أنواع الحدس والحدس في علم النفس، وهل هناك مستويات لقوة الحدس؟
ما هو الحدس؟
عند البحث عن تعريف ما هو الحدس، نجد أنّه عملية غريزية تحدث في عقل الإنسان دون وعيٍ منه، وهي عملية لا تتم دون تعليمٍ أو تفكيرٍ، ويتم فيها استخدام أنواع من البيانات أو المعلومات أو المعطيات وتحليلها دون منهجية علمية واتّخاذ القرارات بناءً على هذه التحليلات. ويمكن القول أنّ القدرة على معالجة المشاكل بمساعدة بعض المعلومات المخزّنة في العقل الباطن المُعتمدة بشكلٍ أساسي على تجارب سابقة أو عاطفة هو التعريف البسيط لما هو الحدس.
الحدس في علم النفس
يُعرَّف الحدس في علم النفس "Intuition" على أنّه شكل من أشكال المعرفة يظهر في الوعي دون تفكيرٍ واضح، ومن الجدير بالذكر أنّ الحدس لا يُعد شئ سحري، وإنما شعور يتولد عن طريق العقل اللاواعي الذي يُغربل سريعًا الخبرة السابقة والمعرفة التراكمية، وغالبًا ما يُشار إليه باسم "المشاعر الغريزية". ويميل الحدس إلى الظهور كليًا وسريعًا دون إدراك للمعالجة الذهنية الأساسية للمعلومات، وقد أظهر العلماء في كثيرٍ من الدراسات والأبحاث كيف يُمكن تسجيل المعلومات في الدماغ دون وعيٍ وإدارك، بالإضافة لتوضيح التأثير الإيجابي لذلك على عملية صنع القرار والسلوكيات الأخرى.
أنواع الحدس
أنواع الحدس أربعة أساسية كما يلي:
- الحدس التجريبي: ينظر الحدس التجريبي إلى المعلومات التي يمتلكها الشخص وخبراته السابقة سواء كانت جيدة أو سيئة وذات الصلة بالقرار الذي يوشك على اتخاذه.
- الحدس الظرفي: يقوم الحدس الظرفي بفحص البيئة المحيطة التي يتواجد فيها الشخص، ومشاهدة ما يحدث من حوله باستمرار للتأكد من أنه في بيئة آمنة أو أن الأشياء حوله كما ينبغي أن تكون، وفي حال بدت الأمور في غير محلها، يبدأ الحدس في تحذيره من أي شيء مريب أو غريب، واعتمادًا على مدى سوء ذلك سيخبره إما أن يكون حذرًا أو يتراجع لحمايته من الخطر.
- الحدس العلائقي: يُلقي الحدس العلائقي نظرةً فاحصةً حقيقيةً على الأشخاص الموجودين في الموقف الذي يعيش فيه الشخص، ويتأكد من أن نواياهم صادقة في طبيعتها. ويستخدم هذا النوع من الحدس إشارات بما في ذلك نبرة الصوت ولغة الجسد، والكلمات وكيفية نطقها، بالإضافة إلى التأكد من أن أي كلمات قيلت في الماضي تتطابق مع الأفعال.
- الحدس الإبداعي: يُعد الحدس الإبداعي النوع المسؤول عن أخذ المعلومات من الأنواع الثلاثة الأخرى السابقة للحدس بهدف اتخاذ القرار الفعلي، فإذا كان القرار روتينيًا بطبيعته فإن الحدس الإبداعي سيكون منخفض جدًا، أما إذا كان القرار هو الذي يعتبره الآخرون "مجنونًا" فهذا يعني أن الحدس الإبداعي مرتفع.
مستويات قوة الحدس
كما أُسلف الذكر في تعريف ما هو الحدس، يُعد الحدس مهارة خفية يمتلكها الجميع، إلا أن القليل منهم يفهمها حقًا، لذا فإن التعرف على الطرق المختلفة التي يُمكن للأشخاص التواصل بها مع حدسهم يساعدهم على بناء علاقة عميقة وذات مغزى ومجزية وموثوقة وأكثر متعة، وفيما يأتي المستويات الأربعة النشطة للحدس والطرق والمواقف التي يتواصل بها الأشخاص من خلالها:
- المستوى الأول: الغريزة أو الفطرة (سماته السلامة والأمن والبقاء على قيد الحياة)
في الواقع يُمكن أن تكون غريزة الشعور بالسلامة والأمن والبقاء على قيد الحياة التفسير الأكثر شهرةً وانتشارًا للحدس، إلا أنها ليست سوى جزء صغير من نظام الذكاء بأكمله، ويجب ألا يُعتمد عليها وحدها لإرشادنا إلى أعلى إمكاناتنا أو نتائجنا، وتتميّز هذه الغريزة بأنها بسيطة وأساسية وثنائية، مما يعني أنها تتواصل من خلال الشعور بالأضداد، وتستخدم انطباعات بما في ذلك نعم أو لا، وتوقف أو اذهب، وآمنة أو غير آمنة لتوصيل رسالتها.
- المستوى الثاني: الذكاء المستند للقلب (سماته الشجاعة والرحمة والتواصل)
يُشجّع الذكاء المستند للقلب على تبني ممارسة الشجاعة والرحمة والعناية، واستخدامها للتواصل مع جميع أشكال الحياة الأخرى؛ إذ يُرشد الأشخاص إلى ما هو مناسب للقول أو القيام به في لحظات الحاجة، ويسمح لهم بالاتصال والتواصل بطرقٍ غير مُعلن عنها، وكذلك التواصل مع الناس والحيوانات والأماكن بطرق لا يُمكن وصفها بالكلمات أو التفكير العقلاني.
- المستوى الثالث: قوة البصيرة (سماته الخيال واليقين البصري والإمكانية الإبداعية)
يتجلّى المستوى الثالث من الذكاء الحدسي في القوة الغامضة، والتي يُساء فهمها في كثيرٍ من الأحيان لما يُعرف بالإدراك خارج الحواس والرؤية الروحية الموسعة والأحلام الواضحة، ويتميّز هذا المستوى بوجود الحلول غير الاعتيادية والطرق البديلة للقيام بالأشياء والأفكار الجديدة الرائدة.
- المستوى الرابع: الارتباط بالحكمة الكونية (سماته الوعي العالمي ووعي الوحدة)
يُصنّف هذا المستوى من الذكاء الحدسي بأنه المستوى غير المادي للمجموعة، وغالبًا ما يُنشّط أثناء التأمل العميق أو ممارسات الوعي المتقدمة، وكذلك بعد تجارب الاقتراب من الموت أو أوقات الإجهاد أو الصدمة الشديدة، وعندها يُدرك الشخص أن كل الأشياء في الحياة ذات قيمة ومناسبة، وأنه يمتلك القوة الداخلية الكافية لتغيير حياته والتخلّص من المشاكل.
الإرشاد الحدسي
تُعرف الطرق الأربعة الرئيسية للإرشاد الحدسي بـ"Clairs" وتعني "واضح"، وفيما يأتي توضيحًا لها:
- الرؤية الواضحة "Clairvoyance": تحدث عندما يحصل الشخص على صورة بصرية كما في الأفكار أو الأحلام.
- الصوت الواضح "Clairaudience": يحدث عندما يسمع الشخص شيئًا يبدو أنه يأتي من العدم.
- المعرفة الواضحة "Claircognizance": تُعرف كذلك بالمعرفة التلقائية، وتأتي كتنزيل فوري واضح كأن يقول الشخص "لا أعرف كيف أعرف؛ لقد عرفت للتو."
- الإحساس الواضح "Clairsentience": يُمثل الإحساس الواضح الإحساس الجسدي في الجسم، وهو نوع يُشبه إلى حدٍ كبير رد الفعل المعوي، وقد يظهر كذلك على شكل وخز في الصدر، أو أي شيء يشعر به الجسم.
هل الحدس هو الحاسة السادسة للإنسان؟
نظرًا لأن بقاء الإنسان على قيد الحياة يعتمد على تجنّبه المخاطر المختلفة، فإن الجهاز العقلي يكون حساسًا بشكلٍ خاصٍ لعلامات الخطر، ليقوم بعد ذلك بتسجيلها قبل أن يتمكن الشخص من التعرف عليها والتصرف وفقًا لها، وهذه المعرفة هي نتاج التحيّز السلبي المدمج في الدماغ، ويُمكن أن يشعر الشخص بالحدس، ومع ذلك فإنه ليس شعورًا دقيقًا دائمًا؛ إذ من المحتمل أن يُخطئ نظام الإنذار المبكر ويُصدر بعض الإنذارات الكاذبة التي لا أساس لها من الصحة.
المراجع
- https://www.psychologytoday.com/us/basics/intuition
- https://www.intuitionology.com/the-four-types-of-intuition/
- https://www.huffpost.com/entry/the-four-levels-of-intuit_b_5974428
- https://www.allisonriverssamson.com/blog/how-often-do-you-follow-your-hunches