10-سبتمبر-2024
Harris and Trump

المناظرة الرئاسية بين كامالا هاريس وترامب (مواقع التواصل)

يتواجه المرشح الجمهوري دونالد ترامب والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، اليوم الثلاثاء، في أول مناظرةٍ تجمع بينهما، والأولى في التاريخ السياسي الأميركي التي تجمع رئيسًا سابقًا ونائبة رئيسٍ حالي، وكلاهما سيجد نفسه ـ للمفارقة ـ معنيًا بالدفاع عن سجل 4 سنوات في الحكم، بالنسبة لترامب السنوات ما بين 2017 و2021، وبالنسبة لهاريس السنوات الأربعة الأخيرة.

وتَعِد المناظرة المرتقبة بالكثير من الإثارة، ويذهب بعض المراقبين إلى تصنيفها ضمن أهم المناظرات الرئاسية منذ فترة، وذلك بالنظر لما عرفته حملتيهما من تشويق وتغييرات في الأسابيع القليلة الماضية، على غرار "نجاة ترامب من محاولة اغتيال، وترشيح هاريس إثر انسحاب بايدن، فضلًا عن محاكمات ترامب، والمخاوف من التشكيك في شرعية الانتخابات وعدم الاعتراف بنتائجها كما حدث مع الانتخابات التي فاز بها بايدن واقتحم على إثرها أنصار ترامب مبنى الكابيتول ورفض بموجبها ترامب الاعتراف بالنتائج في سابقة في تاريخ الديمقراطية الأميركية.

وتخوض هاريس المناظرة وهي مدفوعة بالأرقام التي حققتها في استطلاعات الرأي الأخيرة والتي عززت من فوزها، فيما يدخل ترامب المناظرة الرئاسية على أمل خطف البريق والأضواء من هاريس باستعادة ثقة الناخبين بالرغم من إدانته بارتكاب "جرائم جنائية".

لم يكن ترامب يتوقع أن تضعه الأقدار أمام هاريس، فقد كان يمني النفس بتوجيه الضربة القاضية لحظوظ الديمقراطيين عندما يواجه العجوز بايدن مرة أخرى كما فعل في الـ27 من حزيران/يونيو، لكنه هذه المرة سيجد أمامه مرشحةً تصغره بنحو 20 عامًا بلياقةٍ ذهنية وبدنية عالية، ما يجعله أمام اختبارٍ وتحدٍّ حقيقي.

تواجه كامالا هاريس ترامب في المناظرة وهي متقدمة عليه في استطلاعات الرأي، فيما يأتي ترامب على أمل خطف البريق والأضواء من هاريس

وذات الأمر ينطبق على هاريس، التي كانت تستعد لمناظرة تجمعها مع جي دي فانس، نائب ترامب، لكنها تجد نفسها اليوم وجهًا لوجه مع أكثر شعبويٍ سياسي لا يتوانى عن استخدام أي وسيلة تحقق له النصر. الأمر الذي يحتم عليها تغيير استراتيجيتها وطريقتها في المناظرة.

أبرز ملفات المناظرة

سيجد ترامب ضالّته في إخفاقات إدارة بايدن لتسديد أقوى الضربات إلى كامالا هاريس التي لا تختلف في شيء، حسب ترامب عن بايدن، سوى أنها، كما يتهمها أكثر راديكاليةً واشتراكيةً، ومن بين النقاط التي سيثيرها ترامب بقوة مستوى التضخم الاقتصادي الذي ارتفع خلال عهدة بايدن، بالإضافة طبعًا لملف الهجرة "وانهيار منظومة الهجرة عبر الحدود الجنوبية مع المكسيك، وتورط الولايات المتحدة ولعبها دورًا كبيرا في حربين، الأولى بأوكرانيا والثانية بقطاع غزة، وهو ما ترك الأميركيين منقسمين بصورة غير مسبوقة بشأن القضايا الخارجية".

وإن كان بعض الجمهوريين يدعون ترامب إلى التركيز على رؤيته المستقبلية بشكلٍ إيجابي، وعدم الانجرار وراء بساطة محاكمة ماضي إدارة بايدن، كوسيلة حجاجية سهلة، ولا يخفي هؤلاء قلقهم من عدم استجابة ترامب لمقترحهم.

ويعد السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام أبرز الداعين لهذا التوجه في المناظرة، حيث نجده يقول: "الطريق إلى البيت الأبيض يمر عبر نقاشٍ سياسي قوي، وليس عبر تبادل للانتقادات اللاذعة"، وأصر على أن "كل يوم يتبادل فيه المرشحان الإهانات هو يوم جيد لهاريس، لأنه يوم أقل يتعين عليها فيه الدفاع عن إخفاقات إدارة بايدن-هاريس".

في المقابل سينصب تركيز هاريس على سياسة ترامب أثناء عهدته الرئاسية في البيت الأبيض ومشروع 2025 المثير للجدل الذي يصرّ الديمقراطيون على ربطه به كمشروع مستقبلي للحكم عند الجمهوريين. وستلعب هاريس على التخويف من عودة ترامب، لأنه "عائدٌ للانتقام بالدرجة الأولى" من خصومه في المؤسسات المختلفة، فضلًا عن سعيه لفرض "أجندة تهدد الديمقراطية الأميركية"، وحرمانه الأميركيات من حق الإجهاض وحقوق الإنجاب بالتخصيب الصناعي.

وإن كان من المتوقع أن تجد هاريس صعوبةً في التملص من الاتهامات التي سيوجهها ترامب، من قبيل "طريقة الانسحاب من أفغانستان وارتفاع الهجرة وتغيير مواقفها في قضايا مختلفة من قبيل النفط الصخري في ولاية بنسلفانيا المتأرجحة والتي تستضيف المناظرة". كما ليس مستبعدًا أن تؤثّر الخبرة الضعيفة لهاريس في المناظرات في أدائها، وإن كانت صاحبة تجربة قوية في مجال الترافع من خلال عملها مدعيةً عامة سابقًا.

قواعد المناظرة

تحيط بالمناظرة الرئاسية بين ترامب وهاريس الكثير من الرمزيات، حيث ستعقد في قاعة مركز الدستور الوطني التي شهدت المصادقة على الدستور الأميركي عام 1787، كما تعد الولاية التي تستضيفها من الولايات المتأرجحة في هذه الانتخابات، فليست محسومةً لأيّ من المرشحين.

وستنظم المناظرة دون حضور الجمهور، كما ستكون الميكروفونات في حالة تشغيل فقط للمرشح الذي حان دوره للتحدث، فيما يكتم الصوت عن المرشح الآخر، كما لن يسمح للمرشحين بتوجيه أسئلة لبعضهما البعض.

وأسفرت القرعة بين فريقي المرشحين عن فوز ترامب، في إلقاء الكلمة الختامية في المناظرة. وبالنسبة لتوزيع الوقت سيتم "تخصيص دقيقتين لكل مرشح للإجابة عن كل سؤال مع حق الرد لمدة دقيقتين، ودقيقة إضافية للمتابعة أو التوضيح".

ومن الإجراءات التنظيمية القاسية في هذه المناظرة "إلزام كل منهما بالوقوف خلف المنصات طوال مدة المناظرة وعدم السماح لهما باصطحاب أي أوراق أو ملاحظات مكتوبة مسبقًا، وسيُوفر لهما قلم وعدد من الأوراق وزجاجة ماء لكل منهما. ولن يتم السماح للمرشح بالحديث إلى مساعديه في أثناء فترتي الراحة في الوقت الذي تبث فيه إعلانات تجارية".