قبل أن نتعرف على من هو أول من اخترع الروبوت نشير إلى أهمية الروبوتات؛ حيث إنها حيزًا كبيرًا من الاهتمام في ظل التطور التكنولوجي المتسارع الذي نشهده اليوم، ويعتبر "جورج ديفول" بالإنجليزية: "George Devol" وهو مخترع أمريكي، أول من اخترع الروبوت الذي يتم تشغيله رقميًا وقابل للبرمجة، ليتم تسجيل براءة الاختراع باسمه في عام 1961، ويصبح بذلك أول مخترع للروبوت بشكله الحديث.
وكان يحمل الروبوت اسم "Unimate" فيما دخل في ميدان الصناعة ضمن شركة "جنرال موتورز" المتخصصة بصناعة المركبات، حيث كانت مهمة الروبوت، لحام الأجزاء وتحميل وتفريغ الأدوات الآلية وما إلى ذلك.
في السياق لا يعرف بالتحديد من اخترع الروبوت الأول في العالم، لكن روبوت ديفو، حظي بشهرةٍ واسعةٍ لكونه دخل سوق العمل، وتم تسجيله رسميًا كبراءة اختراع. ومنذ منتصف القرن الماضي، بدأت تزداد محاولات صناعة روبوتات، تدخل في مجالات حياتية مختلفة، بهدف تسهيل أداء المهام وتقليل التكاليف وغير ذلك.
ظهر مصطلح روبوت من خلال مسرحية للكاتب المسرحي التشيكي، كارل تشابيك، وهي مسرحية درامية كوميدية من الخيال، تشتهر اختصارًا بـ "R.U.R."
كيف انتشرت كلمة روبوت؟
تصبح كلمة "روبوت" مع مرور الوقت منتشرةً أكثر في عالمنا اليوم، في الوقت الذي يتزايد فيه الاهتمام على هذا المجال. وباتت هنالك مدارس متخصصة في تعليم الأطفال صناعة الروبوتات الذكية أو التعليم عبر الروبوت، ومراكز أبحاث متخصصة في الذكاء الاصطناعي وربطه بالروبوتات، ومصانع عسكرية وصناعية تسعى بشكل حثيث لإدخال الآلة في مجالاتها.
أما هذا المصطلح فقد ظهر من خلال مسرحية للكاتب المسرحي التشيكي، كارل تشابيك، وهي مسرحية درامية كوميدية من الخيال، تشتهر اختصارًا بـ "R.U.R." بينما تعني كلمة "روبوتا بالتشيكية" العمل القسري أو الشاق أو الكدح.
ويعيد ذكر هذه المسرحية دائمًا، عندما يتم البحث عن تاريخ انتشار هذه الكلمة، واستخدامها بشكلٍ كبيرٍ في الإنتاجات السينمائية والفنية والأبحاث التقنية، وغير ذلك.
لذلك لم تنتشر الكلمة إلا منذ القرن الماضي، بينما البحث حول أول من اخترع الروبوت يعود بالزمن لما قبل الميلاد.
من أول من اخترع الروبوت قديمًا؟
من خلال البحث عن الروبوت وتاريخه قديمًا فقد لا يكون جورج ديفول، أول من اخترع الروبوت بمفهومه العام، حيث يعود الاهتمام المتزايد بالآلة، التي تنفذ أعمال البشر إلى مئات السنين، لكن المخترع الأمريكي يعود له اختراع أول روبوت رقمي قابل للبرمجة.
وعند الحديث عن تاريخ الروبوتات أو كما تعرف بـ "الآلات ذاتية التشغيل" فيعود بنا الزمن إلى ما قبل الميلاد، حيث كان هناك عدة اختراعات، كانت تنفذ مهامًا معينة.
وكانت أولى الأجهزة الميكانيكية التي تنفذ مهامًا معينة بانتظارٍ تعود إلى حوالي 3000 قبل الميلاد، حيث استخدمت نظامًا لقياس الوقت عرف بـ "الساعات المائية".
وفي حوالي 350 قبل الميلاد، يعرف عن عالم الرياضيات أرخيتاس، أنه اخترع حمامة خشبية ميكانيكية، بإمكانها أن تطير وفق آلية معينة.
وبالنظر إلى التاريخ فإنه غني بالكثير من المحاولات الدؤوبة لاختراع آليات تنفذ أعمالًا معينة بانتظامٍ، ومنها بينها اختراع "الراهب الآلي" من قبل صانع الساعات والمهندس وعالم الرياضيات، "جيانيلو ديلا توري" وهو إيطالي- إسباني الجنسية.
ومنذ القرن الثامن عشر بدأت الاهتمام يتزايد أكثر في اختراع الروبوتات العبقرية، حيث توجد عشرات الاختراعات، مع أن بعضها لم يعمل بشكل جيد. وفي عام 1784، اخترع الألماني،ديفيد رونتغن دميةً ذكيةً لملكة فرنسا حينها، ماري أنطوانيت، حيث تعزف على آلة السنطور، بحيث تضرب بأعواد الأوتار الموسيقية، كما تحرك رأسها وكأنها تتابع هذه الأوتار.
ويلاحظ من خلال الاهتمام الكبير بصناعة الروبوتات، أن البشر على مر التاريخ كان لديهم اهتمام في صناعة مجسّمات، تنفذ أعمالًا يقوم بها البشر.
من هو أبو الروبوتات الذكية؟
ضمن سياق بحثنا حول أول من اخترع الروبوت فهنالك ألقاب حظي بها أشخاص عبر التاريخ في ميدان الروبوتات، ولعل أبرزها لقب "أبو الروبوتات" الذي يطلق على جوزيف إنغيلبيرغر.
وتمكن جوزيف في خمسينيات القرن الماضي، بالتعاون مع جوزيف ديفول من تطوير روبوت "Unimate" وهو من ساهم بتمويل خطة تطوير روبوت ديفول، حيث له الفضل في تحويل هذا الروبوت إلى ميدان الصناعة وبالتالي، أحدث ثورة في عالم الصناعة، ذاك الوقت.
في المقابل، يطلق لقب "أم الروبوتات" على كارول رايلي، وهي عالمة روبوتات في مجال الذكاء الاصطناعي ورائدة أعمال ومستثمرة، وتركز في أنشطتها على الأنظمة الروبوتية التي تعمل عن بعد في مجالات عديدة مثل الجراحة واستكشاف الفضاء وحالات الكوارث والسيارات اتية القيادة وغيرها. وتشغل كارول العديد من المناصب، حيث عملت كمديرة لشركة "Drive.ai" وهي إحدى شركات أبل التكنولوجية، إضافةً لشركات أخرى مثل: جنرال إلكتريك ولوكهيد مارتن وغيرها.
في عام 1970، أرسل الاتحاد السوفيتي، أول عربة فضائية "ذاتية الحركة" وغير مأهولة وعرفت باسم "لوناخود 1".
ما هو تاريخ علم الروبوت حديثًا وأبرز الاختراعات؟
القرن العشرين وما بعد ليس كما قبله، حيث شهد بروز علم الروبوت بشكله الحديث، حتى وصل لمراحل أصبح فيه الاستغناء عن الروبوت مستحيلًا، خصوصًا للشركات الصناعية. وعلى مر القرن الماضي شهد عالمنا عدة اختراعات لروبوتات حديثة، بدءًا من روبوت جورج ديفول وليس انتهاء بروبوت أميكا، الذي يعتبر من أحدث الروبوتات الذكية والأكثر واقعية حتى اليوم.
وفي عام 1970، أرسل الاتحاد السوفيتي، أول عربة فضائية "ذاتية الحركة" وغير مأهولة وعرفت باسم "لوناخود 1"، حيث هبطت على سطح القمر، وتمكنت من تصوير آلاف الصور وإجراء مئات الاختبارات لتربة القمر.
وتزايد الاهتمام بصناعة الروبوتات في عدة مجالات، ففي ثمانينات القرن الماضي، ظهرت عدة منتجات روبوتية، بعضها صمم كألعاب ذكية للأطفال، وبعضها الآخر لأداء مهام بسيطة، مثل صب العصائر أو حمل الأشياء أو تنفيذ مهام أخرى.
وفي عام 2001 صنعت شركة إلكترولوكس السويدية، أول مكنسة كهربائية روبوتية، ويمكن لمستخدميها ضبط تاريخ التنظيف، فيما جرى عليها عشرات التعديلات المحسّنة منذ إطلاقها. وبات الحديث عن أول من اخترع الروبوت، لا يحظى بالكثير من الاهتمام في ظل تسارع تطور التكنولوجيا واستخدام الذكاء الاصطناعي في ذلك.
وفي عام 2021 تم إطلاق روبوت "أميكا" من قبل الشركة البريطانية "Engineered Arts" وهو أقرب ما يكون للبشر، من ناحية التحدث وتعابير الوجه والحركات الاعتيادية.
مستقبل اختراع الروبوتات في العالم
يوجد توجه كبير لتسهيل حياة البشر وإضفاء مزيد من الرفاهية عليها، عبر تسهيل القيام بأعمال متعددة، وذلك بالاعتماد على مختلف أنواع الروبوتات لتحقيق ذلك. وتنفذ الروبوتات اليوم مهامًا كثيرة في مجالات عديدة، بعضها يدخل في الصناعة بحيث استفادت من ذلك الشركات الصناعية الضخمة، حيث تمكنت من تقليل تكاليف الإنتاج إضافة لتحقيق الدقة في العمل.
وباتت العديد من المستودعات، تعتمد على الروبوتات لنقل وتنظيم البضائع وفرزها حسب نوعها، بالإضافة لبروز مركبات ذاتية القيادة، مثل مركبات شركة تسلا الذاتية القيادة بالكامل وضمن مختلف الظروف.
وعلى الرغم من بعض سلبيات الروبوت خاصةً في ميادين العمل، حيث يتسبب ذلك في فقدان الكثير من العمال وظائفهم، لكن في نفس الوقت بات هناك وظائف شاغرة في ميادين جديدة. ومع حلول عام 2030، من المتوقع أن يكون مستقبل صناعة الروبوتات مستقلًا بشكلٍ كامل، وبالتالي صناعة ملايين الروبوتات في جميع أنحاء العالم، إضافة إلى مزيد من الابتكار التكنولوجي.
وتهتم شركات صناعة الروبوتات وتطوير التكنولوجيا، بتحسين حياة البشر والوصول لمعارف جديدة، أبرزها الرعاية الصحية والتصنيع والعسكرة والخدمات اللوجستية والترفيه ومجال الفضاء وغيرها.
ولا يوجد تصوّر دقيق لما ستبدو عليه الحياة في عام 2050 وما بعد، من حيث تأثير الروبوتات على حياة البشر، وكيف ستبدو، وهل فعلًا ستسيطر الروبوتات على العالم وتتحكم بالبشر أم ستظل مجرد آليات مساعدة في تنفيذ المهام باختلافها!.
تحدثنا خلال هذا المقال عن أول من اخترع الروبوت، وكيف انتشرت كلمة روبوت؟، ومن أول من اخترع الروبوت قديمًا، وعن من هو أبو الروبوتات الذكية، وتاريخ علم الروبوت حديثًا وأبرز الاختراعات، ومستقبل اختراع الروبوتات في العالم.