- مُهداةٌ إلى "صوفي" تلك المرأةِ التي لا تملّ من الحبّ
1
مـرّي عــليّ فقلبي مُوجَعٌ قَلِقُ
يحتاجُ دفئَكَ هذا الوالِهُ الخَفِقُ
مرّي قليلًا فقد أظمئتِ كأسَ هوىً
والليلُ يعصفُ مجنونُ اللظى حُرَقُ
2
واستعدّي لانطلاقي
كي نكون المفرَد المزدوَجا
جماليّونْ
تحملنا المعاني حيث يكون معنىً
لا يكونْ
كلّ ما فينا سمائيٌّ
ومائيٌّ
من قشرة الجلد
حتّى الفكرةِ المُستلهَمةْ
3
ضعي كلّ العتاد الضروريّ
قفّازتينِ، قبّعةً و"ماسكْ"
ومعقّمًا بزهرتيكِ على اليدينْ
بشهوتيكِ عن الشّمالِ
عن اليمينْ
واستقبليني مع نوارسكِ السّعيدةْ
أريدكِ مرّة واحدة كموج البحرْ
أحمل وحيكِ هائمَ الوجد سعيدْ
فلا تتأخّري عنّي
قد حملتُ الحلم وحدي
فهيّا نأكله معًا ككسرة خبزْ
مع قُبْلة وكأسِ نبيذْ
وعصارةٍ من "ياسمينْ"
4
سألقاكِ غدًا عند آخر جادّة متعرّجة
لأقولَ ما لم أقلْ من قبل
وأكشفَ كلّ أوراق النساءْ
وأعلنَ أنّني كنتُ أخونُ أفكار السماءْ
سألقاكِ في الربوة العاليةْ
ومعي دفاترُ العشقِ وألبومُ صورْ
وأغانٍ جمعتها كهديّة لكلّ عاشقةٍ
تُشقِّقُ جلد رأسي
وتجعل من وريد القلب خيطَ حذاءْ
5
أشهدُ أنّكِ امرأةٌ ذاتُ جسمٍ عبقريٍّ
ينحتُ الشعرَ على صور القصيدةِ
مثلَ نهدْ
يجعل الوحيَ صبيًّا تائهًا زائغ العينين في السرّةْ
جسمكِ هذا الملكُ الضِّلِّيلُ
يحتلُّ السدرة والعرشْ
ويتلو التعاويذَ
ويعلو فوق أفق السحرةْ
جسمكِ هذا المصنوعُ من جناح الفراشةِ
أقوى من الموجِ
وأعلى من جبلْ
وأوسع من شاطئ البحرِ
وأدفأ من شمس تموزَ
وأندى من ضباب الصبحْ
وأنقى من ترانيم الكنيسة في صباحات الأحدْ
وأبعد من صفحة الأفقِ
وأعمق من فكرة الفيلسوف الطوطميّ
جسمكِ هذا الذي يبغي العدالة كلّها
طاغوتُ يأخذنا إليهْ
ونحن المخطئون القابضون على الجمرْ
6
وأشهدُ مرّة أخرى بأنّكِ امرأةٌ شَبِقَةْ
تتوهّجينَ كنجمٍ لامعٍ
وتنثرينَ الوردَ في جسدٍ مُشْبَعٍ
كالمرايا
أمامك هذا الربيعُ النقيُّ تدوسينه بلمسة مُحْرِقة
تمرّين عبر مصابيحنا كدفقة ضوءٍ ناعمٍ وشهيّ
غريبة وبعيدةٌ مثل استعارةِ شاعرْ
هائمة في الجموح اللّانهائيّ كهمسة مُغْرِقةْ
7
أتيتُ إليكِ كي تتبدلَ الذكرى
وأمسح عنف أصابعي بحرير ردفكْ
أتيتُ إليكِ أحمل ما تبقّى من عظام الجلدِ
ألقي الشعر في لغتي
ويفتتح الجمالُ آية سعدكْ
أتيت إليكِ أسقي الأغنياتِ قامتَكِ المديدةَ
أروي عشبة السطر الأخيرِ
أشبع من ضياء الروح
أكتبُ في هوى عينيكِ أغنيةً لطرفكْ
إليكِ أتيتُ كيما يسكنُ القمر القلِقْ
ويسير في الأفلاكِ سرب أطيارٍ تغرد في أعالي الشمس
تُغْمَس في جنوح مؤتلقْ
أتيتُ إليكِ إذ تأتين شبه دالية محمّلة عناقيدًا
تجرّب طعمَ نهدكْ
أتيتُ إليكِ كيما أستعيدُ توازني
وأشمُّ فيك الفرْح في العينينِ
أسمعُ كيف تستمعينَ
أنفاسي الشهيدةَ في رحاب بهيّ مهدكْ
أتيتُ إليكِ حيث بسمتك المشتهاة
حلمُ هذا الليل
يعيد ترتيب الفراغ الداخليّ
لأكتب سطرًا آخرَ كي أعدّلَ في الإيقاع والأسماءْ
فتفيض موسيقى
تَدَفَّقُ...
من جداولِ عزفِ صوتكْ
8
وأنتِ تعدّينَ الصباحَ على شهوة اللحنِ
يستغرقني الصوتُ والضوءُ
وأطيارُ الحديقةِ تصحو على شهوتينْ
واحدةٍ للغناءِ
وأخرى للوردةِ الناديةْ
تستفتحين الضياءَ كعصفورٍ نشيطٍ
يؤدّي الكون مع قلبي تحيّته
ويهديكِ النشيدْ
الحبّ فعل باذخ وقتَ الصباحِ
ترك القصيدةَ دونما شيءٍ
ليطلقها
ويثملها
وفاح على المباسمِ كالأقاحي
اقرأ/ي أيضًا: