04-سبتمبر-2024
حكم عسكري في غزة

غروب الشمس في غزة على أنقاض الأبنية جراء قصف الاحتلال العشوائي لمختلف أنحاء القطاع (رويترز)

كشفت تقارير عبرية أن رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمر بالاستعداد لاحتمالية تولي جيش الاحتلال مهام توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، وذلك بالتزامن مع صدور تقرير منفصل ذكر أن ضباط في جيش الاحتلال اقترحوا تهجير السكان المتبقين في شمال غزة، وإعلانها "منطقة عسكرية مغلقة".

وجاءت التقارير الأخيرة بعد وقت قصير من تصريحات الرئيس الأميريكي، جو بايدن، التي قال فيها إن نتنياهو، لا يبذل جهدًا كافيًا لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مضيفًا أنه "يقترب" من تقديم "صفقة نهائية" للمفاوضين الذين يعملون على التوصل إلى اتفاق بشأن المحتجزين ووقف إطلاق النار في غزة.

الاحتلال يتحرك نحو حكم عسكري في غزة

ونقل موقع "تايمز أوف إسرائيل" عن القناة الـ12 العبرية، اليوم الأربعاء، أن نتنياهو "أصدر أوامر للجيش بالاستعداد لاحتمالية تولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بدلًا من المنظمات الإنسانية".

أصدر رئيس حكومة الاحتلال أوامر للجيش بالاستعداد لاحتمالية تولي مسؤولية توزيع المساعدات الإنسانية في قطاع غزة بدلًا من المنظمات الإنسانية

وأضاف الموقع وفقًا لما نقلت القناة العبرية أن نتنياهو وجه تعليماته إلى الجيش "بالقيام بما يلزم فيما يتعلق باللوجستيات وآليات العمل والقوى العاملة المطلوبة للمهمة"، التي تنفذها حتى الآن منظمات الإغاثة الدولية في القطاع.

وأشارت القناة 12 إلى أن رئيس أركان جيش الاحتلال، هرتسي هاليفي، أعرب عن معارضته تولي الجيش مسؤولية توزيع المساعدات، معتبرًا أنها "مهمة لا تناسب الجيش"، ومحذرًا من أن "مثل هذا الدور من شأنه تعريض الجنود لخطر غير ضروري، وأن المنظمات الدولية تأسست من أجل القيام بهذا الدور".

وقال مصدر مطلع على تفاصيل المسألة للقناة العبرية إنه: "لا يجب أن يصاب الجنود خلال توزيع أكياس الدقيق"، ووفقًا للقناة الـ12 فإن فكرة تولي جيش الاحتلال توزيع المساعدة في غزة كانت قد طرحت سابقًا، لكن تم إلغاؤها.

وأضاف التقرير أن مثل هذه الخطوة من شأنها أيضًا أن تحمل تداعيات متعلقة بالقانون الدولي، لأنها ستجعل "إسرائيل مسؤولة بشكل أكبر عن قطاع غزة"، لافتًا إلى أنه مع تصريحات نتنياهو، أول أمس الاثنين، حول استمرار الوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا الحدودي بين قطاع غزة ومصر، فإن ذلك يعني أن "إسرائيل تتحرك بشكل متزايد نحو حكم عسكري لغزة".

وفيما أوضحت القناة العبرية أن تقديرات جيش الاحتلال "توضح أن الحكم العسكري الكامل لغزة سيكلف البلاد نحو 11 مليار دولار سنويًا"، فإن المتحدث باسم جيش الاحتلال قال للقناة الـ12 إنه: "لا يعلق على المناقشات المغلقة"، مضيفًا أن الجيش "سينفذ أي قرار تتخذه القيادة السياسية".

تهجير السكان المتبقين في شمال القطاع

إلى ذلك، نشر ضباط إسرائيليون فيما يُعرف بـ"منتدى الضباط والمقاتلين في الاحتياط"، اليوم الأربعاء، مقترح خطة مؤلفة من مرحلتين، يتم خلالها تهجير السكان المتبقين في شمال قطاع غزة، والإعلان عنه "منطقة عسكرية مغلقة"، وتنفيذ الخطة لاحقًا في أنحاء القطاع، وفقًا لما نقل موقع "عرب 48" الإلكتروني.

الخطة التي وضعها رئيس شعبة العمليات الأسبق، والجنرال في جيش الاحتياط، غيورا آيلاند، والذي يوصف في "إسرائيل" بأنه "مُنظر" الحرب على غزة، جاءت بعنوان "خطة الجنرالات"، ويؤيدها عشرات الضباط، حسبما نقل "عرب 48" عن موقع "واينت" الإلكتروني.

وتعتبر الخطة أنه "طالما أن حماس تسيطر على المساعدات الإنسانية، ليس بالإمكان هزمها"، وتقضي بتحويل المنطقة الواقعة شمال محور نتساريم، الذي يفصل جنوب قطاع غزة عن شماله، إلى "منطقة عسكرية مغلقة"، وإرغام 300 ألف فلسطيني يتواجدون حاليًا في شمال القطاع، حسب التقديرات، على النزوح خلال أسبوع واحد.

وأضاف "عرب 48" نقلًا عن التقرير أنه بعد ذلك يفرض جيش الاحتلال على شمال القطاع حصارًا عسكريًا كاملًا، بادعاء أن حصارا كهذا سيجعل الخيار أمام المقاتلين الفلسطينيين "إما الاستسلام أو الموت"، وزعم واضعو الخطة أنها "تستوفي قواعد القانون الدولي، لأنه يسمح للسكان بالنزوح من منطقة القتال قبل فرض الحصار".

ووفقًا لـ"واينت" فإنه تم استعراض الخطة أمام المجلس الوزاري المصغر "الكابينت" خلال الأيام الأخيرة، وأن واضعي الخطة يأملون بأن يوعز المستوى السياسي للمستوى العسكري بالعمل بموجبها في أقرب وقت ممكن، فيما اقترح آيلاند أنه "بالإمكان نقل هذه الخطة إلى رفح وأماكن أخرى في أنحاء القطاع".

وكانت صحيفة "هآرتس" العبرية، قد نقلت عن مصادر أجنبية مطلعة على المفاوضات لم تسمها، أمس الثلاثاء، أن مسؤولًا إسرائيليًا كبيرًا لم تسمه أبلغ الوسطاء، أول أمس الاثنين، أن "إسرائيل مستعدة لسحب جميع قواتها من محور فيلادلفيا، بشرط استيفاء المتطلبات العملياتية التي تحددها"، دون إيضاحات.

وأضافت الصحيفة نقلًا عن مسؤول إسرائيلي كبير مطلع لم تسمه أن "نتنياهو وافق منذ فترة طويلة على الانسحاب الكامل للجنود من محور فيلادلفيا والإخلاء الكامل للقوات"، واستدرك المسؤول قائلًا: "المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس الوزراء (أول أمس الاثنين) كان يهدف إلى تعطيل الصفقة لأسباب سياسية. ولو لم تظهر هذه المطالب فجأة، لكانت هناك صفقة منذ وقت طويل"