رجّحت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية تعيين الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترامب، للسيناتور ماركو روبيو وزيرًا لخارجية الولايات المتحدة.
وحسب مصادر مطلعة للصحيفة، فإن السيناتور ماركو روبيو من فلوريدا، قد يكون هو الخيار النهائي لحقيبة الخارجية في إدارة ترامب، على الرغم من أن الأخير قد يُقدم على تغيير رأيه في اللحظات الأخيرة. ويأتي هذا التعيين في إطار تحركات ترامب السريعة لتشكيل فريقه في السياسة الخارجية والأمن القومي استعدادًا لاستلام مهامه رئيسًا للولايات المتحدة.
انتُخب روبيو عضوًا في مجلس الشيوخ منذ عام 2010، ويشتهر بمواقفه المتشددة في السياسة الخارجية، خصوصًا تجاه الصين وإيران وفنزويلا وكوبا. وقد تبنّى نهجًا صارمًا ضد هذه الدول، حيث شغل منصب رئيس مشارك للجنة التنفيذية للحزبين بشأن الصين، وسعى لتوجيه سياسات أميركية أكثر حدة تجاهها، مثل قوانين منع استيراد السلع التي تنتج بعمالة قسرية من أقلية الأويغور.
عُرف روبيو بمواقفه المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، وتحديدًا دعمه غير المشروط للعدوان الإسرائيلي على غزة. وقد صرح سابقًا بأن حماس تتحمل مسؤولية حرب الإبادة التي يخوضها جيش الاحتلال
وبالإضافة إلى مواقفه تجاه الصين، قاد روبيو جهودًا لفرض عقوبات على فنزويلا في محاولة لإزاحة الرئيس نيكولاس مادورو عن السلطة، وكان له دور رئيسي في تقديم النصائح لإدارة ترامب السابقة بشأن السياسات العقابية.
وحسب الصحيفة الأميركية، فإذا تم تعيين روبيو، فإن التساؤلات ستثار حول مدى توافقه مع نهج ترامب الذي يضع أولوية كبرى لمصالح "أميركا أولًا". فبينما يعارض روبيو التدخلات الأميركية غير الضرورية، فإنه يؤمن بأن الصين تشكل تهديدًا كبيرًا يجب أن يكون في أولويات السياسة الخارجية الأميركية، ما ينسجم مع توجهات الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس، وقد يكون توليه حقيبة الخارجية فرصة لتعزيز سياسات تتسم بالصلابة تجاه الصين وتعزيز الصناعات الأميركية لمواجهتها اقتصاديًا.
عُرف روبيو بمواقفه المؤيدة للاحتلال الإسرائيلي، وتحديدًا دعمه غير المشروط للعدوان الإسرائيلي على غزة. وقد صرح سابقًا بأن حماس تتحمل مسؤولية حرب الإبادة التي يخوضها الاحتلال على غزة، وأبدى دعمه المطلق للاحتلال الإسرائيلي، زاعمًا أن عشرات الآلاف من الشهداء الأطفال كانوا بسبب اتخاذ المقاومة الفلسطينية المدنيين دروعًا بشرية على حد زعمه.
سيواجه روبيو وفقًا للصحيفة تحديات كبيرة، فيما لو تم اختياره وزيرًا للخارجية، وهي تتمثل ببناء تحالفات جديدة، خصوصًا في منطقة الشرق الأوسط، حيث يسعى لتعزيز دور الولايات المتحدة كقوة مؤثرة في المشهد العالمي، كما سيعمل على تعزيز المساعي الأميركية في "الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة".
تاريخ العلاقة بين ترامب وروبيو شهد العديد من التقلبات، فبعد المنافسة الحادة في الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري عام 2016، تصالح الرجلان وعمل روبيو كمستشار غير رسمي للسياسة الخارجية لترامب، وساعده في التحضير لمناظرته أمام بايدن عام 2020.
هذا التوافق يعزز فرص تعيينه وزيرًا للخارجية وفقًا لـ"نيويورك تايمز"، حيث يبدو أن الرجلين يشتركان في الرؤية العامة لتوجيه السياسة الخارجية الأميركية، لا سيما فيما يتعلق بمنافسة الصين ودعم حلفاء أميركا التقليديين.