قبل أن نتعرف على من هو مخترع التلسكوب لا بد أن نعرف أن التلسكوب يُعدّ أحد أهم اختراعات البشرية الثورية، ورغم أنّ العديد من العلماء ادّعو الفضل في اختراعه إلّا أنّه يُمكن القول أنّ مخترع التلسكوب هو العالم وصانع العدسات الهولندي هانس ليبرشي (بالإنجليزية: Hans Lippershey). حيث صمّم فكرة التلسكوب عن طريق الصدفة البحتة. وذلك بعد أن شاهد المروحة المثبّتة في الجهة المقابلة لمتجره أصبحت أكثر وضوحًا وقربًا بعدما وضع عدستين متتاليتين والنظر من خلالهما بعدما لعب طفلين بالعدسات داخل متجره. سندرج أهم المعلومات حول مخترع التلسكوب ودور بعض العلماء في تطويره. وغيرها من المعلومات المهمة.
هانس ليبرشي هو مخترع التلسكوب فهو أول شخص تقدّم للحصول على براءة اختراعٍ للتلسكوب وذلك في عام 1608.
من هو مخترع التلسكوب
يُعدّ العالم وصانع النظارات والعدسات هانس ليبرشي هو مخترع التلسكوب فهو أول شخص تقدّم للحصول على براءة اختراعٍ للتلسكوب وذلك في عام 1608. إذّ ادّعى ليبرشي أنّه صنع جهازًا يمكنه من تكبير الأشياء إلى 3 أضعاف حجمها الحقيقي. وكان التلسكوب يتكوّن من عدسةٍ مُقعّرة تتماشى مع عدسة موضوعيّة مُحدّبة.
وقد ادعى بعض الأشخاص أنّه سرق التصميم من صانع نظاراتٍ آخر وهو زكريا يانسن (بالإنجليزية: Zacharias Janssen). لقد عاش كُلًا من هانس ويانسن في المدينة ذاتها وعملا على تصنيع أدوات بصرية؛ ويؤكّد الباحثون أنّه لا يوجد دليل حقيقي وقاطع على أنّ ليبرشي قد سرق هذا الاختراع من يانسن؛ وممّا يؤكّد نظريتهم هو حصوله على براءة في اختراع التلسكوب.
في حين أنّ يانسن له الفضل في اختراع المجهر المُركّب. ومما يزيد من صعوبة الأمر أنه قد تقدّم عالم هولندي آخر وهو جاكوب ميتيوس (بالإنجليزية: Metius) وطلب الحصول على براءة اختراعٍ بعد عدّة أسابيع من طلب ليبرشي إذّ ادّعى أنّه هو مخترع التلسكوب؛ لذلك لم تتمكّن الحكومة من تحديد المخترع الحقيقي مما جعلها ترفض كلا الطلبين. ومن المهم الإشارة إلى أنّ جهاز التلسكوب من الأجهزة التي من السهل إعادة إنتاجها وهذا الأمر يُصعّب من إمكانية منح براءة اختراعٍ له. لذلك منحت الحكومة ميتيوس مكافأة صغيرة؛ في حين دفعت لليبرشي رسومًا مرتفعة لإنتاج نسخٍ عديدة من التلسكوب الذي اخترعه.
دور جاليليو في صناعة التلسكوب
سمع العالم غاليليو جاليلي عن النظارات الهولندية المنظورية (التلسكوب) مما جعل ذهنه يتوقّد وخلال عدّة أيام صمم تلسكوبًا خاصًا به وذلك دون أن يرى أي تلسكوب إطلاقًا. في الحقيقة أدخل جاليليو بعض التحسينات المهمّة على التلسكوب إذّ تمكّن من تكبير الأشياء 20 مرّة؛ ثم عرض جهازه على مجلس الشيوخ في مدينة البندقية. الأمر الذي دفع مجلس الشيوخ لتعيينه كمُحاضر في جامعة بادوا مدى الحياة مع مضاعفة راتبه.
يُعدّ العالم جاليليو أول عالم وجّه التلسكوب نحو السماء؛ وقد تمكّن من رؤية الجبال والحفر الموجودة على سطح القمر؛ كما تمكّن من اكتشاف البقع الشمسية، و4 من أقمار كوكب المشتري، واكتشف أيضًا حلقات زحل، ودرب التبانة.
دور العالم يوهانس كيبلر ودوره في صناعة التلسكوب
درس العالم يوهانس كيبلر البصريات، وصمّم تلسكوبًا مزودًا بعدستين مُحدّبتين ممّا جعل الصور تظهر مقلوبة. كتب العالم كيبلر في كتبه بأنّ العالم إسحاق نيوتن فضّل صناعة تلسكوب من المرايا بدلًا من العدسات، ولذلك بنى تلسكوب عاكس في عام 1668، وبعد عدّة قرون أصبح التلسكوب العاكس هو المهيمن في علم الفلك والفضاء حيث إنّه الأفضل.
دور العالم ليمان سبيتزر في صناعة تلسكوب الفضاء
يُعدّ عالم الفيزياء الفلكية الأمريكي ليمان سبيتزر (بالإنجليزية: Lyman Spitzer) هو أول من صنع تلسكوب في الفضاء وذلك قبل 10 أعوام من دخول أول قمرٍ صناعي إلى مداره.
اقترح العالم سبيتزر فكرة إنشاء مرصد فضائي وذلك في عام 1946، إذّ إنّه وصف احتياجه لتصميم تلسكوب فضائي يمكنه رصد الأطوال الموجيّة للضوء التي لا يُمكن رؤيتها باستخدام التلسكوب الأرضي؛ الأمر الذي يُساعد في الحصول على صور ذات جودة عالية كما أنّه يمنح صوريًا لأجزاء مخفية لا يُمكن مُشاهدتها عن الفضاء بالطرق المعتادة، وأيضًا سيكشف عن ظواهر جديدة وسيعدّل المفاهيم الأساسية حول الزمان والمكان بصورة أكثر عمقًا.
تُعدّ فكرة إنشاء تلسكوب عاكس كبير في مدار الأرض من الأمور التي ستسمح للإنسان بفهم حجم الكون، وتهيئه لاستكشاف هياكل المجرات والكواكب الأخرى إلى جانب مجموعات النجوم الكروية. وقد أنشأت الأكاديمية الوطنية للعلوم لجنة هدفها تحديد أهمية إنشاء تلسكوب فضائي كبير وذلك في عام 1965، وقد عُيّن سبيتزر رئيسًا لها وكان واجبه إقناع المجتمع العلمي والكونغرس بأهمية هذه الخطوة؛ إذّ إنّه سيكون بوابة إلى الفضاء الخارجي. وفي عام 1977 بدأت وكالة ناسا ووكالة الفضاء الأوروبية في تطوير تلسكوب هابل الفضائي الذي طالب بإنشائه سبيتزر.
تمتاز مرآة تلسكوب هوبي ابيرلي باحتوائها على 91 قطعةٍ سداسية لتجميع الضوء المرئي.
أكبر التلسكوبات في العالم
تُعدّ التلسكوبات في العالم من أهم الأمور التي تُساعد في تحقيق اكتشافات فضائية جديدة، وذلك لإمكانيتها في جمع المعلومات وتسليط الضوء على تاريخ الكون وفيما يأتي أكبر هذه التلسكوبات:
-
تلسكوب هوبي ابيرلي Hobby Eberly
يقع هذا التلسكوب في ولاية تكساس الأمريكية، ويبلغ قطر ه 10 أمتار. ويُعتبر ذو تصميمٍ فريدٍ من نوعه إذّ أنّه يتميّز عن باقي التلسكوبات بأنّ مرآته تميل دومًا بمقدار 55 درجة عن الأفق مما يعني إمكانية مراقبته 70% من السماء المرئية. وتمتاز مرآة تلسكوب هوبي ابيرلي باحتوائها على 91 قطعةٍ سداسية لتجميع الضوء المرئي.
-
تلسكوب كيك Keck
يقع هذا التلسكوب في ولاية هاواي الأمريكية، ويبلغ قطره 10 أمتارٍ. ويمتاز هذا التلسكوب بأنّه يمكن أن يُقرّب الأجسام الموجودة في الفضاء بقوة أكبر من تلسكوب هابل الشهير. ويُعدّ هذا التلسكوب الأكثر إنتاجيةً من جميع التلسكوبات الأرضية؛ إذّ إنّ ربع المعلومات الفلكية التي حصل عليها علماء الفلك الأمريكيين تم الحصول عليها عبر استخدام تلسكوب كيك.
-
تلسكوب جران تيليسكوبيو كناريا Gran Telescopio Canarias
يقع هذا التلسكوب في منطقة لا بالما في إسبانيا، يبلغ قطره 10.4 متر. وتجدر الإشارة إلى أنّ هذا التلسكوب تمكّن من اكتشاف مجموعة المجرات ذات الكثافة المرتفعة.
-
تلسكوب جنوب إفريقيا الكبير South African Large Telescope
يقع هذا التلسكوب في منطقة كارو في دولة جنوب إفريقيا، ويبلغ قطره 11 مترًا. ويستوحي هذا التلسكوب تصميمه من تصميم Hobby Eberly إذّ يحتوي على نفس عدد اللوحات السداسية، ولكن أُعيد تصميمه للحصول على صور ٍ ذات جودةٍ أعلى كما صُمّم لتحسين مجال الرؤية، كما أنّه يتمتّع بحساسيةٍ أعلى للأطوال الموجية القصيرة، ويعود ذلك إلى إضافة طبقاتٍ إضافية من المعدن.
-
تلسكوب أتاكاما Atacama Large Millimeter Array
يقع هذا التلسكوب في صحراء أتاكاما في تشيلي، ويبلغ عرضه 12 مترًا. ويتكون هذا التلسكوب من 66 تلسكوبًا راديويًا. كما يعمل هذا التلسكوب بمقياس التداخل الفلكي لإنشاء صورةٍ واحدة. وقد ساهم هذا التلسكوب في اكتشاف أبعد أكسجين في الفضاء والذي يبعُد 13.28 مليار سنةٍ ضوئية.
تحدثنا خلال هذا المقال عن مخترع التلسكوب الذي يعد من أهم الاختراعات في القرن السابع عشر، ويُعدّ العالم هانس ليبرشي هو مخترع التلسكوب، إذّ تمكّن من صناعة تلسكوب بإمكانه تكبير الأشياء إلى 3 أضعاف حجمها الحقيقي، وقد كان يعيش في ذات الفترة عالم يُدعى زكريا يانسن وقد ادّعى أنّه هو من مخترع التلسكوب؛ إلّا أنّه لا يوجد أي دليلٍ على أنّ ليبرشي قد سرق الاختراع من يانسن. شارك عدّة علماء في تطوير صناعة التلسكوب ومنهم يوهانس كيبلر، جاليليو حتى وصل إلى ما هو عليه اليوم. ويجدر الذكر بأنّ العالم ليمان سبيتزر الأمريكي له هو من صنع تلسكوب الفضاء.