لم يحظ عمل فني في التاريخ المصري المعاصر بكل هذه الشعبية والإجماع والتوافق مثلما حدث مع أوبريت "الليلة الكبيرة"، بل إن مجرد ذكرها قبل أن نسمع موسيقى سيد مكاوي وأشعار صلاح جاهين، يدفعنا إلى التحليق حول معنى يدعو إلى شعور يفيض أصالةً، رغم كل ما يحيطنا من سطحية. شعور بالبهجة والزهو والسعادة، في زمن غابت فيه الابتسامة والنكتة التي كانت تميز الشعب المصري.
ما زالت "الليلة الكبيرة" تحمل علامة الجودة وتمنح إحساسًا أصيلًا بامتلاك المصري القدرة على الإبداع والتألق
ما زالت "الليلة الكبيرة" تحمل علامة الجودة وتمنح إحساسًا أصيلًا بامتلاك المصري القدرة على الإبداع والتألق. والمدهش حقًا أن الجميع يتغنّى بها، من الكبير قبل الصغير، ومع ذلك قليل من يتذكّر صاحب تصميم عرائس هذا العمل العبقري والذي أضفى عليه تلك المسحة الأسطورية واستطاع التعبير عن ملامح الشخصية المصرية كأنها من لحم ودم، رغم معرفتنا أنها مجرد عرائس، بل منحها قدرًا من الخلود لا يقلّ عما نحته ورسمه وصاغه أستاذ أهل الأدب نجيب محفوظ في أعماله.
اقرأ/ي أيضًا: مسرح مصر.. "أي كفتة في أي بتنجان"!
صاحب هذا العمل فنان عشق الظلّ، بعيدًا عن وهج مصابيح الإضاءة وأتقن اللعب في ظلام خشبة المسرح، وجمع بين تقنيات المسرح والسينما والديكور والفنّ التشكيلي، حتى غادرنا قبل أيام قليلة: ناجي شاكر.
الأستاذ
دخل ناجي شاكر (1932 - 2018) عالم الإبداع مع جيل ضمّ أسماء ثقيلة، مثل يوسف شاهين وكمال الطويل وصلاح جاهين وسيد مكاوي وفؤاد حداد. وإن كان من الصعب اختصار حياة ناجي شاكر الإبداعية في "الليلة الكبيرة" وحدها، إلا أن شعبية وجماهيرية الأوبريت طغت على ما عداها، وظلمته، في الوقت الذي يدهشك تنوع مسارات الإبداع لدى الفنان الراحل، فتراه مصممًا لملابس المسرحيات، وديكور السينما، ويكفي أن تعرف أنه صاحب تصميم ديكور فيلم "شفيقة ومتولي"، وجمع مع كل ذلك تدريس الفنون بكلية الفنون الجميلة.
في عام 2008 أقام ناجي شاكر في هدوء يشبه هدوء النسّاك معرضًا لأعماله بكلية الفنون الجميلة. كان لافتًا في المعرض، علاوة على الأعمال الفنية المتعددة التي كشفت عن جوانب مجهولة في مسيرة طويلة، التفاف مجموعة من الأصدقاء والتلاميذ والطلبة حول الأستاذ الفنان. حينها أخبرتني صديقة تدرس في كلية الفنون الجميلة أن هذا المشهد طبيعي ومن المألوف أن تجد ناجي شاكر واقفًا وسط مجموعات مختلفة الأعمار من الفنانين، سواء داخل قسم الديكور بالكلية أو على خشبة المسرح أو في الاستوديو، وكأنك أخطأت ودخلت ورشة فنية يتناقش فيها الأسطوات والصنايعية حول أمور تخصّ عملهم.
عرفت حينها وتأكدت بعدها أن أستاذية ناجي شاكر تستمد جذورها من انتمائه لجيل حرص على ضرورة تواصل الأجيال، على طريقة التعلم في الورشة. وكأي تلميذ شاطر ومخلص، يعترف ناجي شاكر بفضل أساتذته: "إذا كان لي أن تحدث عن نفسي، فأنا كمُعلِّم في مجال الفنون قد اكتسبت إيقاعًا داخليًا خاصًا وطاقة فنية متجددة من خلال التقائي وتفاعلي مع المواهب المبدعة عبر الأجيال. لذلك أودّ أن أهدي معرضي أيضًا إلى تلميذاتي وتلاميذي لما منحوه لي من قوة وطاقة وقدرة على الاستمرار في مجال يحتاج الكثير من الحب والمثابرة والصمود أمام المعوقات والعقبات التي تقف أمام المبدعين وصنّاع الجمال".
تستمد أستاذية ناجي شاكر جذورها من انتمائه لجيل حرص على ضرورة تواصل الأجيال، على طريقة التعلم في الورشة.
ظلّ ناجي شاكر أبًا روحيًا للعديد من أبناء كلية الفنون الجميلة، لذلك استطاعت أمنية يحيى المدرسة بقسم الديكور أن تمنحنا فرصة الولوج إلى عالم ناجي شاكر، واختارت عنوانًا رومانسيًا لرحلة مضنية، عندما تصدّت لتقديم كتالوج تذكاري -بمناسبة الاحتفال بيوبيله الذهبي في محراب الفن - تصدّرته عبارة "رحلة في مشاهد (1957 - 2007)". لكن ناجي شاكر استهلّ الكتالوج معترفًا بفضل أساتذته، في مجال الديكور مفيد جيّد وصلاح عبد الكريم وعبد السلام الشريف وأسعد مظهر، وفي مجال التصوير عبد العزيز درويش وحسين بيكار وعبد الهادي عبد الجزار، والحسين فوزي وعبد الله جوهر في الحفر، وجمل السجيني في النحت وغيرهم.
اقرأ/ي أيضًا: محمد الموجي.. طريق مختصر إلى القلب
بدايات
كعادة أبناء الطبقى الوسطى في أربعينات القرن العشرين، دفعت عائلة ناجي شاكر ابن الأربعة عشر ربيعًا إلى مرسم الفنان الإيطالي كارولو مينوتي في عام 1946 للتدريب على الرسم، وظلّ مع أستاذه إلى أن انتقل في عام 1950 إلى مدرسة ليوناردو دافينشي للرسم بالقرب من من جامع أبو العلا، تلك المدرسة التي أصبحت بعد ذلك معهدًا، حتى التحاقه بكلية الفنون الجميلة عام 1952.
عندما وصل ناجي شاكر إلى كلية الفنون الجميلة، لم يكن يحتاج الكثير من التعاليم الأكاديمية، فقد صقل موهبته في مرسم مينوتي، وفي مدرسة دافينشي، فاتجه إلى عالم فن العرائس/الدمى الذي تعرّف عليه من فنان مسرح الدمى التشيكوسلوفاكي المعروف جيري ترنكا (Jiry Trnka). لذلك ليس مستغربًا أن يقدّم مشروع تخرجه عن موضوع هو الأول من نوعه، عندما فاجأ الجميع بتقديمة شخصية عقلة الإصبع، تلك الشخصية المثيرة في التراث الشعبي، ووسط دهشة الوسط الفني والأكاديمي حصل ناجي شاكر على تقدير ممتاز وصوّر مشروعه في فيلم قصير.
وفي الوقت الذي كان المجتمع المصري يفرز لبنات نهضته الثقافية، مستفيدًا من دعم الدولة حينها، المتوجهة شرقًا، قدّمت فرقة تسندريكا الرومانية عروضها لفن العرائس في القاهرة، التي كانت تبحث عن نفسها بين عواصم العالم. نالت الفرقة إعجاب الجماهير، وتبنّت وزارة الثقافة مشروع إنشاء فرقة عرائس مصرية، بمساعدة خبراء رومانيين. وقع الاختيار على الفنان الشاب ناجي شاكر صاحب عقلة الإصبع كأول مصمم مصري للتدريب مع الخبراء الرومانيين. يقول ناجي شاكر عن بداياته: "حينها بدأت أفهم منطق العروسة الماريونيت المعقد والميكانيزم الخاص بها وقواعد اللعبة والعرض وكيفية تصميم العروسة وخصائصها التشكيلية".
كعادة أبناء الطبقى الوسطى في أربعينيات القرن العشرين، دفعت عائلة ناجي شاكر ابن الأربعة عشر ربيعًا إلى مرسم الفنان الإيطالي كارولو مينوتي
وفي مساء ليلة 10 آذار/مارس 1959، شهدت القاهرة ميلاد أول ليلة عرض لمسرح الدمى، لمسرحية بعنوان "الشاطر حسن" صممها ناجي شاكر وألّفها صلاح جاهين ولحّنها محمد شحاتة. يتذكر راجي عنايت، المدير السابق لمسرح العرائس، أجواء تلك الفترة بكثير من الحب فيقول: "لم يكن هناك مسرح كبير أو دار فخمة او حتى جمهور معتاد على مشاهدة مثل هذا النوع من الفن وقدّم العرض الأول محاطًا بقلوب المخلصين من عشاق الفنون وبآمال مجموعة من الرواد الذين تحمّلوا مسؤولية تلك الليلة وسرعان ما تحققت الأمنيات واستولت العرائس الصغيرة على أبصار المتفرجين فنستهم حقيقتها حتى لا يفكروا في أن أيديها أو أرجلها لا تتحرك إلا بالخيوط الرفيعة او أن عضلاتها قد قُدّت من خشب ومن القاعة الصغيرة آنذاك خرجت الألحان والكلمات لتتردد على أفواه الناس الذين تناقلوا أخبار العرائس الصغيرة في كل مكان.
اقرأ/ي أيضًا: الدراما المصرية.. بؤس الكوميديا
لم يكن أكثر المتفائلين يتوقع هذا النجاح الذي لاقته فرقة العرائس المصرية الوليدة من نجاح وحماس، وهو الأمر الذي دفع وزارة الثقافة إلى تكوين فرقة ثانية للماريونيت، ودعت خبيرتين أخريين من نفس المدرسة الرومانية، خبيرة التحريك والإخراج يوجيني بوبوفي وخبيرة التصميم والتنفيذ مارغريتا نيكليسكو، وتكوّنت الفرقة من 12 ممثلًا ومصمم الديكور مصطفى كامل، وقدّمت أول أعمالها أوبريت بعنوان "بنت السلطان" كتبه بيرم التونسي. وبمجرد إتمام الخبيرتين الرومانيتين تدريب فرقتين لعرائس الماريونيت، تلقّى مسرح العرائس دعوة من رومانيا للاشتراك في المهرجان الدولي للعرائس المقام هناك، ليواجه الفنانون والمسؤولون اختبارًا وتحديًا من الممكن أن يعصف بهم في حالة عدم التوفيق. يقول ناجي شاكر عن تلك الأيام: "كانت المسألة صعبة جدًا، خاصة في ما يتعلّق بالأسلوب الذي يميّزنا بعيدًا عن التأثر بالمدرسة الرومانية في مرحلة التكوين أثناء تجاربنا الأولى"، ثم يضيف: "أصعب شيء هو خلق طريقك الخاص في الفن".
مسرح العرائس
كان ناجي شاكر يعشق الصورة الغنائية "الليلة الكبيرة" التي جمعت صلاح جاهين مع سيد مكاوي، ورأى فيها احلى لقاء بينهما وتجسيدًا للروح الشعبية المصرية الخالصة، وحلم كثيرًا بيوم يستطيع فيه تحويل هذه الصورة الغنائية الإذاعية الرائعة إلى مسرحية تؤديها العرائس بكل ما تحتويه هذه الاحتفالية شديدة الثراء من صور فلكلورية أصيلة وشخصيات مصرية معالجة بصدق وبساطة وعمق وطرافة. عرض ناجي شاكر الأمر على جاهين ومكاوي، اللذين اندهشا في أول الأمر للفكرة، ولكن سرعان ما تحمسا لها، وبدأوا في الإعداد وإضافة بعض المشاهد لاستكمال الصورة المسرحية وتسجيلها من جديد، وفي وقت قياسي تم الانتهاء من تجهيز "الليلة الكبيرة" للعرض والاشتراك بها في المهرجان الدول للعرائس ببوخارست، وفازت بالجائزة الأولى. كانت هذه هي بداية أسطورة "الليلة الكبيرة"، مع نجاحات متواصلة ومستمرة ستلقاها المسرحية كلما عُرضت في العقود التالية، وباستهوائها لكثير من الفنانين لتقديمها.
كان ناجي شاكر يعشق الصورة الغنائية "الليلة الكبيرة" التي جمعت صلاح جاهين مع سيد مكاوي، ورأى فيها أحلى لقاء بينهما وتجسيدًا للروح الشعبية المصرية الخالصة
في مطلع عام 1960، حصل ناجي شاكر على منحة دراسية من ألمانيا الغربية، درس خلالها الإخراج في كلية الفنون الجميلة ببرلين، وإن لم يكتف بذلك فدرس فنون العرائس والإخراج في كلية الفنون في برونشفايغ، لذلك تنفرد المسرحيات التي قدمها ناجي شاكر للمسرح المصري بنزعة تشكيلية غلب عليها العناصر البصرية في مواجهة الدراما. وإذا كان أوبريت "حمار شهاب الدين" كشف عن جانب من شخصية ناجي شاكر التشكيلية، فقد جاء أوبريت "مدينة الأحلام" (1964) بلغة تشكيلية خالصة تعتمد على اللون والخط والمساحة والحركة، على نحو تجريدي يعكس جماليات اللغة البصرية والرؤى الخيالية.
اقرأ/ي أيضًا: معرض صدّام الجميلي عن اسمه: أنا الدكتاتور في أسوأ أوقاته
واتساقًا مع شمولية أي فنان حقيقي وبصيرته الناقدة لواقعه المعاش، شهدت الستينات مشاركة ناجي شاكر في واحد من أميز الأعمال المعارضة لسلطة جمال عبد الناصر. وكأن فؤاد حدّاد وصلاح جاهين وسيد مكاوي وإيهاب شاكر وناجي شاكر تنبأوا بما سيحدث في الخامس من حزيران/يونيو 1967، فإذا بهم قبل هذا التاريخ المشؤوم بشهرين يجتمعون في مسرحية "دقّي يا مزيكا"، التي شهدت جرأة كبيرة في نقد الأوضاع الاجتماعية والسياسية في المرحلة الناصرية، اعتمادًا على أشعار فؤاد حداد التي تنفجر بالنقد اللاذع وكلماتها النافذة ذات الطابع الشعبي الساخر تصاحبها موسيقى حسب الله الشهيرة بآلاتها الصاخبة، في قالب كاريكاتوري ضاحك، ولكنه ضحك كالبكاء. بعد هذا العمل، وبعد الهزيمة المذلة، سيتوقف ناجي شاكر عن العمل في مجال العرائس، قبل أن يعاود نشاطه مرة أخرى بعد 5 أعوام، لكن ليس في مصر بل في بلد "الأساتذة الرومان"، حينما دعاه مسرح تسندريكا للعرائس عام 1971 لتصميم وإخراج المسرحية التجريبية "الولد والعصفور".
[[{"fid":"102330","view_mode":"default","fields":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"ناجي شاكر (1932 - 2018)","field_file_image_title_text[und][0][value]":"ناجي شاكر (1932 - 2018)"},"type":"media","field_deltas":{"1":{"format":"default","field_file_image_alt_text[und][0][value]":"ناجي شاكر (1932 - 2018)","field_file_image_title_text[und][0][value]":"ناجي شاكر (1932 - 2018)"}},"link_text":null,"attributes":{"alt":"ناجي شاكر (1932 - 2018)","title":"ناجي شاكر (1932 - 2018)","height":320,"width":500,"class":"media-element file-default","data-delta":"1"}}]]
السينما
أما علاقة ناجي شاكر بالسينما، فجاءت أشبه بعلاقة شادي عبد السلام بها: أعمال قليلة وقيمة كبيرة. بعد دراسته للمسرح ثم للسينما أثناء بعثته الدراسية بإيطاليا (1968-1971)، أراد ناجي شاكر خوض مغامرة السينما، فاختار التعاون مع مخرج إيطالي وأنتجا فيلمًا تجريبيًا بعنوان "صيف 70"، حيث يتناول كل مخرج الحياة والمجتمع بالنقد والتحليل ويتولّى كل منهما مسؤولية التعبير عن وجهة نظره الخاصة في جزء من أجزاء الفيلم، ليصبح في النهاية رأيًا له من خلال رؤيته الفنية النابعة من تكوينه الخاص وتراثه وخبرته وثقافته. تعثّرت المغامرة، لكن دعم المخرج رينزو روسيلليني وشركة سان دييغو أعاد له الحياة.
علاقة ناجي شاكر بالسينما كانت أشبه بعلاقة شادي عبد السلام بها: أعمال قليلة وقيمة كبيرة
وفي وقت كانت مصر تتخلى عن ارتباطها بخطوط ثورة 23 يوليو، مع منتصف السبعينات، يشارك ناجي شاكر في تجربة سينمائية استثنائية تستحق توثيقًا لم يحدث أبدًا للأسف. والبداية كانت مع حلم المخرج سيد عيسى بإخراج فيلم بطلته سعاد حسني، يجسّد أسطورة شفيقة ومتولى. وبالفعل، قام عيسى بعمل استديو ضخم في ريف محافظة الشرقية، وصوّر مشاهد المولد الشعبي عن سيناريو كتبه كل من شوقي عبد الحكيم وصلاح جاهين، لكن سعاد حسني تركت مكان التصوير بعد خلاف مع المخرج، ليتوقف الفيلم. إلى أن جاء يوسف شاهين كمخرج للفيلم، لكن لم يدم ذلك سوى يوم واحد فقط، في نهايته أشار شاهين وهو يغادر الاستديو إلى مساعده علي بدرخان "كمّل إنت يا علي".
اقرأ/ي أيضًا: علي فرزات.. الكاريكاتير مع الناس وإليهم
بعد عرض الفيلم، كتب الناقد سامي السلاموني يقول: "كان عنصر الصورة ممتازًا في كل تفاصيله، ولا أعني بالصورة التصوير الجيد جدًا لعبد الحليم نصر ومحسن نصر الدين اللذين كانا في أحسن مستوياتهما، وإنما أعني الصورة بالمعنى المكتمل وكما هي معروفة في السينما العالمية كلها، حيث هناك وظيفة سينمائية تظهر في هذا الفيلم لأول مرة فيما أظن هي وظيفة المشرف الفني الذي يقف إلى جوار المخرج ومدير التصوير، مسؤولًا عن كل عناصر الصورة من اختيار مواقع وديكورات وإكسسوار وزوايا تصوير وألوان وتصميم ملابس، وهنا يظهر دور الفنان ناجي شاكر واضحًا في خلق عناصر متناسقة ومتكاملة شديدة الجمال والتعبير عن الموضوع في الوقت ذاته".
اقرأ/ي أيضًا: