قررت جامعة خنت "Ghent" الواقعة بالإقليم الفلمنكي غرب بلجيكا، بناءً على توصيات من مجلس حقوق الإنسان التابع للجامعة، قطع علاقاتها مع الجامعات والمؤسسات البحثية الإسرائيلية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
وجاء قرار إدارة الجامعة بعد اجتماع مطول للجنة حقوق الإنسان التابعة لها وبين رئيس الجامعة، ريك فان دي فاله، عقد صباح الجمعة، وبعد مناقشات مع الطلبة المؤيدين لفلسطين.
ونشر فان دي فاله، بيانًا، على الموقع الرسمي للجامعة، شدّد فيه: على أنه أصدر "تعليمات إلى لجنة حقوق الإنسان بمراجعة جميع أشكال التعاون مع الجامعات والمؤسسات البحثية الإسرائيلية. وبعد هذا الفحص، سيتم إلغاء جميع أوجه التعاون الجارية، بما في ذلك المشاريع البحثية التي لا تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان"، مشيرًا، إلى أنّ "الجامعة لا ترغب في التورط بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان أو القانون الدولي".
قرار الجامعة البلجيكية، جاء بعد احتجاج الطلبة وطلب قطع العلاقات مع المؤسسات الجامعية والبحثية الإسرائيلية
ولفت البيان إلى أنّ التحقيق الذي أجرته جامعة خنت "Ghent" سلّط الضوء على "المخاوف المتعلقة بصلات ما بين المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية وبين حكومة إسرائيل أو جيشها أو أجهزتها الأمنية".
وأضاف البيان أنّ "تحقيقها أشار إلى حكم أصدرته محكمة العدل الدولية مؤخرًا، بيّنت فيه أنّ الوضع الإنساني في قطاع غزة تدهور أكثر في الأشهر القليلة الماضية".
وأوضح فان دي فاله، أنّ "القرار يؤثر على 18 مشروعًا بحثيًا مشتركًا يشمل شركاء من إسرائيل". وأشار بيان الجامعة إلى أنّها كانت قد "قطعت علاقاتها بثلاث مؤسسات إسرائيلية قبل أسبوعَين، وأبقت على 18 شراكة مع مؤسسات أكاديمية إسرائيلية. وذكرت أنّها سوف تواصل مشروعاتها البحثية مع ستّ مؤسسات إسرائيلية غير أكاديمية، إذ لم تتمكّن من اكتشاف أيّ صلة بينها وبين انتهاكات حقوق الإنسان".
وفي تعليقهم على القرار، اعتبر الطلبة المؤيدين لفلسطين في جامعة خنت "Ghent"، أن القرار لا يذهب بعيدًا بما يكفي، إذ يطالبون أيضًا بإنهاء التعاون مع الشركات الإسرائيلية الخاصة، معتبرين أن هذه الشركات تساهم في الحرب والانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان والمعاناة في غزة. وأكدوا أنهم سيواصلون جهودهم حتى تتحقق مطالبهم. من جهتها، طلبت إدارة الجامعة وقتًا لتقييم هذا المطلب.
ويأتي القرار في وقت يواصل فيه طلبة الجامعة المؤيدين للشعب الفلسطيني، اعتصامهم في مواقع مختلفة من الحرم الجامعي منذ مطلع شهر أيار/ مايو الجاري، احتجاجًا على الحرب الإسرائيلي على غزة.
يذكر أنّ جامعة بروكسل الحرة، وهي جامعة بلجيكية أخرى، قررت قبل عدة أسابيع الانسحاب من مشروع الاتحاد الأوروبي في مجال الذكاء الاصطناعي ومراجعة جميع المشاريع الأخرى التي تشارك فيها إسرائيل، وذلك بعد "تقييم سلبي" من قبل لجنة الأخلاقيات في الجامعة.
أما جامعة أنتويرب بالإقليم الفلمنكي، فقد أعلنت أنّها سوف تواصل مشروعاتها البحثية الراهنة مع مؤسسات إسرائيلية، لكنّها لن تدخل في مشروعات جديدة مع شركاء إسرائيليين.