الترا صوت - فريق الترجمة
الكثير منا يخاف من النظر إلى عدسة الكاميرا، ويزداد الأمر سوءًا عندما ندرك واقع ما باتت تمثله الكاميرا مع التطور التكنولوجي، بحيث أصبحت متوافرة، وأصبحت الصور الملتقطة بها، مشاعًا للجميع، ليقيمها.
إذا كنت ممن يتصيدون عيوبهم عند الوقوف أمام الكاميرا، فالأفضل أن تستذكر لحظة مميزة في حياتك أو شيئًا تعتز به حقًا
السطور التالية، المنقولة عن موقع "Psychology Today"، تروي التجربة الشخصية للطبيب النفسي كينيث كارتر، وخجله من الوقوف أمام الكاميرا، وكيف استطاع باستخدام بعض التمارين والأفكار البسيطة التغلب على هذا الخجل.
اقرأ/ي أيضًا: كيف تتخلص من الخجل بطرق سهلة وعملية؟
لا مشكلة لديّ أبدًا إن طُلب مني التحدّث أمام جمعٍ من 800 إنسان، أو التحدث في الراديو لأكثر من 300 ألف مستمع عبر الأثير. لكن باغتني بكاميرا أمام وجهي، وسوف أتحول فجأة إلى شخص يحاول الاختباء وإخفاء نفسه.
أعتقد أنني إنسان مسلٍ ومضحك، لكنني أتجمد دون حراك إذا رأيت كاميرا أمامي، فرغم أنني أعلم أن الكاميرات لا تسرق الروح، لكنها تفعل في شيئًا من قبيل ذلك.
وبهذه المناسبة، فأنا لست وحدي ممن يعاني من الكاميرا، فوفقًا لدراسة أجريت عام 2013، اعترف أغلبية المشاركين فيها بنسبة تصل لـ77%، أنهم يقلقون من طلّتهم في الصور.
وطبعًا زاد الأمر سوءًا بانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، التي أصبح فيها بإمكان الناس التكرّم عليك بردودهم القبيحة! لكن ليس هذا هو ما أتحدّث عنه في هذه المقالة.
هناك أشخاصٌ يدفعهم إدراكهم لذواتهم بتحاشي الكاميرات في كل مكانٍ ووقت، وهناك طبعًا اضطرابات تزيد هذه الخصلة فينا، مثل الديسمورفيا أو الأنوركسيا.
لكن حتى لو لم تكن تعاني من اضطراب ما له تشخيصه، لا يزال القلق يتملكّك من مظهرك أمام الكاميرا، وهو ما قد يؤثّر سلبًا على مشاعرنا اتجاه أنفسنا.
نفس الدراسة التي أشرت إليها أعلاه، قالت إن ما يقارب الثلث من الناس يطلبون عدم التقاط صورهم أو يقومون بتدمير أو حذف صورٍ التقطت لهم خلال عطلة أو حفلة أو حتى يوم تخرجهم، ليتخلّصوا بذلك من آخر ذكرى لأحد أجمل أيام حياتهم.
أذكر أني أردت أن أتخلّص من هذا الخوف، ولهذا عقدت العزم على أن أعرف سره، فما هي الأفكار التي تدور بذهني. فبحثت عن أكبر صورةٍ لكاميرا، ومن ثم طبعتها وعلّقتها على الجدار. وكلما نظرت إليها، كنت أحاول أن أتلمّس مشاعري وأفكاري. لقد نظرت إلى هذا الصندوق وحفرته السوداء الكبيرة التي تطلق أحكامها علي، وتسجّلني، وتستعرض كل غلطةٍ ارتكبتها في حياتي.
أدركت، بفضل هذا التمرين، أنني ألوم جمادًا على شيءٍ أفعله بنفسي، على ما شكّلته أنا من أفكارٍ عن نفسي!
تقول إحدى الدراسات، إن التصوير والثقة وإدراك الذات لهم علاقةٌ ببعضهم البعض. وهو ليس أمرًا مفاجئًا. فالناس الذين يتمتّعون بثقةٍ منخفضة يتحاشون النظر إلى الصور أو التقاط صورةٍ لهم أصلًا، خوفًا من نظر الناس إليهم، وخصوصًا من يعرفونهم. وهذا يعني أنه، في أفضل الحالات، يقوم أولئك بالوقوف جامدين أمام الكاميرا، وفي أسوء الحالات يهربون منها.
ولعلّ استجابةً كهذا تختزل هربًا مجازيًا من أنفسهم. وهنا قد يكون حلّ هذه المشكلة هو محاولة استجماع ثقتنا بأنفسنا مما يساعدنا على تذكّر هويتنا، لتكون هذه الصورة صورةً لنا، لذواتنا، وليس لافتقارنا للثقة.
حاولت أنا شخصيًا التصالح مع الكاميرا. لم أكن أريد الانضمام إلى جيل السيلفي، ولكن ببساطة أن لا أمانع نظرات الناس لي. وربما تختلف أسبابك عن أسبابي، ولكن إلى جميع من يجدون أنفسهم يحاولون الاختباء من عدسات الكاميرا، إليكم بعض النصائح.
حاول صياغة فكرةٍ إيجابيةٍ عن ذاتك
يتصيّد الناس عيوبهم عندما يقفون أمام الكاميرا في معظم الأحيان. وإذا كنت تشعر بأن هذا الوصف ينطبق عليك، فحاول استذكار لحظةٍ من حياتك اتخذت فيها قرارًا إيجابيًا، أو ربما نقطة تحول، أو لحظةً غيّرت فيها مسار حياتك؛ أمرًا تعتزّ به بحق، أو شيئًا يميّزك. هذه الجمل التي تبدأ بـ "أنا إنسانٌ..." هي طريقةٌ عظيمةٌ لتذكّر شيء إيجابيّ عن نفسك.
حاول تذكر شخصٍ تحبّه الآن أو في المستقبل
ربما لست في مزاجٍ يدفعك لالتقاط صورةٍ في هذه اللحظة، ولكن ربما تريد أن تُبقي على صورةٍ لهذه اللحظة في المستقبل. فكّر أين ستكون بعد عامٍ أو 10 أعوام من اليوم. حاول أن تأخذ نفسًا عميقًا عندما يُخرج أحدهم هاتفه أو كاميرته، وفكّر في هذا المستقبل. قد يساعدك ذلك.
استشعر عاطفةً حقيقية
هل تحتاج لابتسامةٍ تزيّن وجهك وأنت تلتقط صورتك يوم عيد ميلادك؟ لا تبتسم فقط، بل تذكّر مفاجأةً جميلة من أحد أعياد ميلادك؛ ربما كانت قبل ثلاث سنوات، وربما قبل 30 سنة. إذا كنت تريد الشعور بالرضا، ففكّر بما يُشعِرك بالرضا.
ليس هناك داعٍ لأن تحاول لوي وجهك كي تظهر عليه العاطفة التي تريد إظهارها، بل إن الذكريات الحقيقية ستساعدك على رسم نظرة سعادةٍ طبيعية. وهذا مفيدٌ خصوصًا إذا كنت لا ترغب بالتقاط صورةٍ الآن.
لا تفتعل العاطفة أثناء التقاط صورة لك، وإنما استدعي ذكريات حقيقية تساعدك على رسم العاطفة المُرادة على وجهك
لذلك، عندما يقوم شخصٌ ما بإخراج هاتفه وتوجيهه عليك، ويقول لك "اضحك"، فليس عليك أن تجري مذعورًا أو أن تطلب منهم حذف أي نسخٍ من هذه الصورة. بل خذ لحظةً وتذكّر شيئًا تحبّه في نفسك، وانظر إذا كان ذلك يساعدك.
اقرأ/ي أيضًا:
أصغر مصورة فلسطينية تحلم بالصوت والصورة
3 برامج لتعديل الصور دون الحاجة لمصمم