23-يوليو-2024
مدرعة إسرائيلية تمنع سيارة إسعاف من دخول طولكرم

مدرعة إسرائيلية تمنع سيارة إسعاف من دخول طولكرم (رويترز)

ينفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة اقتحامات يومية للضفة الغربية منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وذلك في إطار عملية انتقامية ضد الفلسطنيين، تتخلها عمليات قصف وتدمير ممنهج للبنى التحتية، برفقة مهاجمة المستوطنين لأملاك الفلسطينيين في شتى أنحاء الضفة.

وبدأ جيش الاحتلال، منذ الساعة العاشرة، أمس الاثنين، عملية عسكرية في مدينة طولكرم ومخيمها، ودفع بتعزيزات عسكرية وجرافات، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيرة.

وأفادت وكالة "الأناضول"، نقلًا عن شهود عيان، أنّ جيش الاحتلال شرع في تدمير البنية التحتية وتجريف شوارع ومحال تجارية، فيما سمعت بين الحين والآخر أصوات لتبادل إطلاق النار وتفجيرات.

تنكيل بجثث الشهداء

إلى ذلك، قالت صحيفة وموقع "العربي الجديد" إنّ قوة كبيرة تتبع لجيش الاحتلال برفقة جرافات اقتحمت مدينة ومخيم طولكرم شمالي الضفة الغربية، مضيفةً أن آلية إسرائيلية تم إعطابها بعد تفجير عبوة ناسفة معدة مسبقًا، ومشيرةً كذلك إلى إصابة جنود برصاص مقاومين خلال اشتباكات، ما دفع بجيش الاحتلال إلى إرسال تعزيزات عسكرية للمدينة.

تعمّد جيش الاحتلال خلال اقتحامه مخيم طولكرم تدمير البنية التحتية وتجريف الشوارع في المخيم

ونقل الموقع، عن شهود عيان، أنّ قوة من جيش الاحتلال ترافقها جرافة عسكرية، انسحبت من مخيم طولكرم وسط إطلاق نار في شمال المدينة.

وفي السياق، قصفت طائرة مسيّرة إسرائيلية موقعًا في مخيم طولكرم، تبيّن لاحقًا أنّ القصف استهدف قائد "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أشرف نافع (ازكيهم)، وقائد "كتائب شهداء الأقصى"، الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح"، محمد عوض، بالإضافة إلى المقاوم محمد بديع، وأم وابنتها.

وأفاد مراسل "التلفزيون العربي" بأنّ جيش الاحتلال نكّل بجثامين الشهداء، ووضعها على مقدمة جرافة في مخيم طولكرم، مضيفًا أنه عَمد إلى إطلاق الرصاص على سيارات الإسعاف، ومنعها من الدخول إلى المخيم لنقل الجثامين والجرحى.

وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان، أنّه يستقبل عددًا كبيرًا من نداءات الاستغاثة من داخل مخيم طولكرم، إلا أنّ قوات الاحتلال تمنع طواقمه من التحرك داخل المخيم، وتستهدفها بشكل مباشر ما يمنع الوصول إلى الشهداء والجرحى.

وذكرت وسائل إعلام محلية أنّ جيش الاحتلال أطلق قنابل دخانية باتجاه الصحافيين في محيط مخيم طولكرم، شمالي الضفة الغربية.

مستوطنون يقتحمون بلدة في الجليل

وفي السياق، اقتحم جيش الاحتلال منطقة رأس العاروض جنوب بلدة سعير في محافظة الجليل، مما أدى إلى اندلاع مواجهات استخدم فيها جنود الاحتلال الرصاص الحي والمعدني والمغلف بالمطاط والقنابل الصوتية والغاز السام، مما أسفر عن استشهاد فلسطينيّين اثنين، وإصابة العشرات بالاختناق جراء استنشاق الغاز السام.

وكان جهاز الأمن العام (الشاباك) قد أعلن، أمس الاثنين، اعتقاله شابين من مخيم عقبة جبر جنوب محافظة أريحا في الضفة الغربية المحتلة، زاعمًا أنهما كانا يخططان لأسر جنود إسرائيليين وتنفيذ عملية إطلاق نار باتجاه قوات الاحتلال.

وقال المراسل العسكري للقناة 11 العبرية، إيتاي بلومنتال، إن جيش الاحتلال: "عثر على فتحة بئر بالقرب من منزل أحد أعضاء الخلية"، مضيفًا أنه خلال التحقيق جرى تسليم سلاح من نوع "كارلو"، وعبوة متفجرة، ودرع واق، وأجهزة اتصال وزي عسكري.

وقال "التلفزيون العربي" إنّ عددًا كبيرًا من المستوطنين اقتحموا المقامات الإسلامية في بلدة كفل حارس شمال سلفيت، تحت حماية مشددة من جنود الاحتلال، وقاموا بأداء صلوات تلمودية، وتدنيس هذه المقامات.

وارتفع عدد الشهداء الذين قضوا في الضفة الغربية إلى 581 شهيدًا منذ بدء العدوان على غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، فضلًا عن سقوط أكثر من خمسة آلاف مصاب.

ملايين الدولارات لتأمين بؤر استيطانية

في غضون ذلك، كشفت منظمة "السلام الآن" الإسرائيلية المناهضة لسياسة الاستيطان، أن حكومة الاحتلال خصصت ملايين الدولارات لحماية: "مزارع يهودية صغيرة غير مرخصة" في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، وتأمين بؤر استيطانية صغيرة، بهدف إنمائها حتى تصبح مستوطنات كاملة.

ربطت منظمة "السلام الآن" بعض هذه البؤر الاستيطانية بعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين الذين تفرض عليهم الولايات المتحدة عقوبات بسبب سلوكهم

ووفقًا لما نقل "العربي الجديد"، فإنّ الوثائق أوضحت كيف صبّت الحكومة الإسرائيلية المؤيدة للمستوطنين الأموال سرًا في البؤر الاستيطانية غير المصرح بها، والمنفصلة عن أكثر من 100 مستوطنة معترف بها رسميًا.

وأضاف الموقع أنّ المنظمة ربطت بعض هذه البؤر الاستيطانية بعنف المستوطنين ضد الفلسطينيين، الذين تفرض عليهم الولايات المتحدة عقوبات بسبب سلوكهم، فيما أكدت وزارة المستوطنات والبعثات الوطنية في حكومة الاحتلال، أنّها خصصت موازنة قدرها 75 مليون شيكل (20.5 مليون دولار) العام الماضي، لدعم الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية.

وأوضحت الوزارة التي ترأسها أوريت ستروك، المنتمية لحزب "البيت اليهودي" المتطرف، أن الموازنة خصصت لتوفير: "معدات أمنية للمستوطنات الناشئة"، وهو المصطلح الذي تستخدمه للإشارة إلى المزارع والبؤر الاستيطانية اليهودية غير المصرح بها في الضفة الغربية.

وكانت حكومة الاحتلال قد اعتمدت هذا التمويل سرًا في كانون الأول/ديسمبر الماضي، بينما كان اهتمامها منصبًا على الحرب في غزة.

وقالت "السلام الآن" إن هذا التمويل استخدم لشراء مركبات وطائرات مسيّرة وكاميرات ومولدات وبوابات كهربائية وبناء أسوار وتعبيد طرق جديدة خاصة ببعض المزارع النائية. وقدّرت المنظمة أنّ قرابة 500 شخص يعيشون في التعاونيات الصغيرة غير المرخصة، ويعيش 25 ألفًا آخرين في بؤر استيطانية أكبر.