23-يوليو-2024
فلسطينيون ينزحون من المنطقة الشرقية من خانيونس

دائرة الخوف والمعاناة والنزوح مستمرة في غزة (رويترز)

في اليوم الـ291 من عدوانه على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من قصفه على القطاع تزامنًا مع شن قواته عملية عسكرية جديدة شرق خانيونس، حيث هُجّر عدد كبير من سكان المنطقة، ووصل عدد الضحايا إلى أكثر من 70 شهيدًا و200 مصاب بينهم أطفال ونساء. 

وتعرضت مدينة خانيونس والمناطق الشرقية منها، ليل الإثنين - الثلاثاء وحتى صباح اليوم، لقصف عنيف ومكثّف من الجو والبحر والبر. وأفادت وسائل إعلام محلية بقصف مدفعية الاحتلال شمال شرق خانيونس، وإطلاق طائرة مسيّرة من نوع "كواد كابتر" نيرانها تجاه منازل المواطنين في جورة اللوت شرق المدينة. 

وأطلقت مروحيات الاحتلال نيرانها على منطقة القرارة والسطرين الغربي والشرقي في المدينة. بينما استهدفت مدفعيته حي السعودي وتل السلطان غرب مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع غزة، حيث لا تزال العملية العسكرية البرية التي أطلقها جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ السادس من أيار/مايو الفائت، مستمرة. 

أسفرت عملية جيش الاحتلال في المنطقة الشرقية من خانيونس عن استشهاد 70 فلسطينيًا وإصابة أكثر من 200 آخرين

بدورها، تعرضت مدينة غزة لقصف عنيف أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، حيث أفادت المديرية العامة للدفاع المدني في غزة باستشهاد 12 فلسطينيًا جراء الغارات التي استهدفت المدينة ليل الإثنين - الثلاثاء. 

وفي التفاصيل، استشهد 8 فلسطينيين جراء استهداف طائرات الاحتلال منزلًا لعائلة "الداية" في شارع المغربي بحي الصبرة جنوب مدينة غزة. فيما ارتقى 4 شهداء، وأُصيب عدة أشخاص، إثر قصف استهدف منزلًا لعائلة "الجماصي" في شارع النفق بمنطقة الصحابة وسط غزة.  

وذكرت وسائل إعلام محلية أن فرق الإسعاف انتشلت 4 شهداء، والعديد من المصابين، جراء قصف قوات الاحتلال منزلًا يعود لعائلة "أبو جلهوم" في منطقة العلمي بمخيم جباليا شمال قطاع غزة.

وفي وسط قطاع غزة شنت طائرات الاحتلال غارة جوية استهدفت منزلًا لعائلة "بكر" في منطقة الحدبة بمدينة دير البلح، ما أدى إلى إصابة 7 فلسطينيين. 

وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة إلى أكثر من 39 ألف شهيد وما يقرب من 90 ألف مصاب، وفق آخر إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة. 

وأفادت الوزارة، مساء أمس الإثنين، بارتفاع حصيلة عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على محافظة خانيونس، منذ صباح الإثنين وحتى مساء اليوم نفسه، إلى 70 شهيدًا وأكثر من 200 مصاب، بينهم حالات خطيرة ونساء وأطفال، وصلوا إلى مجمع ناصر الطبي بمدينة خانيونس.

جرائم منظمة ومخطط لها مسبقًا

وقال المكتب الإعلامي الحكومي بقطاع غزة، في بيان، أمس الإثنين، إن أوامر الإخلاء والتهجير التي أطلقها جيش الاحتلال في خانيونس، والتي تتكرر للمرة الثانية منذ بداية شهر تموز/يوليو الجاري، تفضح: "أكذوبة المنطقة الإنسانية التي استهدفها جيش الاحتلال عشرات المرات ونفذ فيها العديد من المجازر". 

وأضاف المكتب في بيانه أن جيش الاحتلال: "يمارس جرائم ضد الإنسانية بشكل منظم ومخطط له مسبقًا ومع سبق الإصرار والترصد، وذلك من خلال إرغام عشرات آلاف النازحين والمدنيين على مغادرة منازلهم ومراكز الإيواء التي يعيشون فيها معيشة صعبة، وأيضًا من خلال قصف الاحتلال مناطق ومربعات سكنية زعم أنها مناطق آمنة". 

وأكد المكتب أن استهدافه لهذه المناطق: "خرق فاضح للمزاعم التي يحاول تضليل الرأي العام بها بأنه يوفر أماكن آمنة للنازحين"، وأضاف موضحًا: "غير أن ذلك عبارة عن أكاذيب وأخبار زائفة ومعلومة مضللة ولا أساس لها على أرض الواقع"، وفق ما جاء في بيانه. 

البحث عن الأمان دون جدوى

وقالت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، أمس الإثنين، إن: "دائرة الخوف والمعاناة والنزوح استمرت لفترة طويلة للغاية، والجميع مرهقون، ويعيشون في ظروف غير إنسانية، بلا أمان على الإطلاق"، في إشارة إلى أوامر الإخلاء والعملية العسكرية في خانيونس.

وأوضحت مديرة التواصل والإعلام في وكالة "الأونروا"، جولييت توما، أنه: "منذ بدء الحرب، اضطر جميع سكان غزة تقريبًا إلى الفرار،  أي 90 بالمئة من عدد السكان. وربما يكون هذا أقل من الواقع. نستمر في مشاهدة الناس وهم يفرون يوميًا. عندما نقول إن الناس مشردون، لست متأكدة تمامًا من أننا نتحدث بإنصاف عما يعنيه ذلك". 

وتابعت توما، في حوار صحفي مع موقع أخبار الأمم المتحدة أمس الإثنين، قائلةً: "يعيش الناس في عجلة من أمرهم. في بعض الأحيان يتلقون مكالمة ويتعين عليهم المغادرة في غضون عشر دقائق. يتركون كل شيء وراءهم. ليس فقط منازلهم، ولكن متعلقاتهم وذكرياتهم وكتبهم وألعاب أطفالهم. وعليهم المغادرة إلى المجهول دون علم إلى أين سيذهبون للاحتماء". 

وأكملت: "وغالبًا ما تتكرر القصة. اليوم أجرينا مقابلة مع شخص في غزة فقال لنا: لقد نزحت مرتين خلال الساعات العشر الماضية. إنه نزوح مستمر، ويحدث بشكل متكرر. لا يوجد مكان آمن في غزة. يواصل الناس البحث عن الأمان دون جدوى". 

وكان الكنيست الإسرائيلي قد صادق بالقراءة الأولى، مساء الإثنين، على 3 مشاريع تقضي بإعلان الوكالة الأممية "منظمة إرهابية"، وحظر عملها في "إسرائيل" وسلب الحصانة الممنوحة لموظفيها. وبحسب وسائل الإعلام الإسرائيلية، فإن مشاريع القوانين الثلاثة ستتم إعادتها إلى لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست للتحضير للقراءتين الأولى والثانية ليصبح التشريع قانونًا. 

المقاومة تواصل ضرب قوات الاحتلال

أما على صعيد الوضع الميداني، فقد خاضت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال في مختلف محاور القتال وسط وجنوب القطاع.

وقصفت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أمس الإثنين، مقر قيادة اللواء 300 - شوميرا، شمال فلسطين المحتلة، برشقة صاروخية من جنوب لبنان. كما قصفت مقر قيادة الاحتلال في محور نتساريم بغزة بمنظومة صواريخ "رجوم" قصيرة المدى. 

وقالت "كتائب القسام" إنها استهدفت قوات الاحتلال المتوغلة شمال شرق مخيم البريج، وسط قطاع غزة، بقذائف الهاون. كما استهدفت جرافة عسكرية من نوع "D9" بقذيفة "الياسين 105" في حي الفرقان بتل السلطان غرب مدينة رفح. 

وفي الحي نفسه، استهدفت الكتائب دبابة إسرائيلية من نوع "ميركافا 4" بقذيفة "الياسين 105". كما اشتبكت مع قوة إسرائيلية داخل مبنى من مسافة صفر وأوقعت أفرادها بين قتيل وجريح، وفجرت جزءًا من نفق بقوات هندسة الاحتلال أثناء ضخهم لغاز متفجر بداخله، ما أحدث انفجارًا عكسيًا.

واستهدفت كذلك 3 دبابات "ميركافا" وجرافة "D9" بقذائف، "الياسين 105" وعبوة "شواظ"، في منطقة بني سهيلا شرق مدينة خانيونس.