يُعتبر الكاتب والشاعر التشيلي نيكانور بارّا (1914 - 2018) واحدًا من أهم شعراء أمريكا اللاتينية في القرن العشرين، وأحد أبرز الرموز الثقافية والفنية في بلاده. يصف نفسه بأنه "شاعر مُناهض للشعر"، حيث كان مقاومًا للمؤسسة الأدبية الرسمية، ورافضًا لأخذ الشعر على محمل الجد.
اشتُهر بارّا بتناوله للأحداث من خلال السخرية والكوميديا السوداء، وكان يُنظر إلى كتاباته على أنها كتابات مستفزة بما تنطوي عليه من مشاهد ومفردات قلقلة ومُقلِقة أيضًا. وقد فاز الشاعر التشيلي بعدة جوائز أدبية مهمة داخل بلاده وخارجها، أهمها "جائزة ثربانتس" التي تُوصف بأنها النسخة الإسبانية من "جائزة نوبل"، عام 2012. و"جائزة خوان رولفو" عام 1991.
القصيدة المختارة "لغز" مأخوذة من مختارات أعدّها أحمد حسّان، وصدرت عن "سلسلة آفاق عالمية" في "الهيئة العامة لقصور الثقافة" بمصر عام 2014 تحت عنوان "كأنما لا شيء يحدث في تشيلي".
لُغز
لا أعطي أحدًا الحق.
أهيمُ بقطعة قماش.
أنقلُ مقابر من موضعها.
أنقلُ مقابر من موضعها.
لا أعطي أحدًا الحق.
أنا طرازٌ مضحكٌ
تحت أشعة الشمس،
مُتسكِّعُ خمّارات
أموتُ حنقًا.
لا شفاء لي،
يتَّهمُني شعرُ رأسي ذاته
في محرابٍ رخيص
لا تغفر الآلات.
أضحكُ خلف كرسيّ
تمتلئ سحنتي بالذباب.
أنا من يُعبِّر عن نفسه بصورة سيئة
يُعبِّر توقُعا لماذا.
أتلعثم،
بقدمي ألمسُ ما يُشبه الجنين.
لِمَ هذه المَعِدَات؟
من صنع هذا الخليط؟
الأفضل أن أتظاهر بالحُمق.
فأنا أقول شيئًا وأقصد آخر.