25-يوليو-2024
المرشحة الديمقراطية للانتخابات الرئاسية الأميركية كامالا هاريس

كامالا هاريس الأوفر حظًا لخطف بطاقة الترشح عن الحزب الديمقراطي (رويترز)

اعتبرت مجلة "نيوزويك" الأميركية أن نائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، هي أضعف مرشح يمكن أن يقدمه الديمقراطيون للمنافسة في السباق الرئاسي، وذلك بخلاف الآراء السائدة والدعم القوي الذي حظيت به هاريس من قبل إدارة البيت الأبيض وعدد كبير من الديمقراطيين.

وعدّدت نيوزويك 5 أسباب ادعت أنّها تُظهر بوضوح، حسب تقييمها، أنّ هاريس هي أضعف المرشحين الديمقراطيين لخلافة الرئيس الحالي جو بايدن، الذي أعلن انسحابه من الانتخابات ودعم هاريس بديلًا له.

الديمقراطيون يهدرون فرصة عظيمة

اعتبرت "نيوزويك"، في مقالها الذي كتبه توم روجرز، أنّ قادة الحزب الديمقراطي على وشك إهدار فرصةٍ عظيمة لتقديم مرشح يتمتع بفرصة ممتازة للتغلب على المرشح الجمهوري دونالد ترامب. وادعت المجلة أن: "عددًا لا يحصى من الديمقراطيين وغيرهم قالوا في وسائل الإعلام إن هاريس، باعتبارها شخصًا من المرجح أن يرث الرئاسة خلال فترة ولاية بايدن الثانية، تشكل عائقًا على اللائحة الديمقراطية".

نيوزويك: من المحيّر أن يخوض الحزب الديمقراطي تجربة صعبة وفريدة تمثلت في إقناع رئيس حالي بالتنحي، لتقديم أضعف المرشحين

وردّ مقال "نيوزويك" ذلك إلى أن هاريس: "لا يُنظر إليها، حتى من قبل معظم الديمقراطيين، كشخص مقبول للقيادة العليا للولايات المتحدة، بل إنهم كانوا يرون، يائسين، أن الحزب يحتاج مرشحًا قويًا لمنصب نائب الرئيس جديرًا بأن يرث الرئاسة إذا لزم الأمر".

خمسة أسباب تفسّر لماذا هاريس أضعف المرشحين

تساءلت مجلة "نيوزويك"، باستغراب، عن أسباب تغيّر التصور فجأةً حول كامالا هاريس التي أصبحت نقاط ضعفها تفوق نقاط قوتها خلال الأسبوع الماضي، موضحةً أن لا عذر لأحد في هذا التصور، لأن ثمّة 5 أسباب رئيسية تجعل هاريس أضعف من بقية الأشخاص الذين تمت مناقشة تقديمهم كمرشحين محتملين.

أوّل هذه الأسباب أنه بات من شبه المسلّم به، في جميع أنحاء العالم، أن من كان يشغل المنصب من الصعب عليه أن ينجح في إعادة الفوز به، ويشهد على ذلك ما عاناه الزعماء في المملكة المتحدة وفرنسا والهند من أداء ضعيف.

أما ثاني الأسباب، فيتمثل في أن ترشيح هاريس يُبقي قضية سن بايدن، التي أرّقت الديمقراطيين، حية لأنها جزء ممن ينبغي أن يردّ على سؤال الجمهوريين حول كيف قام الموجودون في البيت الأبيض بالتستر على حالة الرئيس العقلية، وبالتالي سيتعين عليها الدفاع أكثر من غيرها عن بايدن.

أما السبب الثالث، فيتعلق بملف الهجرة وسجل بايدن فيها، فهاتان القضيتان تعدّان إحدى أكبر قضيتين في الحملة الرئاسية، ومرةً أخرى، تتحمل هاريس، حسب "نيوزويك"، المسؤولية لأنه قد تم تكليفها بحل قضية الحدود، ما يعني أن هذه قد تكون، ربما، نقطة الضعف السياسية الكبرى التي تواجهها الإدارة، ومن الصعب فهم طرح الشخص الأكثر ضعفًا فيما يتصل بهذه القضية باعتباره مرشح الحزب.

كامالا هاريس

رابعا، يرى معدّ المقال أنه من الصعب أيضًا تفهّم كيف أن فكرة "المدعي العام في مواجهة المجرم" سوف تصب في مصلحة ترشيح كامالا هاريس، لأن ملاحقة المحامي الخاص لدونالد ترامب مبنية على إثبات أن هذا جهد مستقل وغير حزبي يظهر أنه لا يوجد رجل فوق القانون. أما تحويل ملاحقة ترامب كمجرم إلى مركز الحملة، فيتعارض تمامًا مع فكرة العدالة العمياء، وبالتالي فهو غير مفيد على الإطلاق.

وأخيرًا، تعد القضية المرفوعة ضد تولي دونالد ترامب منصب رئيس الولايات المتحدة مقنعة للغاية، ولكن بايدن لم يستطع توضيح ذلك بشكل جيد. أما هاريس، وإن كانت تجيد التعامل مع الملقَّن والأسئلة المكتوبة، فهي ليست متحدثة قوية قادرة على التعبير بوضوح عن القضية ضد ترامب.

وترى "نيوزويك" أن هذه العوائق التي تقف في وجه هاريس لا توجد عند غيرها من المرشحين الديمقراطيين المحتملين، مع أن ذلك لا يعني أنها لن تحفز دوائر انتخابية لم يكن بايدن ليحفزها، وهو لا يعني كذلك أنها ليست مدافعةً قوية عن حق المرأة في الاختيار.

ومع ذلك، يشكك مقال "نيوزويك" في وجهة النظر القائلة بأن الأميركيين السود الذين أزعجتهم إدارة بايدن بقضايا السياسة الاقتصادية المتعلقة بالتضخم والهجرة، سوف يتدفقون بالضرورة على هاريس لأنها من أم هندية وأب ذي بشرة سمراء.

وخلص مقال المجلة الأميركية إلى أنه من المحير أن يخوض الحزب الديمقراطي تجربة صعبة وفريدة تتمثل في إقناع رئيس حالي بالتنحي، لتقديم أضعف المرشحين. مع أن الشيء الوحيد الذي يهم معظم الديمقراطيين في هذه الانتخابات هو تقديم مرشح قوي لمواجهة التهديد الوجودي المباشر الذي تشكله رئاسة ترامب الثانية.