22-يوليو-2024
الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كامالا هاريس

(getty) بايدن وهاريس في البيت الأبيض

أيدّ غالبية الديمقراطيين في مجلسي النواب والشيوخ إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، ترشيح نائبته، كامالا هاريس، لخوض منافسات انتخابات الرئاسة الأميركية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل، وسط ظهور بعض الأصوات التي فضّلت البقاء على الحياد، مكتفية بالإشادة بما قدمّه بايدن للولايات المتحدة خلال مسيرته السياسية.

وقال بايدن في منشور على منصة "إكس"، أمس الأحد: "زملائي الديمقراطيين، لقد قررت عدم قبول الترشيح وأن أركز كل طاقاتي على واجباتي كرئيس للفترة المتبقية من ولايتي. كان قراري الأول كمرشح الحزب لعام 2020 هو اختيار كامالا هاريس نائب للرئيس. وكان هذا أفضل قرار اتخذته".

وأضاف الرئيس الذي أثار موجة من الشكوك بشأن صحته العقلية بعد المناظرة الكارثية مع المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، قائلًا: "أود اليوم أن أقدم دعمي وتأييدي الكاملين لكامالا (هاريس) لتكون مرشحة حزبنا هذا العام. أيها الديمقراطيون: حان الوقت للعمل معًا وهزيمة ترامب. هيا بنا نقوم بذلك".

تعتبر هاريس من قادة الحزب في ما يتعلق بحقوق الإجهاض التي تلقى صدى لدى الناخبين الأصغر سنًا وقاعدة الديمقراطيين من التقدميين

وفي أول تعليق لهاريس على تصريحات بايدن، تعّهدت بكسب ترشيح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة، وهزيمة ترامب، مؤكدةً ذلك بقولها: "سأبذل كل ما في وسعي لتوحيد الحزب الديمقراطي، وتوحيد أمتنا، لهزيمة دونالد ترامب وأجندته المتطرفة"، وتابعت مضيفة: "أمامنا 107 أيام حتى يوم الانتخابات. سنقاتل معًا وسنفوز معًا".

تاريخ حافل بالتمييز العنصري والجنسي

وفقًا لوكالة "رويترز"، فإن هاريس (59 عامًا) التي تصغر ترامب بـ20 عامًا، هي من قادة الحزب في ما يتعلق بحقوق الإجهاض، وهي قضية تلقى صدى لدى الناخبين الأصغر سنًا وقاعدة الديمقراطيين من التقدميين. ويقول مؤيدو هاريس إنها ستشعل حماس هؤلاء الناخبين، وستعزز دعم السود، وسوف تكون مناظراتها قوية مع ترامب.

لكن فريق آخر من الديمقراطيين أعربوا عن خشيتهم – بحسب رويترز – من سيطرة ترامب والجمهوريين، ليس فقط على البيت الأبيض، وإنما على مجلسي النواب والشيوخ أيضًا، حيثُ لا يزال بعض الديمقراطيين يشعرون بالقلق إزاء أداء هاريس الضعيف في أول عامين لها في المنصب، والأهم من ذلك كله التاريخ الحافل بالتمييز العنصري والجنسي في الولايات المتحدة.

ورجّحت خبيرة الشؤون السياسية والمؤسس المشارك لصندوق "بلاك لايفز ماتر فاند"، لاتوشا براون، أن يكون العرق مشكلة تعاني منها هاريس، متساءلة: "هل سيكون عرقها وجنسها مشكلة؟"، واستدركت سؤالها بالإجابة عنه بالقول: "بالتأكيد".

وترى براون أن ترشّح هاريس: "سيأتي على النقيض تمامًا من المرشح الجمهوري ترامب ونائبه لمنصب نائب الرئيس السناتور جيه.دي فانس، وهما من أصحاب البشرة البيضاء"، مضيفة: "هذا بالنسبة لي يعكس ماضي أميركا، في حين أنها (هاريس) تعكس حاضر أميركا ومستقبلها".

ديمقراطيون يؤيدون هاريس

الرئيس السابق، بيل كلينتون، وزوجته هيلاري، كانا من أبرز الأصوات الديمقراطية المؤثرة التي سارعت إلى تأييد ترشيح هاريس لسباق الانتخابات الأميركية، وقالا في بيان على منصة "إكس": "إننا ننضم إلى ملايين الأميركيين في شكر الرئيس بايدن على كل ما أنجزه، والدفاع عن أميركا مرارًا وتكرارًا"، وأضافا في البيان المشترك: "يشرفنا أن ننضم إلى الرئيس في تأييد نائبته هاريس وسنبذل كل ما في وسعنا لدعمها".  

من جهته قال حاكم ولاية نيو جيرسي، فيل ميرفي، إنه سيوجه قادة مندوبي الولاية إلى المؤتمر الوطني الديمقراطي لتوحيد الحزب، وتسليمهم لنائبة الرئيس كامالا هاريس، وفقًا لما نقل موقع "بوليتيكو" الأميركي، مشيرًا إلى أن ميرفي يؤيد ترشّح هاريس للانتخابات.

أيضًا من بين الأسماء البارزة التي أعلنت تأييدها لهاريس، كانت رئيسة الحزب الديمقراطي في ولاية كارولينا الجنوبية، كريستيل سبين، التي قالت إن هاريس حصلت على دعمهم الثابت في الولاية، فيما اختار حاكم كولورادو، جارد بولس، التوقيع على بيان تأييد هاريس برموز تعبيرية لجوز الهند، وشجرة، والعلم الأميركي.

أما السيناتور عن هاواي، براين شاتز، فقد كتب على منصة "إكس": "نحن مستعدون للمساعدة سيدتي نائبة الرئيس"، مرفقًا مع المنشور صورة له وهو يتسلق شجرة جوز الهند، كما انضمت النائبة، ألكساندريا أوكاسيو-كورتيز، إلى الديمقراطيين الذين أعلنوا تأييد ترشّح هاريس لانتخابات الرئاسة، وذلك بعد يومين من انتقاده الأصوات التي طالبت بايدن بالانسحاب، متعّهدة تقديم دعمها الكامل لضمان فوز هاريس بالانتخابات، وكذلك الأمر مع، إلهان عمر، التي أيدت هي الأخرى ترشيح هاريس.

وحظيت هاريس بتأييد حاكم ولاية كاليفورنيا، غافين نيوسوم، وذلك بعد عدة ساعات من الصمت، مما جعل المراقبين السياسيين يتساءلون عن موقفه، وفقًا لما نقل موقع "بوليتكيو". ووصف الحاكم الديمقراطي هاريس في بيانه بأنها: "صعبة، عنيدة، ولا تعرف الخوف".

بايدن وهاريس

ويقول "بوليتيكو" إن غالبية الديمقراطيين في مجلس الشيوخ يؤيدون ترشيح هاريس لانتخابات الرئاسة المقبلة، مشيرًا إلى أن 26 عضوًا ديمقراطيًا في مجلس الشيوخ أعربوا عن تأييدهم لها، وهو ما يتجاوز بالكاد أغلبية أعضاء التجمع الحزبي البالغ عددهم 51 عضوًا.

وزير النقل، بيت بوتيجيج، الذي كان منافسًا لبايدن في انتخابات الديمقراطيين التميهدية، أيّد هو الآخر ترشيح هاريس لانتخابات الرئاسة المقبلة، مشيرًا إلى أنها: "الشخص المناسب لتولي الشعلة وهزيمة دونالد ترامب وخلافة جو بايدن كرئيس".

أكبر عملية جمع تبرعات ليوم واحد

في غضون ذلك،  أعلنت مجموعة "أكت بلو" المسؤولة عن جمع التبرعات لحملة الانتخابات الرئاسية للحزب الديمقراطي أنها سجلت، بعد سحب بايدن ترشّحه، ودعمه نائبته هاريس، أكبر عملية جمع تبرعات ليوم واحد في 2024، مشيرًا إلى أن التبرعات بلغت 55 مليون دولار، لتضاف إلى مبلغ 95 ميلون دولار، التي جمعها بايدن خلال الأشهر السابقة.

كما صوت مندوبو المؤتمر الديمقراطي في ولايات نيوهامشير، كارولينا الشمالية، كارولينا الجنوبية، وتينيسي، أمس الأحد، على دعمهم لهاريس كمرشحة للرئاسة الأميركية.

وقالت لجنة "قائمة إيملي" (EMILYs List)، وهي لجنة عمل سياسية تهدف إلى المساعدة في انتخاب المرشحات الديمقراطيات لصالح حقوق الإجهاض لتولي المناصب، إنها تخطط لإنفاق ما لا يقل عن 20 مليون دولار لدعم محاولة هاريس الوصول إلى منصب الرئيس.

كذلك، أعلنت منظمة "باك داون" (PAC Down)، التي تتمتع بعلاقات قوية مع هوليوود، أنها ستطلق إعلانها "كامالا هاريس لأجل أميركا" ​​​​على منصات التواصل الاجتماعي، وخدمات البث المباشر، لاستهداف الناخبين الذين تقل أعمارهم عن 30 عامًا في ثلاث ولايات متأرجحة هي: ميشيغان، وبنسلفانيا، وويسكونسن.

الديمقراطيون الكبار يقفون على الحياد

ومع ذلك، فإنه لا يزال هناك بعض الأصوات إما المعارضة أو المحايدة لفكرة ترشيح الديمقراطيين هاريس لانتخابات الرئاسة المقبلة، بما فيهم الرئيس السابق، باراك أوباما، الذي قال: "كان جو بايدن واحدًا من أكثر رؤساء أميركا تأثيرًا، وكذلك صديقًا عزيزًا وشريكًا لي".

وأضاف أوباما على منصة "إكس": "سنبحر في مياه غير مستكشفة في الأيام القادمة. لكن لدي ثقة استثنائية في أن قادة حزبنا سيكونون قادرين على خلق عملية ينبثق منها مرشح متميز"، وفيما فسّر البعض بيانه بأنه تجاهل لهاريس، فإن آخرين رأوا أنه يتماشى مع نهجه المحايد.  

كذلك برز من بين الأسماء التي امتنعت عن تأييد هاريس موقف رئيسة مجلس النواب السابقة، نانسي بيلوس، التي اكتفت في بيان مقتضب بالقول: "الرئيس جو بايدن أميركي وطني يضع بلادنا دائمًا في المقام الأول"، وأضافت "إن إرثه من الرؤية والقيم والقيادة يجعله واحدًا من أكثر الرؤساء أهمية في التاريخ الأميركي".

واتخذ زعيم الأقلية في مجلس النواب، حكيم جيفريز، موقفًا مماثلًا حيث اكتفى في بيانه بالإشادة بخدمة بايدن لعقود من الزمن، دون أن يشير إلى هاريس في بيانه، وهو النهج ذاته الذي اتخذه زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، الذي أثنى على خدمة بايدن كرئيس، دون أن يعبر عن دعمه لهارس.

توقّعت مصادر ديمقراطية أن تحصل هاريس على تأييد كبار الديمقراطيين في المستقبل القريب

فيما قال السيناتور الأميركي، بيتر ويلش، إنه يجب أن تكون لدى الديمقراطيين: "عملية مفتوحة حتى يكون لدى مرشحنا أيًا كان، بمن فيهم كامالا"، معتبرًا أن: "النقاش في الحزب الديمقراطي هو من يستطيع مواصلة إرث الرئيس بايدن وهزيمة ترامب".

وتعليقًا على ذلك، قال موقع "ذا هيل"، نقلًا عن مصادر، إنه بينما لم يصل كبار الديمقراطيين إلى حد التعبير عن دعمهم لهاريس في أعقاب إعلان بايدن مباشرة، فإن التأييد قد يأتي في المستقبل القريب. وأضاف بأنه عادة ما ينتظر جيفريز، على سبيل المثال، الاجتماع مع أعضاء التجمع الديمقراطي في مجلس النواب، والتحدّث معهم قبل اتخاذ قرارات كبيرة.

وكان رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي، جيمي هاريسون، قد قال، أمس الأحد، إنّه: "في الأيام المقبلة، سيجري الحزب عملية شفافة ومنظمة للمضي قدمًا كحزب ديمقراطي موحد مع مرشح يمكنه هزيمة دونالد ترامب في (تشرين الثاني) نوفمبر (المقبل)"، مشددًا على أن: "هذه العملية ستخضع للقواعد والإجراءات المعمول بها في الحزب".