ألترا صوت - فريق التحرير
الأبحاث التي بدأت قبل نحو أربعين عامًا عن تأثير الصيام، والتي اتخذت من الحيوانات حقل تجارب، أثبتت فائدة الصيام على هذه الحيوانات من جهة ارتفاع معدلات الحياة، وانخفاض نسب الإصابة بالأمراض. لكن ماذا عن الإنسان؟ هل فعلًا الصيام مفيد له؟ هذا ما نكتشفه معًا فيما يلي، نقلًا بتصرف عن موقع شبكة "سي إن إن".
كشفت بعض الأبحاث التي أجريت على الحيوانات، أن الصيام المتقطّع قد يساهم في الحد من خطر السمنة والأمراض المرتبطة بها، مثل أمراض الكبد والسكري والسرطان.
كشفت أبحاث عن أن معدل حياة الفئران يزداد بشكل ملحوظ عن الصيام، مقارنة بالفئران التي كان يتوفر لها الطعام طوال الوقت
ووفقًا لمارك ماتسون، مدير مختبر العلوم العصبية في المعهد الوطني للتقدم في العمر، فإن الأبحاث التي انطلقت من الثمانينات، كشفت عن أن معدل حياة الجرذان، كان يزداد بشكل ملحوظ عند الصيام يومًا بعد يوم، مقارنة بالجرذان التي كان يتوفر لها الطعام في كافة الأوقات.
اقرأ/ي أيضًا: 7 نصائح للحفاظ على اللياقة في رمضان
وفي دراسة أحدث، نشرت هذا الشهر، تبين أن الفئران التي منعت عن الطعام، وكانت تحصل على سعراتها الحرارية لمرة واحدة فقط في اليوم، أو لأنه قد تم تقليل السعرات الحرارية التي تقدم إليها، ما جعلها تتناول طعامها محدود الكمية بأكمله؛ كانت تتمتع بصحة أفضل، وعاشت لفترة أطول، مقارنة بالفئران التي كانت تأكل طوال اليوم.
هل تسري هذه الفوائد للصيام على البشر أيضًا؟
كشفت الأبحاث حتى الآن عن نتائج واعدة، ففي واحدة من الدراسات التي نشرت العام الماضي، تم تقسيم مجموعة من 100 شخص، جميعهم أصحاء، إلى مجموعتين. ولمدة ثلاثة أشهر، كان المشاركون إما يأكلون ما بدا لهم، أو يستهلكون 800 إلى 1100 سعرة حرارية لمدة خمسة أيام من الشهر، في نمط معروف عند الباحثين باسم "حمية تقليد الصيام" أو (Fasting Mimicking Diet).
وفي نهاية مدة الدراسة، تبين أن المشاركين الذين كانوا عرضة للمرض، تراجع لديهم مستوى جلوكوز الصيام، وهو مؤشر على فرصة التعرض لمرض السكري. كما تراجعت لديهم مؤشرات خطورة الإصابة بأمراض القلب وتراجع نسب الكوليسترول، إضافة إلى تراجع مستويات عامل النمو (1GF1) لعدد من السرطانات.
وفوق ذلك كله، ساعد ذلك النظام المشاركين فيه على التخلص من الدهون في منطقة البطن، وتعزز لديهم نشاط عملية الأيض في الجسم، وهو أمر لا يحصل في برامج الحمية ذات السعرات الحرارية المنخفضة.
أما بالنسبة لاستطالة العمر، فربما يستحيل تصميم تجربة لتحديد ذلك بشكل دقيق، كما أن ذلك يحتاج إلى تخصيص مئات الملايين من الدولارات، وفق رأي الطبيب فالتر لونغو، الذي شارك في إعداد الدراسة السريرية الحديثة، والذي قال: "لكن لو نظرنا إلى البيانات في تجربتنا، فإنه يسهل أن نستدل من خلالها على احتمالية زيادة العمر لدى من يمارس هذا النظام من الصيام المتقطع".
ويقول الطبيب ماتسون، إننا حين نفكر بمعدل العمر، فإننا نفكر بالأمراض، مثل أمراض القلب والأوعوية الدموية، والسرطان، والسكري، والتي تعد مسببات معروفة للوفاة، ولو توصلنا إلى حلول لتفادي الإصابة بهذه الأمراض، فإن ذلك سيزيد غالبًا من مدى العمر في مجتمعاتنا. كما يرى فالتر لونغو أن الصيام المتقطع يمثل "بديلًا محتملًا لتفادي تناول الكثير من الأدوية".
ويقول لونغو أيضًا، إنه ليس بالضرورة الالتزام بشكل دائم بهذا النظام الغذائي، فيمكن مثلًا الالتزام به خمسة أيام في الأسبوع، والعودة إلى نظامك المعتاد في عطلة نهاية الأسبوع مثلًا. يمكن أيضًا اتباع نظام معروف باسم (حمية 5/2)، وهو نوع من الصيام المتقطع، حيث يأكل الشخص بالشكل المعتاد خمسة أيام في الأسبوع، ثم يحد من السعرات الحرارية إلى 500 سعرة فقط في يومين متتاليين، وهو نظام ثبتت فائدته على صحة الإنسان أيضًا.
وجد الأطباء بالعديد من الأبحاث أن نظام الصيام المتقطع، يعد "بديلًا محتملًا لتفادي تناول الكثير من الأدوية"
من المهم بطبيعة الحال كما ينبه الأطباء أن نذكر أنه على الرغم من أن الصيام قد ينعكس إيجابيًا على الصحة والعمر، إلا أن هنالك أمورًا أخرى يجب أخذها بعين الاعتبار، مثل الجينات والبيئة والتي يعيش بها الإنسان، إضافة إلى طبيعة نشاطه الجسدي، ونوع الطعام الذي يتناوله، فكل ذلك يؤثر في المحصلة على صحته وعمره المتوقع.
اقرأ/ي أيضًا:
هل حمية البحر الأبيض المتوسط أفضل للصحة حقًا؟
كايلا إتسينز.. تعرّف على الروتين اليومي لأشهر مدرّبات الرشاقة على الإطلاق!