تستعرض هذه المقالة نبذة تعريفية عن شلالات فيكتوريا وتاريخ اكتشافها، كما تقترح بعض الأنشطة التي يمكن ممارستها عند زيارة شلالات فيكتوريا والمنطقة المحيطة بها، وأخيرًا مجموعة من أجمل الشلالات في العالم.
شلالات فيكتوريا
شلالات فيكتوريا هي واحدة من أعظم مناطق الجذب السياحي في أفريقيا، وكذلك واحدة من أروع الشلالات في العالم. وتقع شلالات فيكتوريا في منتصف الطريق على طول مجرى نهر زامبيزي رابع أكبر نهر في أفريقيا، وتحديدًا على الحدود بين زامبيا في الشمال وزيمبابوي في الجنوب، ويبلغ عرض الشلال وعمقه ضعفيّ عرض وعمق شلالات نياجرا، ويمتد على كامل عرض نهر زامبيزي عند إحدى أكبر نقاطه والتي تتجاوز 5500 قدم أي 1700 مترًا، بينما يبلغ متوسط تدفق الشلالات ما يُقارب 33000 قدم مكعب أي 935 متر مكعب في الثانية. ومن الجدير بالذكر أنّ شلالات فيكتوريا تشتهر بكونها الشلال الوحيد في العالم الذي يبلغ طوله أكثر من كيلومتر، وارتفاعه أكثر من مائة متر، مما يجعله أكبر شلال في العالم. ويُمكن سماع ضجيج شلالات فيكتوريا من مسافة 40 كيلومتر، بينما يرتفع رذاذ المياه المتساقطة والضباب لما يزيد عن 400 مترًا، ويُمكن رؤيته من مسافة 50 كيلومترًا.
تاريخ اكتشاف شلالات فيكتوريا
يعود الفضل في اكتشاف شلالات فيكتوريا للمبشر الأسكتلندي والمستكشف الشهير لأفريقيا ديفيد ليفينغستون، والذي أطلق عليها هذا الاسم نسبةً للملكة فيكتوريا، وقد اكتشف ليفينغستون الذي يُعد أول أوروبي يعبر أفريقيا من الجنوب إلى الشمال شلالات فيكتوريا عام 1855 أثناء التبشير بالمسيحية في أفريقيا. وبدأت الزيارات السياحية لها عام 1905 عندما تم إنشاء خط سكة حديد إلى بولاوايو، ومنذ ذلك الحين اكتسبت شلالات فيكتوريا شعبيةً كبيرةً حتى نهاية الحكم الاستعماري البريطاني. وفي نهاية الستينيات، بدأ عدد السّياح في الانخفاض بسبب حرب العصابات في زيمبابوي، إلا أن ذلك انتهى بعد حصول زيمبابوي على الاستقلال وعودة السلام نسبيًا إلى المنطقة، وبحلول نهاية عام 1990 كان ما يقرب من 300000 شخص يزورون الشلالات سنويًا. وتُعد شلالات فيكتوريا أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، والتي شهدت تطوّرًا سياحيًا من قِبل مواطنيها على جانبي النهر.
الأنشطة والممارسات التي يُمكن القيام بها في شلالات فيكتوريا
يُذكر من الأنشطة والممارسات التي يُمكن القيام بها في شلالات فيكتوريا ما يأتي:
- المشي على طول ممرات المشاة في حديقة شلالات فيكتوريا الوطنية: تُتيح الحدائق الوطنية بما في ذلك حديقة شلالات فيكتوريا الوطنية على جانب زيمبابوي فرصةً للاقتراب أكثر من الشلالات، وتتميّز هذه الحديقة بكونها محمية غابات مطرية خصبة توفّر واحدًا من أفضل الإطلالات على شلالات فيكتوريا، كما يُمكن المشي على طول ممرات المشاة في الحديقة، والتي تتعرج عبر الغابات المطرية وصولًا إلى 4 من الأقسام المختلفة للشلالات على هذا الجانب، وهي شلال الشيطان والشلالات الرئيسية وشلالات قوس قزح وشلالات حدوة الحصان.
- زيارة جزيرة ليفينغستون، والغطس في بركة الشيطان: تقع جزيرة ليفينغستون التي سُميت بهذا الاسم نسبةً للمستكشف الأوروبي في القرن التاسع عشر ديفيد ليفينغستون وسط نهر زامبيزي، وتحديدًا على حافة شلالات فيكتوريا، ويُمكن أن تبدأ الرحلة إلى جزيرة ليفينغستون برحلةٍ قصيرةٍ بالقارب عبر قنوات نهر زامبيزي، وصولًا إلى الجزيرة للاستمتاع بمظاهرها الخلابة.
- السباحة إلى حافة بركة الشيطان: بعد جولة الجزيرة يُمكن للزائر السباحة لمسافةٍ قصيرةٍ في اتجاه التيار في بركة الشيطان، ثم التسلق على نتوء صخري قريب من حافة الشلالات وبركة الشيطان، وتُعرف بركة الشيطان بأنها بركة عميقة وطبيعية تم إنشاؤها خلال آلاف السنين من عمليات التعرية، وما يميزها هو وجود حافة صخرية على حافة الشلالات؛ بحيث يبلغ عمق الماء بضعة سنتيمترات فقط، وهذا الحاجز الطبيعي يسمح للزائر بالقفز إلى البركة العميقة دون الانجراف فوق الحافة.
- القفز من جسر فيكتوريا: يبلغ طول الجسر المؤدي إلى الماء 104 مترًا، وعلى الرغم من أنه ليس أكبر جسر للقفز في العالم، إلا أنه من المؤكد أنه أحد أكثر الجسور روعة.
- التأرجح بالحبل: يُشبه هذا النشاط القفز بالحبال إلى حدٍ ما، إلا أنه يتضمن ربط حبل حول الشخص للتأرجح فقط دون القفز من الجسر.
- المشي أو الانزلاق من على الجسر: يُمكن للأشخاص الذين لا يرغبون بممارسة نشاطات القفز من أعلى ممارسة هذا النشاط، ويأخذ خلاله الشخص جولة على الجسر تبدأ في المتحف قبل الانتقال إلى الجسر، من ثم يتم ربطه للسير أسفل مستوى الطريق والسكك الحديدية على المنصات الأصلية ومشاهدة تفاصيل البناء.
أجمل الشلالات في العالم
إلى جانب شلالات فيكتوريا المذهلة، هناك العديد من الشلالات في العالم التي يقصدها الزائرون كوجهاتٍ سياجيةٍ لا مثيل لها، ويُذكر منها ما يأتي:
- شلالات نياجرا/الولايات المتحدة الأمريكية وكندا - أمريكا الشمالية: تقع شلالات نياجرا بين أونتاريو بكندا ونيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، وهي بلا شك أشهر الشلالات في العالم، ويبلغ ارتفاعها 51 مترًا، بينما يبلغ معدل تدفقها 1834 متر مكعب في الثانية. بالإضافة إلى ذلك، يربط الشلال بين بحيرة إيري وبحيرة أونتاريو. ويجذب هذا الشلال المكون من ثلاثة أجزاء حوالي 12 مليون زائر سنويًا، كما يُمكن الاستمتاع به من خلال رحلات القوارب أو طائرات الهليكوبتر أو سيرًا على الأقدام.
- شلالات آنجل/فنزويلا - أمريكا الجنوبية: تقع شلالات آنجل في منتزه كانايما الوطني في فنزويلا، وهي أطول الشلالات في العالم بحيث يبلغ ارتفاعها 979 مترًا، ويُعتقد أن حوالي مليون شخص يزورون الشلال سنويًا، ومن أفضل الطرق لاستكشاف شلالات آنجل هي من الأعلى أو في الأسفل.
- شلالات إجوازو/الأرجنتين والبرازيل - أمريكا الجنوبية: يبلغ ارتفاع شلالات إجوازو 82 مترًا، وهي أقصر بكثير من العديد من أكبر الشلالات في العالم من حيث الارتفاع، إلا أنها أكبر حجمًا خاصةً خلال موسم الأمطار عندما يُمكن أن تتضخم بما يصل إلى ثمانية أضعاف المعتاد. وتُشكّل شلالات إجوازو حدودًا طبيعيةً بين الأرجنتين والبرازيل، ويبلغ متوسط معدل تدفقها 1756 مترًا مكعبًا في الثانية، وهو ما يماثل تقريبًا شلالات نياجرا. ومن الجدير بالذكر أنّه يزور شلالات إجوازو مئات الآلاف من السّياح سنويًا.
- شلالات أولوبينا/مقاطعة مولوكاي - هاواي الولايات المتحدة: تُعد شلالات أولوبينا واحدة من أربع شلالات طويلة جدًا تنزل من المنحدرات على الشاطئ الشمالي لمولوكاي، ويبلغ ارتفاع هذه المنحدرات حوالي 3000 قدم، لذا فإنها تُعد أطول منحدرات بحرية في العالم، كما تُزينها شلالات ضيقة جدًا وطويلة بشكلٍ غير طبيعي.
- شلالات دودساجار/الهند: تتميّز شلالات دودساجار بأنها واحدة من أطول الشلالات وأكثرها إثارةً للإعجاب في الهند؛ إذ تتدرج أكثر من 1000 قدم في أربع طبقات بعرض 100 قدم تقريبًا، كما أن السرعة والقوة التي يسقط بها الماء كانت سببًا في تسمية هذه الشلالات ببحر الحليب. وتقع شلالات دودساجار في مقاطعة جوا الهندية داخل محمية بهاجوان ماهفير، على بُعد حوالي 60 كيلومترًا من بانجوم، و 45 كيلومترًا من مودجاون.