11-يونيو-2019

وثائقي "لعبة الحصار" (التلفزيون العربي)

الترا صوت - فريق التحرير

عامان على الحصار المفروض على قطر، تكشفت خلالهما ألاعيب دول الحصار الخفية، والتي من بينها، مخطط لغزو قطر عسكريًا، يؤكده مسؤولون أمريكييون في المخابرات والخارجية الأمريكية.

أذاع التلفزيون العربي وثائقيًا بعنوان "لعبة الحصار" يرصد المساعي الإماراتية السعودية لغزو قطر عسكريًا بعد إعلان حصارها

وأمس الإثنين، 10 حزيران/يونيو 2019، أذاع التلفزيون العربي وثائقيًا بعنوان "لعبة الحصار" يرصد المساعي الإماراتية السعودية لغزو قطر عسكريًا بعد إعلان حصارها عقب اختراق وكالة الأنباء القطرية وبث أخبار مفبركة، كُشف لاحقًا أن من يقف وراء الاختراق هي نفسها دول الحصار، تحديدًا الإمارات.

اقرأ/ي أيضًا: عامان على حصار قطر.. هكذا بدأت القصة وإلى هذا انتهت

الأخبار الكاذبة والغزو العسكري

كما يكشف الوثائقي، تحرك وزير الخارجية الأمريكية السابق، ريكس تيلرسون من أجل إيقاف مساعي التدخل العسكري، الأمر الذي الحاكم الفعلي في أبوظبي، محمد بن زايد، فمارس كل الضغوط الممكنة من أجل إقالة تيلرسون، وهو نفسه ما أكدته سابقًا رسائل إلكترونية مسربة.

بدأ الأمر إذن من الأخبار الكاذبة والمعلومات المفبركة، السرطان الذي يجتاح العالم الآن. بدأته دول الحصار التي اخترقت وكالة الأنباء القطرية. ينقل الوثائقي عن البروفيسور أندرياس كريغ، من جامعة كينغز كوليج، قوله: "أعتقد أننا نعيش عصر الأخبار الزائفة. ونشر المعلومات هو مصدر السلطة. هو السبب الذي يخلق الأزمات وقد يغير المنظور السياسي للمعرفة"، مضيفًا: "أعتقد أن الإمارات فهمت ذلك"، في إشارة إلى دورها في اختراق وكالة "قنا" لبث أخبار كاذبة.

ويؤكد كريغ على أن "كل الدلائل تؤكد أن الهجوم على قنا جاء من الإمارات وفقًا لمكتب التحقيقات الفيدرالية (FBI)"، مشيرًا إلى أن ذلك كان الخطوة الأولى لما أسماها "الحرب الهجينة" على قطر.

حصار دون سابق إنذار

أما وزير الخارجية القطري، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، فقد أكد على أن قطر "فُرض عليها الحصار دون سابق إنذار"، موضحًا: "بعد اختراق وكالة الأنباء وفرض الحصار على دولة قطر، كانت دول الحصار ما زالت تجهز شكاويها لتدقيمها للدول، ولم يزودوا هذه الدول بالشكاوى إلا في شهور تموز/يوليو، أي بعد شهر من الحصار!". 

وتساءل وزير الخارجية القطري: "فهل معنى ذلك أنهم بنوا الحصار على قرارات عشوائية أم بنوه على وقائع؟ ولو كان على وقائع لكانوا أتوا إلينا قبل اختراق وكالة الأنباء".

مباركة ترامبية

وأشار الوثائقي إلى أن الإعلان عن حصار قطر، جاء بعد قمة ترامب في الرياض، التي خرج منها بمئات مليارات الدولارات، "مُخلّفًا وراءه ضوءً آخر بفرض الحصار على قطر". يقول المحلل السياسي عبدالعزيز آل إسحق، إن "البيت الأبيض ودونالد ترامب كان من البداية منحازًا لدول الحصار"، موضحًا: "فكل ما كشف من خلال وسائل الإعلام، أن كوشنر (صهر ترامب ومستشاره) كان جزءًا من الحصار، من خلال تشجيعه لدول الحصار، ومعرفته المسبقة بقرار الحصار".

ومن ذلك، خلص عبدالعزيز آل إسحق إلى أن "موقف الإدارة الأمريكية هو الرهان الذي بسببه تستمر دول الحصار في حصارها. تعتقد دول الحصار أنه طالما ترامب في السلطة، فإن هذا الحصار مقبول من البيت الأبيض ويمكنهم الاستمرار فيه". 

أسباب الحصار

ولا يبدو أن الحصار الذي فرض على قطر، كان وليد اللحظة، فأسبابه، وفقًا للمحلل السياسي عمر عياصرة، تاريخية: "السبب الحقيقي لحصار قطر، عدم الرضا التاريخي للسعودية، أن يخرج في الخليج دولة بحجم قطر الصغير تقوم بمهمات تفوق حجمها". 

"اليوم قطر عندها قوة ناعمة حقيقية تتمثل في الإعلام، وعندها قوة اقتصادية كبيرة، عندها سياسة خارجية مستقلة، فكيف بجار صغير يكون بهذا الشكل، عليه أن يكون تابع!"، يقول عياصرة على لسان السعودية، موضحًا أسباب الحصار.

من أسباب الحصار أيضًا، ما نقله الوثائقي عن الكاتب الصحفي جابر الحرمي، الذي قال إن "هذه الأزمة لم تخلق من أجل فقط إشغال المنطقة أو ضرب قطر فقط، وإنما لتمرير أجندات متعددة في المنطقة".

الأزمة مع قطر قديمة، كما يوضح الوثائقي، بإرجاعها إلى التسعينات، وتدابير الليل آنذاك، قبل أن تقرر قطر النهوض لفرض نفسها رقمًا صعبًا مستقلًا في المنطقة. يقول حسن البراري، أستاذ العلاقات الدولية: "القيادة القطرية من عام 1995، قررت أن يكون لها سياسة خارجية تخدم مصالح الدولة القطرية، فبالتالي قررت قطر ألا تخضع سياستها الخارجية لأولويات وتصورات القيادة السعودية أو الإماراتية في منطقة الخليج، ما أثار حفيظة هذه الدول التي تآمرت على قطر".

موقف قطر من الثورات العربية أيضًا، في مواجهة الثورة المضادة التي يقودها محمد بن زايد، هي من أسباب الحصار أيضًا وفقًا للبراري.

"التغيير القطري السريع، والطموح الكبير، كان مزعجًا في أغلب الوقت بالنسبة للجيران المراقبين، فتولدت الرغبة في إيقافه"، يقول وثائقي "لعبة الحصار"، لافتًا إلى "الحلم السعودي الكبير" بالاتحاد الخليجي الذي يدور في فلك قرار الرياض.

يقول وزير الخارجية القطري: "الصورة الواضحة بالنسبة إلينا، هي أن سياسات دولة قطر لا تتناسب مع سياستهم.  وللأسف هناك قيادات في دول الحصار، لا ترضى بالاختلاف".

المحلل السياسي، ينتهي إلى السبب الرئيسي في نظره لحصار قطر، بقوله: "إذا وضعنا سببًا حقيقيًا لحصار قطر، فهو يتلخص في جملة واحدة: حقد محمد بن زايد وجهل محمد بن سلمان".

مخطط الغزو العسكري

بعد الحصار مباشر، اتضح أنه كان لدى الخارجية الأمريكية مخاوف حقيقية من إقدام دول الحصار على خطوة الغزو العسكري لجارتهم قطر، لذا سعى وزير الخارجية الأمريكية آنذاك، تيلرسون، إلى بذل جهده لمنع ذلك المخطط.

يقول البروفيسور أندرياس كريغ: "كلما دققنا أكثر فيما حصل، سيبدو الموضوع أكثر وضوحًا؛ كانت محاولة لتغيير النظام في قطر"، مضيفًا: "من أجل ذلك قامت الإمارات بخلق بيئة تسمح بذلك، من أجل تدمير سمعة العائلة الحاكمة في قطر، على أمل أن ينقلب السكان عليهم".

يورد الوثائقي ما صرح به أمير دولة الكويت، صباح الأحمد الجابر الصباح، في مؤتمر صحفي جمعه بترامب، قال فيه: "المهم إنه أوقفنا أن يكون هناك شيء عسكري".

التغيير القطري السريع، والطموح الكبير، كان مزعجًا في أغلب الوقت بالنسبة للجيران المراقبين، فتولدت الرغبة في إيقافه

غير أن تدخلات وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون لاحتواء الأزمة الخليجية، وإيقاف مخططات الغزو العسكري، أثارت غضب ابن زايد، الذي قرر أن يعمل جاهدًا من أجل إزاحته، بالضغط على البيت الأبيض، وهو ما كان بالفعل.

 

اقرأ/ي أيضًا:

الطريق إلى لاهاي.. انتهاكات الإمارات أمام استحقاق حصار قطر

حصار قطر يكشف الخطورة الحقيقية للهجمات الإلكترونية.. حرب بديلة أقل تكلفة