09-أغسطس-2024
جيوش أوروبا

طلاب ثانوية يجرون تدريبات عسكرية في التشيك (رويترز)

تكافح دول أوروبا الشرقية لتجنيد المزيد من الجنود في صفوف الجيش، بالإضافة إلى محاولتها الاحتفاظ بالجنود ذوي الخبرة في منطقة تتشارك فيها دول بولندا، المجر، رومانيا، وسلوفاكيا؛ الحدود مع أوكرانيا وفقًا لوكالة "رويترز".

وكانت الوكالة قد ذكرت في تموز/يوليو الماضي أن دول أوروبا الغربية في حلف شمال الأطلسي "الناتو" تواجه تحديات مماثلة، مشيرةً إلى أن الحلف سيحتاج إلى ما بين 35 إلى 50 لواءً إضافيًا لتحقيق خططه الجديدة بالكامل للدفاع ضد أي هجوم على أراضي التحالف من روسيا.

يقول رئيس القوات المسلحة التشيكية، كارل ريكا، الذي تنظم بلاده برنامج تدريب عسكري لطلاب الثانوية في الصيف، إنه: "إذا لم نفعل أي شيء بشأن نقص الموارد البشرية في الجيش، فهذا يعني أننا لن نكون قادرين على الحفاظ على سلامنا، وردع أي عدو محتمل".

وأضاف: "لا يمكننا فعل أي شيء بدون أشخاص، إذا قمنا بتحديث المعدات (العسكرية)، ولم يكن لدينا ما يكفي من الأشخاص الأكفاء والأشخاص المتحمسين، فهذا كله أموال ضائعة".

يحتاج حلف الناتو إلى ما بين 35 إلى 50 لواءً إضافيًا لتحقيق خططه الجديدة بالكامل للدفاع ضد أي هجوم على أراضي التحالف من روسيا

وقال نائب وزير الدفاع التشيكي السابق، مبعوث براغ لإعادة إعمار أوكرانيا، توماس كوبيكني، إننا: "نرى أيضًا أن احتمال العدوان الروسي ضدنا ليس مستحيلًا"، متوقعًا أن يحدث ذلك في غضون بضع سنوات، مضيفًا: "لذا في حالة هجوم روسيا، نحتاج إلى معرفة أننا نستطيع الاعتماد على قدر معين من الجنود".

وبحسب "رويترز"، فإن دول أوروبا الشرقية لجأت إلى حملات التسويق الرقمي، ورفعت مكافآت التجنيد، لكن مع انخفاض معدلات البطالة في مختلف أنحاء أوروبا الشرقية، فإن إقناع الشباب بالالتحاق بالجيش مقابل أجور أقل مما يمكنهم كسبه في القطاع الخاص يشكل تحديًا كبيرًا.

وقال النائب الأول لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة البولندية، كارول ديمانوفسكي، لـ"رويترز": "لدينا تحديات. وهي مرتبطة بحقيقة مفادها أن سوق العمل هنا تنافسية للغاية".

ويقول المسؤولون الحكوميون والعسكريون في بولندا إنهم يحققون أهداف التجنيد، ويخططون لزيادة لرفع نسبة التجنيد، لكن المنتقدين يتساءلون عما إذا كان هدف بناء جيش يضم 300 ألف جندي واقعيًا.

وتسعى بولندا، وهي أكبر دولة في أوروبا الشرقية، إلى زيادة الإنفاق الدفاعي إلى ما يقرب من 5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي، لكن بيانات وزارة الدفاع تظهر أنه في حين ارتفع عدد المجندين في أحدث الأرقام المتاحة، فقد ترك الخدمة 9000 جندي محترف في عام 2023.

ووصف ديمانوفسكي ذلك بأنه "عملية طبيعية"، بينما أوضح رئيس مديرية التنظيم والتجنيد في هيئة الأركان العامة البولندية، بوجدان سوا، أن هناك مجموعة كبيرة من الجنود تركوا الجيش بعد بضع سنوات فقط من بدء الخدمة، وأضاف: "نحاول إعداد عروض أكثر جاذبية لهم، وخلق حوافز مالية جديدة".

من جانبها، أطلقت المؤسسة العسكرية المجرية، التي لم تنشر أرقام التجنيد المحدثة، حملة إعلامية باستخدام اللوحات الإعلانية ومسلسل تلفزيوني عسكري سيتم بثه بحلول نهاية عام 2024 للعثور على جنود جدد.

كما بدأت رومانيا بتنظيم حملات للتجنيد بعد أن أظهرت بيانات وزارة الدفاع الأخيرة أن 43 بالمئة من وظائف الضباط كانت شاغرة، إلى جانب وظائف 23 بالمئة من وظائف الجنود والرتب المهنية الأخرى.

وقال مصدر دفاعي في الجيش الروماني لـ"رويترز": "يجب النظر في القوانين التي تحتاج إلى تغيير، ليس فقط في رومانيا، لكن في بلدان أخرى، لتشجيع هؤلاء الأشخاص (الجنود العاملين) على البقاء".