17-يوليو-2024
الاحتباس الحراري يزيد من طول اليوم (GETTY)

(GETTY) الاحتباس الحراري يزيد من طول اليوم

كشفت دراسة جديدة أن أزمة التغير المناخي ستؤدي إلى زيادة في طول اليوم، حيث إن ظاهرة الذوبان الجليدي ستعيد تشكيل الكوكب.

وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، فإن هذه الظاهرة ستبطئ دوران الأرض حول نفسها، مما يؤثر على حركة المرور عبر الإنترنت والمعاملات المالية والملاحة عبر نظام تحديد المواقع العالمي " GPS"، وهي المعاملات التي تعتمد على الدقة في ضبط الوقت.

ويتزايد طول اليوم في الكرة الأرضية بشكل مطرد على مر الزمن الجيولوجي من جراء جاذبية القمر التي تسحب المياه على الجانب الأقرب له من الأرض.

ستبطئ هذه الظاهرة دوران الأرض حول نفسها، مما يؤثر على حركة المرور عبر الإنترنت والمعاملات المالية والملاحة عبر نظام تحديد المواقع العالمي GPS

وتشير الدراسة التي نشرتها مجلة "وقائع" الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة، إلى أن ظاهرة الاحتباس الحراري التي يسببها الإنسان أدت إلى ذوبان الصفائح الجليدية في غرينلاند والقطب الجنوبي، ما أدى إلى إعادة توزيع المياه المخزنة عند خطوط العرض العليا إلى محيطات العالم، الأمر الذي تسبب بوجود المزيد من المياه في البحار القريبة من خط الاستواء.

وهذا ما يجعل الأرض أكثر تفلطحًا، مما يبطئ دوران الكوكب حول نفسه ويطيل مدى اليوم. وكشفت الدراسة أن اتجاه زيادة طول اليوم الناجمة عن المناخ كانت تتراوح بين 0.3 و1.0 ملي ثانية لكل عام منذ 1900 وحتى 2000.

لكن هذا المعدل تسارع إلى 1.33 ملي ثانية لكل عام منذ 2000، فيما يتوقع العلماء أن يبقى المعدل مرتفعًا، حتى لو تم خفض الانبعاثات الكربونية التي تتسبب بظاهرة الاحتباس الحراري بشكل كبير.

وفي ظل هذه السيناريوهات، سيستمر معدل الزيادة في طول اليوم بسبب تغير المناخ، وقد يصل إلى ضعف المعدل الحالي بحلول عام 2100، متجاوزًا بذلك تأثير احتكاك المد والجزر القمري.

ويقول العلماء إن: "هذه الظاهرة دليل دامغ على كيفية تأثير التصرفات البشرية على الأرض، التي أضحت تنافس العمليات الطبيعية الموجودة منذ مليارات السنين".

واعتبر الدكتور في جامعة "أليكانتي" الإسبانية، سانتياغو بيلدا، أن: "هذه الدراسة تعد تقدمًا كبيرًا لأنها تؤكد أن الفقدان المقلق للجليد الذي تعاني منه غرينلاند والقارة القطبية الجنوبية له تأثير مباشر على طول اليوم، مما يتسبب في إطالة أيامنا".

وأضاف بيلدا، الذي لم يكن من الفريق الذي أعد الدراسة، أن: "هذا الاختلاف في طول اليوم له آثار حاسمة ليس فقط على كيفية قياس الوقت، ولكن أيضًا على نظام تحديد المواقع العالمي GPS والتقنيات الأخرى التي تحكم حياتنا الحديثة".

وتابع: "يجب حساب هذه الاختلافات، جميع مراكز البيانات المسؤولة عن تدفق الإنترنت والاتصالات والمعاملات المالية، تستند إلى توقيت دقيق. لذا تحتاج إلى معرفة دقيقة بالوقت".