كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أن القوات الخاصة الأميركية تسعى جاهدة لاحتواء عودة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الذي يعمل على حشد قواته في صحراء البادية السورية، مشيرة أن التنظيم أعلن مسؤوليته عن 153 هجومًا في سوريا والعراق منذ بداية العام الجاري.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن التنظيم يعمل على حشد "قواته في صحراء البادية السورية، ويدرب المجندين الشباب ليصبحوا مفجرين انتحاريين، ويوجه الهجمات على قوات التحالف ويستعد لإحياء حلمه في حكم الخلافة"، وفقًا لمقابلات أجرتها مع ضباط أميركيين، وآخرين من "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد).
وأضافت الصحيفة أن التنظيم "ضاعف وتيرة هجماته في سوريا والعراق هذا العام، باستهداف نقاط تفتيش أمنية، وتفجير سيارات مفخخة، والتخطيط لتحرير آلاف السجناء"، مشيرةً إلى أن القوات الأميركية تدير حملة لم تثر اهتمامًا إعلاميًا، عبر تنفيذ المقاتلات الأميركية غارات جوية، وتوفير مراقبة حية لـ"قسد" خلال مداهمة خلايا التنظيم، وفي بعض الحالات تقوم قوات نخبة أميركية بمهام وحدها لقتل كبار قادة التنظيم الإرهابي أو أسرهم.
وقالت القائدة المشاركة لـ"قسد"، روهيلات عفرين، لـ"وول ستريت جورنال": "كان هذا العام أسوأ عام منذ هزيمة تنظيم الدولة"، مضيفة "بغض النظر عن مقدار ما تسحقهم، سيحاولون النهوض مرة أخرى".
واعتبرت الصحيفة الأميركية أن رد الولايات المتحدة وفرنسا والدول الغربية المتحالفة معهما معقد بسبب الغموض الناجم عن المفاوضات الدبلوماسية والانتخابات الأميركية المقبلة، وما هو الدور الذي يجب أن يلعبه التحالف بالمنطقة في الأشهر والسنوات المقبلة.
ضاعف تنظيم داعش وتيرة هجماته في سوريا والعراق هذا العام، باستهداف نقاط تفتيش أمنية، وتفجير سيارات مفخخة، والتخطيط لتحرير آلاف السجناء
وأشارت إلى أن التنظيم مسؤوليته عن 153 هجومًا في سوريا والعراق، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، بالإضافة إلى تجنيده أفرادًا جدد في صفوفه من خلال عملية سرية داخل معسكرات احتجاز زوجات مقاتلي التنظيم وأطفالهم.
وقال ضابط في القوات الأميركية الخاصة المتمركزة في سوريا: " ما نراه هو حركة للرجال ونقلًا للسلاح والمعدات".
وذكرت "قسد" المتحالفة مع القوات الأميركية أنها اعتقلت 233 شخصًا يشتبه بعلاقتهم بـ"داعش" في 28 عملية قامت بها خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام، فيما نفذت المقاتلات الأميركية، هذا العام، ثلاث غارات ضد التنظيم في سوريا وواحدة في العراق.
وتحتفظ الولايات المتحدة بـ900 بين جنود ومدنيين في سوريا، بالإضافة إلى 2.500 عنصرًا في العراق، ووفقًا لبيانات البنتاغون، ساعدت المقاتلات الأميركية في 50 غارة أخرى شنها الطيران العراقي منذ بداية العام الماضي.
وتشير "وول ستريت جورنال" إلى قوات "قسد" تطارد خلايا التنظيم في القرى والمدن بشمال – شرق سوريا، وتضيف أنها في إحدى غاراتها بدعم من القوات الخاصة الأميركية، قامت باستهداف ثمانية مجمعات يقيم فيها أشخاص يشتبه بعلاقتهم مع التنظيم الدولة.
وأوضحت الصحيفة التخطيط لهذه العملية استغرق سبعة أسابيع، واستخدم خلالها المسيّرات والأباتشي في عمليات المراقبة، وجمع أكبر قدر من المعلومات حول حركة المقيمين في البنايات، من ناحية الدخول والخروج.
وأضافت أنه لغرض التخطيط للهجوم بنت القوات الأميركية، نماذج عن المجمعات المشتبه بها، وتوزع أكثر من 100 مقاتل من "قسد" على مسافة 10 أميال خارج القرى لمنع مقاتلي التنظيم من تحذير المقيمين في المجمع أن الحلقة تضيق عليهم.
وتم اعتقال 12 شخصًا من الموجودين في البنايات بدون إطلاق ولو رصاصة، على حد قول ضابط في القوات الأميركية الخاصة، وعندما أمنت "قسد" المكان دخلته القوات الأميركية، وصادرت أجهزة الهاتف على أمل متابعة تاريخ الاتصالات فيها وتحديد مكان عناصر التنظيم الآخرين.
وقالت "وول ستريت جورنال" إنه لا يزال تسعة آلاف مقاتل من التنظيم في السجون في جميع أنحاء شمال شرق سوريا، مشيرة إلى أن المجموعة لم تخف نيتها تحرير رفاقها حتى يتمكنوا من العودة إلى ساحة المعركة.
وأضافت أنهم حاولوا مرتين هذا العام الهروب من السجون، في إحداها حاول انتحاري اختراق بوابة سجن الرقة بواسطة عربة ثلاثية العجلات مليئة بالمتفجرات.