تعرّضت عدة شخصيات أمريكية أعلنت عن تضامنها الفلسطينيين في قطاع غزة إلى انتقادات وإجراءات تعسفية متعددة تنوّعت بين الطرد من العمل، إلى الاتهام بـ"معاداة السامية"، وصولًا إلى التشهير والنيل من السمعة.
ورغم تصاعد هذه الإجراءات مع تصاعد الحرب على قطاع غزة، ووصولها إلى مستويات "مكارثية"، إلا أن ذلك لم يمنع كثيرين من التعبير عما يرونه صحيحًا، والوقوف ضد الظلم. ولعل المستقبل القريب يفسح لهذه التجارب مساحة للإنصاف ورد الاعتبار.
1- سوزان سراندون
استبعدت وكالة "UTA" الممثلة سوزان سراندون بعد إعلانها التضامن مع ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
سراندون من أهم النجوم الداعمين للقضية الفلسطينية، تشارك في التظاهرات المؤيدة لفلسطين، وتنشط في النشر على مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا، وكانت قد ألقت كلمة في جموع المتظاهرين في أكبر مظاهرات نيويورك، قالت فيها: "لا يحتاج أحد أن يكون فلسطينيًا ليهتم بما يحدث في غزة، أنا أقف مع فلسطين، لا أحد منا حر حتى يتحرر الجميع، حان الوقت لكي تتحرر فلسطين".
2- إيلون ماسك
لم يكتف إيلون ماسك بوصف ما يفعله الجيش الإسرائيلي في غزة بـ"الإبادة الجماعية"، بل تحدث أيضًا عن وجود خطة تآمرية سرية لليهود، لإدخال مهاجرين إلى الولايات المتحدة إضعافًا لهيمنة الغالبية البيضاء فيها، بحسب وصفه. الأمر الذي دفع البيت الأبيض إلى إدانة أقواله.
ماسك الذي لم يحجب التغريدات المتعاطفة والكاشفة للمجازر التي تشهدها غزة على يد القوات الإسرائيلية، كما فعلت منصات أخرى، أصبح محاربًا من قبل شركات أوقفت إعلاناتها على منصته، ومنها "أبل" و"ديزني للترفيه" و"وورنر برذرز ديسكفري" المجموعة الأم لـ "سي إن إن"، و"كومكاست" التي تتبعها قنوات "إن بي سي".
وشملت قائمة المقاطعين لمنصة "إكس"، كلًا من "أوراكل" و"آي بي إم"، وربما ستلحقهما "أمازون" و"غوغل"، بعد أن تلقت هذه الشركات وغيرها دعوة من ائتلاف يضم 136 من القادة والناشطين والأكاديميين اليهود الذين يمثلون الحزبين الديمقراطي والجمهوري، تؤكد على ضرورة اتخاذ موقف حيال منصة إكس.
وتحت تأثير الضغوط التي يتعرض لها، أعلن ماسك أن منصة "إكس" ستقوم بتعليق أي حساب داعم لفلسطين يستخدم مصطلحات مثل "إنهاء الاستعمار" بزعم أنها تدعو إلى الإبادة الجماعية بحق اليهود.
3- مايا خليفة
أعلنت مجموعة "بلاي بوي" الأمريكية قطع علاقاتها بالنجمة الإباحيّة السابقة ميا خليفة، بعد إعلانها عن موقفها الداعم للشعب الفلسطيني.
وكان موقع "Business Today" قد قال إن خليفة، الأمريكية المتحدرة من أصل لبناني، وصفت الفلسطينيين بـ"المقاتلين من أجل الحرية". ووفقًا للموقع، أبلغت مجلة "بلاي بوي" مشتركيها في رسالة إخبارية عبر البريد الإلكتروني بطرد خليفة وحذف قناتها من منصتهم.
وجاء في رسالة "بلاي بوي": "لقد أدلت، خلال الأيام الماضية، خليفة بتعليقات مثيرة للاشمئزاز وبغيضة احتفاء بالهجمات التي شنتها حركة "حماس" على إسرائيل، قتل فيها الرجال والنساء والأطفال الأبرياء".
4- ميليسا باريرا
تم استبعاد الممثلة المكسيكية الأصل ميليسا باريرا عن بطولة سلسلة أفلام الرعب الأمريكية الشهيرة "سكريم"، بعد كتابتها منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي وصفت فيها العدوان الإسرائيلي على غزة بـ"الإبادة الجماعية".
قرار طرد باريرا جاء بسبب "تجاوزها الصارخ لخطاب الكراهية"، بعد أن كانت تتحضر للمشاركة في "سكريم 7".
باريرا كانت قد شاركت متابعيها، على صفحتها في منصة إنستغرام، منشورات تكشف حجم الجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال في قطاع غزة، وكتبت في أحد المنشورات: "يتم التعامل مع غزة حاليًا كمعسكر اعتقال". وكتبت في آخر: "إنهم يحاصرون الجميع معًا، بلا مكان يذهبون إليه، ولا كهرباء ولا ماء، وكما هو الحال مع تاريخنا، لا يزال الناس يراقبون كل ما يحدث بصمت. هذه إبادة جماعية وتطهير عرقي".