تشكل الأفلام جزءًا هامًا من ذكرياتنا وأحلامنا، مشاهدة فيلم جيد بمثابة سفر عبر الشاشة إلى عوالم أخرى. نحب البطل ونكره من يكره، نتمنى الدخول إلى هذه المنازل الفخمة أو التجول في تلك الأحياء الشعبية، نفتش في دوافع الأبطال للحب والكره والقتل، ثم تفاجئنا كلمة النهاية التي لا تفلح إطلاقًا في أن تُنهي الفيلم من داخلنا. الأفلام الجيدة تسكن الروح.
غالبًا ما يوجد لدينا أفلام مفضلة، تلك التي لا يمكن أن ندير القناة حينما نجدها تعرض على إحدى القنوات، بعض الأفلام نحبها لتفوقها الفني، وبعضها الآخر يرتبط لدينا بالذكريات أو بحب الشخصيات الرئيسية.
إليك 5 أفلام شاهدتها مرارًا وتكرارًا وفي كل مرة ازداد حبي لها، بدون ترتيب فكل منهم سيجذبك بطريقته الخاصة.
1- الحريف
فيلم "الحريف" بطولة عادل إمام وفردوس عبد الحميد، عن سيناريو وحوار بشير الديك، ومن إخراج محمد خان.
هذا الفيلم المُلهِم الذي لم يحقق نجاحًا جماهيريًا عند عرضه في السينمات، لكنه فيما بعد نال التقدير الذي يستحقه.
من قاهرة الثمانينيات المنهكة إثر ما خاضته من حروب يأخذنا محمد خان في رحلة فريدة عبر شوارع القاهرة.
فارس (عادل إمام) لاعب كرة القدم الحريف الذي حالفته الموهبة وخاصمه الحظ، على طريقة مارادونا، ينجح وحيدًا في هزيمة كل من يواجه، سرعان ما يخرج من الملعب لتهزمه الحياة، فهو منفصل عن زوجته وأم ابنه، يعمل في مصنع للأحذية، يخطف الموت أمه بينما يطلب أبوه سيجارة عند سماعه بالخبر.
أجمل ما في هذا الفيلم هو واقعية محمد خان. المشاهد تم تصويرها في شوارع القاهرة. الإذاعة هي اقتباسات حقيقية من الإذاعة المصرية في ذلك الوقت، أنفاس فارس التي تأتي كخلفية لمشاهد اللعب، وأغنية "الشوارع حواديت" التي تدفعك إلى عوالم الشوارع المقاهي التي يختلط فيها الحلم بالهزيمة والأمل بالاصرار.
2- الكيت كات
فيلم "الكيت كات" بطولة محمود عبد العزيز، عن رواية "مالك الحزين" للكاتب إبراهيم أصلان، من سيناريو وإخراج داوود عبد السيد.
في حي الكيت كات، حي صغير في قلب محافظة الجيزة، يعيش الشيخ حسني (محمود عبد العزيز). يمكن تلخيص تلك الشخصية المركبة في جملة واحدة: أعمى البصر الذي رفض عمى البصيرة.
الشيخ حسني لا يعترف أنه أعمى، يحلم بقيادة دراجة نارية فيقودها ويثير الذعر في أرجاء الحي، ابنه يوسف (شريف منير) لا يجد عملًا عقب تخرجه، ولكنه يرتبط بعلاقة مع جارته، يفضحه الشيخ حسني هو وكل الحي عبر أثير ميكروفون العزاء الذي ظل مفتوحًا بالخطأ عقب انتهاء القارئ. إحدى القصص العذبة التي زينتها موسيقى راجح داوود "بسكاليا".
3- طيور الظلام
فيلم "طيور الظلام" من بطولة عادل إمام ورياض الخولي، سيناريو وحوار وحيد حامد، ومن إخراج شريف عرفة.
من طرقات المحاكم إلى سلالم المجد وفي أجواء جاذبة، هي قصة المحامي فتحي نوفل (عادل إمام) عبقري القانون الذي ساعد أستاذه في حل قضية كبيرة، فكانت طريقه إلى مكتب الوزير الذي صار من خلاله أحد نجوم المجتمع.
يبدأ الفيلم من أحد الأقاليم. محام فقير يتلقى أتعابه على هيئة أكل ومضاجعة عاهرات، صديقه علي الزناتي (رياض الخولي) يرفض ذلك لتدينه لكنه يحب الغناء علي العود، يلتحق بجماعة الإخوان بينما يلتحق فتحي بالسلطة، يتصارعان ثم تجمعهما جدران السجن، في مشهد اعتبره كثيرون تنبأ بما حدث بعد ثورة 25 يناير.
4- شباب امرأة
"شباب امرأة" من بطولة تحية كاريوكا وشكري سرحان، عن قصة وحوار أمين يوسف غراب، ومن إخراج وسيناريو صلاح أبو سيف.
لنرجع قليلًا إلى الوراء، تحديدًا إلى ما يسمى الزمن الجميل، حينما كانت الشاشة لا تعرف إلا لونين الأبيض والأسود، يروي الفيلم قصة إمام (شكري سرحان) القادم من الريف للدراسة في القاهرة، تجذبه أضواء شفاعات (تحية كاريوكا) السيدة الشريرة، وتجمعهما علاقة تدفع إمام إلى الفشل في دراسته.
الفيلم يستعرض قاهرة الخمسينيات بكل ما تحوي من جمال الأزمنة القديمة، كذلك اختلاف الشخصيات بين القاهريين وأهل الريف، فأهل الريف عادة ما يكونون أكثر طيبة، ذلك الذي جعل مهمة شفاعات لإيقاع إمام في غرامها سهلة، كل ذلك في قصة مُحكمة تدفعنا إلى حب الماضي والحنين إليه.
5- الكيف
فيلم "الكيف" بطولة محمود عبد العزيز ويحيى الفخراني، سيناريو وحوار محمود أبو زيد، ومن إخراج علي عبد الخالق.
على عكس كل ما ذكرناه من الأفلام التي كان سر إبداعها في التمثيل أو الإخراج، الحوار هذه المرة هو البطل، عن عوالم المخدرات شديدة الغرابة يحدثنا محمود أبو زيد على لسان أبطال الفيلم بألفاظ ومصطلحات دارجة وعامية تخبرنا أنهم تجار محترفون وليسوا ممثلين يؤدون أدوارهم.
أخان مختلفان للغاية، أحدهما كيميائي صلاح (يحيى الفخراني)، والآخر طردته كلية الحقوق جمال (محمود عبد العزيز)، يدخلان إلى عالم تجارة المخدرات من خلال تركيبة كيميائية تشبه مخدر الحشيش، تجلب لهم المال والكثير من المشاكل، حتى نفاجئ بنهاية غير متوقعة.
اقرأ/ي أيضًا: