آلة لقتل الأحلام
أنا أنتظر مصيرًا جديدًا، هذا ليس بالأمر الجديد، أغلب البشرية إن لم تكن كلها تنتظرمصيرًا جديدًا، وبالنسبة لي، ما من فرق أن أكون الأول أو الأخير، فالحظ هو الذي يلعب دورًا نهائيًا في اختيار من سيغير مصيره.
الانتظار قادم من أحلامنا الكبيرة، أنه شيء يدعونا لإهمال أنفسنا، والبؤس والوحدة، والمرض حتى، لذا أنا أفكر في القضاء عليه، إنه شيء سخيف أن تبقى البشرية تنتظر أبسط أحلامها.
كرهت أن أكون رقمًا في خانة انتظار الحظ، لذا في النهاية فكّرت بشيء ما يشبه العلاج النفسي، لأني استصعبت فكرة اختراع الآلة التي تقتل الأحلام، وذاع صيتي في الأرجاء على أني "فرويد" العصر الجديد، ونجحت في تحقيق أحلامي بأقل من سنة، وكأنني ساحر، لكني بعد هذه المدة فشلت في أن يكون علاجي النفسي ناجحًا، وعاد الناس، ليس كل الناس بل الفقراء تمامًا إلى التفكير بالآلة التي تقتل الأحلام، بينما أنا حققت أحلامي، اكتشفت أنه ليس أكثر من خدعة لجلب المال.
إيغال بوكوفسكي
الشاعرة الخجولة، ذات الساق الواحدة، والمريبة، تحب أن يذاع عنها ذلك، لمن يعرفها ولا يعرفها، أن تكون مريبة وتنشر نصوصًا تباشر يقين الآخرين ويلغوا شكهم، عكس واقعها الذي يرونه، هي التي تقول: أنا حلاج شهوتي.
تكره أن تُعرف تفاصيل حياتها الماضية، عندما تسأل عن ساقها المبتورة، تعلل كره الرد بهذا بالرد أنه ماض لم يمض بعد، وسيبقى في حياتي.
قصتها مع بوكوفسكي بدأت قبل أن تتخيله شبحًا كما اعتقدت أنتَ مثلًا، بل على العكس، بدأت من ولعها بالفوتوغراف، ذلك قادها لأن تتعرف على مصور فوتوغرافي، أفرح حضورها في هذا العالم، وجعلها تضج بجسدها، وبعد فتور علاقتهما أخذت تعيبه وتقول عنه: هذا الملعون لم يكن ملعونًا بما فيه الكافية.
وفي ليلة وفية، ليست وفية بما فيه الكافية، تذكرت أن هذا الملعون أهدها كتابًا لبوكوفسكي، أخذت تقرأ، وكبرت القراءة أكثر، لتمد الخيال معها في السرير، راقبت نفسها بوضعيات مختلفة مع الكتاب، حتى وضعته عند مهبلها تمامًا.
اقرأ/ي أيضًا: