ألترا صوت - فريق التحرير
بدا الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، متسامحًا أكثر من العادة بخصوص موقفه تجاه إيران، يوم الإثنين، حيث أبدى استعداده للقاء المسؤولين الإيرانيين، ووضع الملف النووي على طاولة المفاوضات، فيما بدا أنه صدمة، ليس لخصومه الأوروبيين وحسب، ولكن لحلفائه في إسرائيل والخليج العربي، وإن كان أعلن استعداده لمثل هذا اللقاء بشرط عدم وجود شروط وتفاهمات مسبقة.
أبدى الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، استعداده للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني "بدون شروط مسبقة"
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إنه مستعد للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني "بدون شروط مسبقة"، مع تصاعد التوتر بين البلدين بعد قرار الإدارة الأمريكية الانسحاب من الاتفاق النووي لعام 2015، والتهديدات المتبادلة بين الزعيمين خلال الأيام الماضية.
وصرح ترامب في مؤتمر صحفي مشترك في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإيطالي، جوزيبي كونتي، قائلًا "سألتقي بالتأكيد مع إيران إذا أرادوا الاجتماع". مضيفًا "لا أعرف ما إذا كانوا مستعدين. إنهم يواجهون أوقاتًا عصيبة".
واستشهد الرئيس الأمريكى بتجربته مع الزعيم الكورى الشمالي كيم جونغ أون فى سنغافورة الشهر الماضي، كعلامة على استعداده للمساعدة فى معالجة مخاوف الحرب والسلام. مضيفًا أنه "عندما تناقش القضايا الهامة، تلتقي. لا يوجد شيء خاطئ في الاجتماع"، وكإجابة على سؤال صحفي، قال إنه لا يضع أي شروط قبل اللقاء، أما عن موعد هذا اللقاء، فصرح ترامب أنه "إذا أرادوا الاجتماع، فسوف أقابلهم في أي وقت يريدونه".
وبدأ ترامب في تصعيد علني ضد إيران منذ نحو أسبوع، ونشر تغريدة في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، قائلًا إنه لن يستامح مع أي تهديدات للولايات المتحدة، فيما كان ردًا على تصريحات سابقة للرئيس الإيراني.
اقرأ/ي أيضًا: انسحاب ترامب الأحادي من الاتفاق النووي الإيراني.. نتنياهو مصفقًا لنفسه
وكان روحاني قد حذر الولايات المتحدة من أن السياسات العدائية يمكن أن تؤدي إلى "أم كل الحروب" على حد وصفه. ورد ترامب بطريقة حازمة، قائلًا: لا تهدد الولايات المتحدة مرة أخرى أبدًا، وإلا فستتكبد العواقب التي لم يجربها كثيرون في التاريخ"، مضيفًا "إننا لم نعد البلد الذي سيسكت على خطاباتك المجنونة عن العنف والموت. كن حذرا!".
ومن المقرر أن يبدأ فرض عقوبات أمريكية على إيران الشهر المقبل، بينما ستفرض عقوبات أكثر صرامة على الدول التي تستورد النفط الإيراني بدءًا من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر.
فيما ستكون إحدى الفرص المحتملة للقاء الزعيمين خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر أيلول/ سبتمبر.
وتبدو تصريحات دونالد ترامب مفاجئة، خاصة في الوقت الذي يتلقى فيه انتقادات لاذعة بخصوص لقاءاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ومع زعيم كوريا الشمالية. وفي حين أن انسحاب الرئيس الأمريكي، وبشكل أحادي من الاتفاق النووي مع إيران، تسبب بخلافات واسعة مع الشركاء الأوروبيين، فإن الود الذي أبداه تجاه الإيرانيين قد يشكل صدمة.
غير أن متابعين يرون أن هذه الخطوة تبدو مفهومة ومتسقة مع سياسات البيت الأبيض الخارجية، حيث إن ترامب، وفي نفس الوقت الذي يعادي فيه المؤسسات والاتفاقيات الدولية، سواء من ناحية بغضه للمؤسسات الأممية ولحلف الناتو، أو للاتفاقيات الإقليمية، فإنه يميل أيضًا إلى تشكيل علاقات ثنائية موازية، ستكون بديلًا عن العلاقات التقليدية، خاصة مع التهديدات الإيرانية بتوظيف مضيق هرمز في الرد على التصعيد وخفض الإنتاج النفضي ورفع سعر البرميل الخام.
بدورها فإن إيران تواجه مشاكل اقتصادية غير مسبوقة، ويعيش اقتصادها هذه الأيام هبوطًا حادًا في قيمة العملة، فيما قد تكون العقوبات القادمة أكثر ضررًا، وستحفز الاحتجاجات المهيأة أصلًا في البلاد. ويتقاطع كل ذلك مع التفاهمات الإقليمية بين النظام السوري وروسيا من جهة، وبين إسرائيل من جهة أخرى، لتصفية دور إيران في سوريا، والاحتجاجات المتصاعدة في العراق ضد النفوذ الإيراني، وهو ما يعني أن طهران قد تكون مضطرة لقبول صفقة، بشروط أكثير تعقيدًا من الاتفاق النووي في عام 2015.
اقرأ/ي أيضًا:
إيران.. قمع ما بعد الاتفاق النووي
العملية كاسندرا.. كيف قايضت واشنطن مخدرات حزب الله بالاتفاق النووي الإيراني؟