أعلن الممثل الخاص للكرملين لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، عن بدءِ العمل الفعلي على خريطة طريق للتطبيع بين تركيا والنظام السوري. وفي الأثناء أكّد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، أمس الخميس، أنّ بلاده اتخذت خطوة جادة نحو تطبيع العلاقات مع نظام الأسد، معتبرًا، في ذات الوقت، أن عملية التطبيع "لا يمكن تنفيذها إلا من خلال مشاركة عسكرية ودبلوماسية حازمة ومتسقة"، على حدّ تعبيره.
تحدث الممثل الخاص للكرملين لشؤون الشرق الأوسط وإفريقيا ميخائيل بوغدانوف، عن بدءِ العمل الفعلي على خريطة طريق للتطبيع بين تركيا والنظام السوري
وفي التفاصيل، ردّ بوغدانوف على سؤال صحفي عما إذا انطلق العمل على خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين أنقرة والنظام السوري، قائلًا: "بالتأكيد، نحن نعمل على ذلك"، وجاء إقرار بوغدانوف هذا على هامش مشاركته في "منتدى روسيا والعالم الإسلامي".
وفي ذات السياق أشار بوغدانوف إلى أن موعد الاجتماع الجديد على المستوى الوزاري بين روسيا وتركيا والنظام السوري وإيران لم يتم تحديده بعد، منوهًا إلى "ضرورة الانتظار حتى إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية في تركيا".
وكان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اقترح خلال اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع في موسكو في 10 أيار/مايو الجاري "وضع خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين النظام السوري وأنقرة، مشيرًا إلى أهمية العمل على اعادة الروابط اللوجستية بين النظام وتركيا"، حسب وكالة تاس الروسية.
بدوره، أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن "العمل على إعداد خريطة الطريق لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام سيبدأ قريبًا، وستتولاه لجنة يتم تشكيلها خصيصًا لهذا الغرض"، مضيفًا "أن العمل سيجري على مستوى نواب وزراء الخارجية والدفاع وممثلي الأجهزة المختصة".
وفي تصريحات جديدة له، أعلن تشاووش أوغلو أنه لا يمكن التطبيع مع النظام السوري إلا من خلال مشاركة عسكرية ودبلوماسية حازمة ومتسقة، قائلًا: إن "الهدف المشترك للاجتماع الرباعي بموسكو، وقبله اجتماع وزراء الدفاع ورؤساء الاستخبارات "هو القضاء على التهديدات الإرهابية، وضمان العودة الآمنة للاجئين السوريين، وإحياء العملية السياسية في سوريا"، وفق تعبيره.
واعتبر تشاووش أوغلو أن هذه الملفات "مرتبطة ببعضها البعض وتتطلب خططًا شاملة، وهي سياسات لا يمكن اختزالها بشعارات سياسية يومية"، حسب قوله.
وردًّا على الالتزام الذي قطعه مرشح الطاولة السداسية كمال كليجدار أوغلو بشأن سحب القوات التركية من سوريا وإعادة اللاجئين السوريين في غضون سنتين، اعتبر وزير الخارجية التركي أن هذه الوعود "تضع جانبًا مصالح تركيا الأساسية وأمنها القومي"، واصفًا تلك التصريحات بالخطيرة.
مردفًا القول إن هناك ثلاثة عوامل رئيسية تحفز حركة اللاجئين، وهي "انسداد أفق العملية السياسية، وتنظيمات داعش ووحدات حماية الشعب الكردية الإرهابية"، معتبرًا أن مكافحة تركيا للتنظيمات الإرهابية بكافة أشكالها، "تزيل هذا الخطر الذي يدفع إلى الهجرة، ويوفر مناطق آمنة لعودة اللاجئين".
أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أن العمل على إعداد خريطة الطريق لتطبيع العلاقات بين تركيا والنظام سيبدأ قريبًا
وأكّد تشاووش أوغلو على أنه ليس من الواقعي القضاء على حالة عدم الاستقرار في سوريا، والتهديدات التي تخلقها، دون إعادة إحياء العملية السياسية، قائلًا :"لهذا السبب كنا أحد الفاعلين الرئيسيين في جميع المساعي، بما في ذلك مسار آستانا".