نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية تقريرًا يرصد الكذبات المتتالية لسفير ترامب الجديد في هولندا، والتي بدأها بكذبة عن هولندا من الولايات المتحدة، ثم تلاها بكذبة أُخرى لتغطية كذبته الأولى! السطور التالية ترجمة بتصرف للتقرير.
سأل صحفيٌ هولندي، السفير الجديد للولايات المتحدة الأمريكية في هولندا، بيت هوكسترا، عن سبب قوله بأن "هناك مناطق خطرة في هولندا، حيث المسلمون المتطرفون يُضرِمون النيران في السيارات وفي السياسيين"، لينكر هوكسترا ذلك، زاعمًا أنها أخبارٌ كاذبة.
أوقع سفير ترامب الجديد بهولندا، نفسه في موقف محرج حين أنكر تصريحات سابقة له عن "الإرهاب الإسلامي" في هولندا، ثم أنكر إنكاره لها!
ثم وقعت الصاعقة على رأس السفير بيت هوكسترا، ما دفعه للكذب مُجددًا، لمّا عرض الصحفي مقطع فيديو للسفير بيت هوكسترا حيث كان في مؤتمرٍ أقامه مركز ديفيد هورويتز للحرية، يقول فيه: "إن الحركة الإسلامية وصلت الآن إلى مرحلةٍ أدخلت أوروبا في حالةٍ من الفوضى. فقد بلغت الفوضى في هولندا، أن هناك سيارات يتم إضرام النيران فيها، وهناك سياسيون يتم حرقهم"، مُضيفًا: "نعم، هناك مناطق خطرة في هولندا".
اقرأ/ي أيضًا: لماذا لا يقلق الهولنديون من فيلدرز؟
بعد عرض الفيديو حدثت أمور غاية في الغرابة، فعندما ضغط الصحفي على السفير الأمريكي بيت هوسكترا، أنكر الأخير استخدامه مصطلح "أخبار كاذبة" الذي تلفظ به قبل لحظات، إذ قال: "لم أقُل أن هذه أخبار كاذبة"، مُضيفًا: "لم أستخدم هذه الكلمة اليوم، لا أعتقد أنني فعلت ذلك"!
حدث ذلك أثناء مقابلة صحفية كان يجريها الصحفي ووتر زوارف مع السفير الأمريكي الجديد بيت هوكسترا. لكن على ما يبدو لم تجر المقابلة بشكل جيّد، وجاءت إحدى العناوين الرئيسية تعليقًا على المقابلة: "سفير ترامب الجديد لهولندا يكذب بشأن أكاذيبه السابقة".
وعلى كل حال، يبدو أن بيت هوكسترا، الذي كان عضوًا سابقًا بالكونغرس الأمريكي، دائم الذكر لأمور يصعب الاقتناع بها، خصوصًا في دولة كهولندا تُصنف على أنّها أكثر الدول الأوروبية تحررًا وليبرالية.
على الرغم من ولادة بيت هوكسترا في هولندا، إلا أن عائلته هاجرت إلى ولاية ميشيغان عندما كان لا يزال طفلًا. وشغل بيت هوكسترا مقعدًا في الكونغرس عن الحزب الجمهوري لعقدٍ ونصف من الزمان، كما ترأس لجنة الاستخبارات في الكونغرس.
وخلال تلك الفترة، تبنّى العديد من المواقف التي تتعارض مع القيم الأصيلة لهولندا بلده الأصلي التي ولد فيها، إذ يعارض بيت هوكسترا زواج المثليين جنسيًا، ويناهض حقوقهم، وصوت في الكونغرس عدة مرات على الحد من حقوق المرأة في الإجهاض. المثير للجدل أكثر، أن بيت هوكسترا يُؤيد عقوبة الإعدام، وأنّه مناهض أصيل للاجئين، فقد أكد عدة مرات على أنّه يمثلون تهديدًا على أمن أوروبا.
يتضح من تصريح بيت هوكسترا الذي فضحه، أنّه مناهض للإسلام، وعليه فقد تحدث عدة مرات عبر منصات تحالف الحرية الأمريكي المناهض للإسلام، كما أنّه على علاقات قوية بزعيم اليمين المتطرف الهولندي خيرت فيلدرز. وفي 2015 ألقى بيت هوكسترا باللوم على "الفوضى" المتفشية في هولندا، على "انتشار الجماعات الجهادية السرية"!
لبيت هوكسترا، هولندي الأصل، تاريخ من المواقف المناقضة تمامًا للقيم الهولندية الخاصة بالتسامح والمساواة والتعايش مع الآخر
وبخصوص تعيين بيت هوكسترا سفيرًا أمريكيًا بهولندا، قالت السياسية الليبرالية صوفي إنت فيلد: "نتطلع إلى التعاون معه، لكننا سوف نذكره بكل تأكيد بجذوره المنتمية لبلد تقدر التسامح والمساواة والتعايش، ونتوقع في المقابل أن يظهر الاحترام في كل أقواله وأفعاله".
اقرأ/ي أيضًا:
انتخابات هولندا.. وقت مستقطع ضد الشعبوية!
إرث أمريكا "البيضاء".. ترامب المخلص لرسالة البلطجة الإمبريالية