لا يتفق السوريون في كثير من القضايا التي تمس حياتهم الساسية والفكرية والفنية، وبات البحث عن قاسم مشترك بينهم هو هاجس الكثيرين من طرفي الصراع، وقد وجدوا على سبيل المثال في الرياضة ما يمكن أن يوحدهم، ولذلك أُطلقت دعوات لعزل الرياضة عن السياسة كما حصل مع المنتخب السوري الذي لعب في تصفيات كأس العالم، ثم ما لبث أن عاد الشرخ والانقسام أكبر عندما تم احتساب ما اتفقوا عليه لصالح النظام.
بات البحث عن قاسم مشترك بينن السوريين هاجسًا يشغل الكثيرين من طرفي الصراع
منذ يومين نشر صفحة فنية على فيسبوك "سيريا دراما" صورة للفنان السوري الشاب محمد أوسو الشهير بـ"كسمو" (اسم إحدى الشخصيات التي أداها)، وكانت المفاجأة في أمرين؛ الأول هو العدد الكبير من الإعجابات؛ والثاني كم التعليقات الضخم والإيجابي مع بعض الأصوات التي شتمت واتهمت الممثل بالخيانة، ودعت إلى محاكمته كونه خرج ذات يوم مع هتافات الناس منادياً بالحرية وإسقاط النظام.
اقرأ/ي أيضًا: عن التشبيح المنمق.. جمال سليمان: تبين أننا لا نعرف بعضنا
التعليقات استذكرت كلمات قالها الممثل في أدواره الشعبية القليلة، لكنها أصبحت لغة الشارع السوري في وقت قصير، ومن تلك التعليقات ما كان يسمع منه ضحكات صاحيه لمجرد رؤية صورة كسمو، ومن المفردات التي تكررت عبارات رددها في أعماله "أحلى زلمة بالعالم" والتي التصقت بعبارات التحبب بين الشباب السوري، وأغلبهم كان يرى سَلَطَة (أحد أهم أدوار أوسو) في تعليقه على صورة صاحب المقالب الجميلة والجمل غير المترابطة، والطموحات العالية لمواطن فقير يسكن في شوارع دمشق الفقيرة بكل ما فيها من طوائف وطبقات.
أحد المعلقين لامس الحقيقة التي اتفق عليها الجميع ويبحث عنها أغلبهم: "الشعب السوري ما بيتوحد إلا على تعليقات على صورة هالإنسان... أحلى ممثل كوميدي"، وآخر رأى فيه صورة شعب واحد: "خلال 5 دقايق من تنزيل الصورة على صفحته جاب حوالي 3700 لايك... يا رباااه انو اديشه هالرجل محبوب وقلبه طيب وجمهوره كله بيعشقه.. عليي الحلال هالرجل وحد الشعب السوري".
آخرون استذكروا أدوار محمد أوسو وأمانيه وهي ما تتقاطع مع هواجس بسطاء البلد: "قشرلي موووزة وبعته ع البلوتوث.. قشرلي موزة ومن بعده تفاحة... أنا بس بدي اعرف ايمتا رح يغني مع نانسي".
إيجابية التعليقات عل صورة أوسو لمسها كثير من متابعي المنشور، واعتبروها جزءًا من تقاطع أحلامهم. علقت إحدى المتابعات: "أول مرة بشوف التعليقات إيجابية وما فيها ولا دعوة"، فيما علق أحدهم بما يشبه الصرخة والأمل: "لك إنت موحد الشعب السوري بكل طوائفو وعقائدو وآرائو وأذواقو.. موحدو ع محبتك والرأي الإيجابي فيك".
أما من وقفوا على النقيض فكانوا قلة استذكروا مشاركة محمد أوسو في مظاهرات ركن الدين، واعتقاله أكثر من مرة، والإشاعات حول مقتله في المعتقل وتمنوا لو أنه مات، لأن هؤلاء على حد زعمهم من أوصل السوريين إلى المذبحة.. يعلق أحدهم: "هلأ نسيتو شو ساوه بباب توما هوة و(...) مي سكاف.. نسيتو كيف كان يطلع مظاهرات بدو الحرية يلي كان أول واحد أخدا ومكتر فيا.. نسيتو كيف طلع برات البلد وصار يعوي من بره.. نسيتو كيف كان يدعم المسلحين بأقوال ويمكن أفعال... نسيتوا ولا نسيتوا؟". ونعتته إحداهن بشهيد الفورة: "مو عأساس شهيد الفورة وفطس بالمعتقل متل السعدان بعدو عايش".
قدّم محمد أوسو شخصية المواطن السوري المسحوق ذي الطموحات الحياتية العالية
الآراء الوسطية تمنت عودة محمد أوسو إلى حضن الوطن وتقديم أعمال تعيد البهجة للسوريين الذين فقدوها خلال سنوات الحرب: "اكبر فنان وكوميدي زرع الفرحة والبسمة بقلب كل السوريين الله يهديه ويرجع لحضن الوطن".
اقرأ/ي أيضًا: عن اختراع ميتة لخالد تاجا!
يُذكر أن محمد أوسو ممثل وكاتب كردي سوري، حصل على الجائزة الأولى في مهرجان دمشق الخاص بالأعمال التلفزيونية السورية عن مسلسله "بكرا أحلى"، الذي كان أول عمل يخطو به إلى عالم الشهرة، شارك بعد ذلك في مسلسلات عدة من أبرزها: "كسر الخواطر"، ومسلسل "كثير من الحب.. كثير من العنف".
اقرأ/ي أيضًا: