"لماذا أخاف الموت؟! فعندما يأتي الموت، أكون قد متّ".
- ديوجينس الرواقي
الأشياء البسيطة التي ملأت حياتنا
كلّفتنا الكثير من السعادة
والأحبّاء الذين طال انتظارنا لهم
لم يأتونا أبدًا
لم نعرفهم
إلا في الصور.
الآن
تسقط أشياء بداخلنا
فندخل اليقظة اللاواعية
كرائحة الذكورة التي تملأني
والتي لم أحبها قطّ
الآن فقط
عرفت أنها تخصّ وليدي.
والأشياء الرديئة أيضًا التي استهلكناها واستهلكتنا إلى حد ما
تركتنا ونحن أكثر شبهًا بها.
ولكنّي الآن
رغم ما حدث
وما يحدث
أشعر بفيض مشاعر نحو هذا الذكر الصغير النائم بجواري
مشاعر لا تشبه شيئًا مما حولنا
توقظ رغبة في الالتصاق به
أكثر فأكثر
وأن يكرّر هو لي باستمرار
أنه سيبقى دومًا بالقرب مِنّي.
*
ربما كان عليّ مشاهدة هذا الفيلم أكثر من مرة
لأتأكد من أنّي بطلته
وأنّي كنت هنا من قبل
الصورة لم تكن مكتملة وقتها
لكنّي استطعت الاحتفاظ ببعض ملامح الوجه
لأصطدم بفكرة عدم وجودك معي
ولأدرك من بعدها
أنه لا يجب إهدار كل مشاعري في الفيلم
كي يتبقّى جزء ولو قليل
ليمجّد تلك الفكرة التي نمت بداخل كل مِنّا
أننا يومًا سنصبح مادة خصبة لحكايات عظيمة
بشرط أن نجد من يعرفنا جيدًا ويجيد الكتابة
لكن المؤسف حقًا
أن نكتشف فجأة
كيف سجنّا أنفسنا داخل أفكارنا البلهاء العظيمة.
*
كُنّا متوحّدين غاية التوحُّد
يبتسم صديقي
دائم العبوس
تبتسم صورته
وهو في مكان آخر
يتدرّب على ميتة جيّدة
ويمارس حقّه في الموت
أخذ يبكي نفسه كثيرًا
متصورًا أنه سيموت بعد قليل
ولكنه كان قد مات بالفعل
ولم نشأ أن نخبره.
اقرأ/ي أيضًا: