ما إن أعلنت الممثلة والكاتبة الأمريكية لينا دونهام (Lena Dunham) عزمها على كتابة فيلم مقتبس عن القصة المروعة التي روتها دعاء الزامل في كتابها "أمل أقوى من البحر"، حتى هبّت الأصوات المعارضة تندد بتبييض آلام الشعوب، أي بمنح امتياز تمثيلها لمن ينتمون إلى العرق الأبيض. في هذا التقرير المترجم عن الغارديان صورة وافية عن تفاصيل القاش حول سناريو لينا دونهام المعني بالحديث.
عانت الممثلة والكاتبة الأمريكية لينا دونهام من رد فعل سلبي عنيف عبر وسائل التواصل الاجتماعية، بعد ظهور أخبار بتكليفها من قِبَل المخرج والمنتج ستيفن سبيلبرغ، والمنتج جي جي أبرامز (JJ Abrams) بكتابة السيناريو لفيلم عن لاجئة سورية تقطّعت بها السبل في البحر.
شاركت لينا دونهام، عبر تويتر، تقريرًا نشرته مجلة فارايتي (Variety)، يفيد بأنها ستعمل على إعداد سيناريو مقتبس من كتاب "أمل أقوى من البحر"، وهي القصة المُروّعة لدعاء الزامل، التي نجت من غرق القارب الذي كانت تحاول عبور البحر الأبيض المتوسط على متنه. (غرق خطيبها بعد أن صُدم قاربهما وتحطم). وقد كتبت هذا الكتاب ميليسا فليمنغ، رئيسة قسم الاتصالات في مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. ومن المقرر أن ينتج الفيلم سبيلبيرغ وأبرامز، مع أخصائي الأفلام القصيرة عارف حسين كمنتج تنفيذي. ولم يُعلن عن أي مخرج بعد.
اتهمت الممثلة لينا دونهام بالتبييض، حيث يقوم ممثلون بيض بأدوار أشخاص من أصول عرقية أخرى
ومع ذلك، فقد اتُهِمت لينا دونهام، التي كتبت وأخرجت فيلم (Tiny Furniture) الحائز على عدة جوائز عام 2010، وكذلك صاحبة فكرة وبطلة مسلسل جيرلز (Girls) على قناة HBO، على وسائل التواصل الاجتماعي "بالتبييض" (حيث يقوم ممثلون بيض بأدوار أشخاص من أصول عرقية أخرى).
اقرأ/ي أيضًا: نعومي واتس.. مفاجأة نسخة جديدة من مسلسل "صراع العروش"
من بين عاصفة ردود الفعل السلبية، كتبت سوزان سامين، المُحرّرة السورية الكوبية في صفحات التواصل الإجتماعي لموقع رومبر (Romper) "يرجى ترك القصص السورية وشأنها إذا لم تكن سوريًا، وخاصة إذا كنت لينا دونهام، شكرًا". كما تساءلت عما إذا كان دونهام قد تبرعت على الإطلاق من قبل لصالح جهود الإغاثة الخاصة باللاجئين، مضيفة "ينتابني الفضول فحسب إذا كنت قد فعلتِ ذلك على الأقل، قبل أن تستفيدي من آلام شعبي!".
وقالت مراسلة شبكة سي إن إن، نيها شاستري "هل يرى شخص آخر مشكلة في أن يتولى مَن أبدى القليل من الاهتمام تجاه أهمية التمثيل العرقي في أعماله، بكتابة قصة لاجئة سورية؟" في نفس الوقت، أضاف دانييل مدينا، من موقع ذا إنترسبت (The Intercept)، أن دونهام "تتحدث باستمرار عن كون التمثيل العرقي أمرًا حاسمًا لإثراء رواية القصص. ومع ذلك، فقد أظهرت من الناحية العملية تجاهلًا فعليًا لإيصال هذه الأصوات. الآن، تم التوقيع معها لكتابة قصة لاجئ سوري؟ هوليوود، ألم تكن هناك كاتبة عربية متاحة؟".
وقالت لورا ساي، الأستاذة المساعدة في كلية كولبي بولاية ماين "بالتأكيد هناك كتاب ورواة قصص كانوا في الواقع لاجئين، أو على الأقل لديهم بعض الخبرة فيما يعنيه أن تكون مُهمّشًا، والذين يمكنهم كتابة هذا السيناريو المُقتبس بأصالة، لا عبر عدسة امتياز العرق الأبيض. من الصعب التفكير في خيار أسوأ من لينا دونهام".
هناك كتاب كانوا لاجئين يمكنهم كتابة سيناريو الفيلم المُقتبس من كتاب "أمل أقوى من البحر"، دون أن يمر عبر عدسة امتياز العرق الأبيض
لينا دونهام، التي أنهت مؤخرًا نشر نشرة Lenny Letter الأسبوعية، ردت على سوزان سامين عبر وسائل التواصل الاجتماعية، وكتبت "إذا رغبتِ في مناقشة المشروع يومًا ما، فأنا أحب سماع وجهات نظر وأن أشارك في حوار". كما دافعت ميليسا فليمنغ أيضًا عن المشروع وكتبت "الكتاب قصة حقيقية عهدت بها إليّ دعاء نفسها. أخشى بأنها لم تكن لتروى أبدًا، لو لم أكتبها، كانت ستصبح قصة إخبارية لمدة يوم واحد. لقد تم إعطائي كل التأكيدات بأن اقتباس الرواية للسينما والفيلم سيظلان حقيقيين وصادقين".
اقرأ/ي أيضًا: سكارليت جوهانسون لابن سلمان: تمويلك مرفوض
بالإضافة إلى سُمعة لينا دونهام كناشطة في مجال حقوق المرأة، فقد وجدت نفسها وسط عدد من الحوادث المثيرة للجدل. في عام 2014، اتُهمت بالتحرش الجنسي بأختها في سن السابعة. بعد عامين، اعتذرت عن انتقادها لسلوك لاعب كرة القدم أوديل بيكهام جونيور (Odell Beckham Jr) في إحدى حفلات عروض الأزياء، وفي وقت لاحق من نفس العام اعتذرت عن مزاحها حول الإجهاض في بث مباشر. وفي عام 2017، اعتذرت مرة أخرى عن دفاعها عن الكاتب في مسلسل جيرلز، موراي ميلر، بعد أن اتهمته الممثلة أورورا بيرينو بالاغتصاب. (لم يتم تقديم أي تهم ضد ميلر من قبل النائب العام لمقاطعة لوس أنجلوس، استشهادًا بقانون التقادم و"التناقضات والتأخير في الإبلاغ").
ولم يرد أي تعليق من ممثلي لينا دونهام على هذه القضية.
اقرأ/ي أيضًا: