بأجنحة واجفة حلقت السماء
أمي أخبرتني عن صرختي الأولى
عن سيل قصدير تدفّق من رحمها،
دلقت عليه القابلة الماءَ والدعاء
رقى البخور وبعض التوابل؛
أَلَمْ تكن هذه خطة الرب في إيقافي
لأكون فتاة مطيعة حقًا؟
فكرت فيما آل إليه الهدهد
بكل هذا التاريخ من الولاء والخوف؛
هو الذي قضم من حلاوة الشمس
وجه امرأة حقيقية خصّته بالمعرفة،
بخطوة إلى الخلف
غرس الظلام بذوره في قلبي
والشمس ثكلى تنتحب
ولا عربة في السماء تمر بنعشي،
بخطوة إلى الأمام
دربت أصابعي على الهرب من يدي
ووضعت أحلامي في مشنقة،
قريبة من الحزن أو أكاد
أيها التاريخ اِنْحَن
قلبي تكفل بمشقته
النهاية ليست أن أكون وحيدة
النهاية أن يصفك أحدهم لعلاج داء الأمل؛
أنا كلمة مؤلمة
مختبئة تحت رماد نظراتك.
أيتها السلحفاة أريد أن أزوركِ في بيتك
لست وحيدًا الآن
أنتَ فقط تجرب لعبة "الاستغماية"؛
لا مزيد من البكاء
لا مزيد من الخوف
ظلك يخفي عينيكَ ويقوم بالعد
10، 20، 30، ...
والجميع يضعون أصابعهم في آذانهم.
يقتضي النسيان
أن تتسكع باستقامة في تجاويف قلبكَ
وبطول فخ مرنته على التقاط رائحتكَ
والإمساك بكَ؛
تراقب مخالبكَ تنبش في دمائكَ
وتلاحق حبلًا يتدلى من عنق امرأة
تستغرق تمامًا في النوم.
كلّ شيء بدأ بنقطة
انتبه؛
ليس ثمة سطر أخير
ولا عتبة للوحي.
ماذا تفعل في هذه الحكاية
لست الإبرة ولا الخيط
كل حواسك تنام واقفة في جلد قديم
بخلاف النَوْل المكسور في يد أمكَ
ماذا تعرف عن حياكة العظام؟
هذا صوتكَ استأجره نواح غريق،
ملامحكَ حديقة تركض فيها بكل مخاوفك
ولا تصل،
رائحتك سعال زهرة قفزت من لحد،
سيرتكَ
آه من سيرتكَ
كيف نلقي الأحلام في القمامة
بعد تغيير ملاءة السرير
أو الاستماع إلى الكذب بعينين باردتين
وأذن نظيفة؟
بمقتضى الحياة
ستدرك أن ما بين السلحفاة والأرنب ليس هجرًا
كان تجاوز خطوة الحب
بفارق التوقيت.
نصف متر أيها البعيد
أتناوب والنسيان حراسة سيرتكَ؛
ألقي نظرة في ملفك وأرشيف هزائمي،
أقرأ بأمانة مسيرتكَ في زعزعة مفاصل حياتي
لأسقط بدقة متناهية في حضنك
هياكل من الفقد والخذلان
وبموضوعية أبارك كلّ ما فعلته وما لم تكتبه،
أقرّ بموهبتك في الكذب؛
خدعتني بصدق ومحبة
وبضمير حفرت اسمكَ فوق عيني،
بقليل من النظر
صرت فريسة تحظى بهامش أبديّ من البكاء
ولا متن يسير نحو ما أريد،
هناك ثلاث قصص لحياتي
أدخرها إلى حين تسألني عما فعلت في غيابك:
الأولى؛ كنت أرعى الكدمات في جسدي
أغير أقراص المسكن حتى لا يكشف الوجع خططي
وأتبادل مع فزاعة غفوتها على رأس قبرك،
الثانية؛ أنتَ بعيد نحو نصف متر
الآن قلبي يتعافى
كم بدت مخيفة فكرة المشي بدونك!
الثالثة؛ أينما ذهبت وجدتك
كأنما تركت قلبي مفتوحًا
وانتظرت أن يتحدث إليّ أحدًا.