الترا صوت - فريق الترجمة
كثيرًا ما تُستخدم عبارة "أنت عدو نفسك"، حتى أصبحت "كليشيه" بدون تأثير حقيقي. لكن الحقائق التي تقف وراء هذه العبارة، أي الطرق التي نواجه بها أنفسنا ونقيدها أكثر من أي شخص آخر؛ لم تختف، ففي الواقع عادة ما نميل إلى أن نكون أشداء على أنفسنا.
من المهم في كثير من الأحيان أن تقدم احتياجاتك على احتياجات الآخرين، ولو من باب أن تستطيع مساعدتهم لاحقًا
هذا ما تؤكد عليه عالمة النفس أوكسانا هاغرتي، وفقًا لموقع "Thrive Global" الذي ننقل عنه هذه السطور مترجمةً بتصرف، إذ تقول هاغرتي: "عادة ما نكون قساةً بشكل غير معقول على أنفسنا".
اقرأ/ي أيضًا: 5 نصائح لزيادة احترام الذات والتخلص من عقدة النقص
وتشير هاغرتي إلى أن إدارة الذات والتعامل معها، هو أمر قد يكون أصعب من إدارة أي علاقة أخرى، وقد تتفاقم المشاكل على الإنسان إذا لم يُجد التعامل مع نفسه كما ينبغي، أو إذا قسا عليها.
إذًا، ما الذي يمكننا فعله لإيقاف دائرة العقاب الذاتي عن أوجه القصور لدينا، سواء كانت حقيقية أو متخيلة؟ إليك ما يجب معرفته.
1. الاهتمام باحتياجاتك أولًا
قد يتعارض هذا النوع من التفكير مع غرائز الكثيرين، خاصة من الذين يميلون إلى وضع احتياجات الجميع في مرتبة أعلى من احتياجاتهم.
لكن من المهم في كثير من الأحيان أن تقدم احتياجاتك على احتياجات الآخرين، ولو من باب أن تستطيع مساعدتهم لاحقًا. على سبيل المثال، تنص قواعد السلامة في الطيران، أن تضع لنفسك قناع الأكسجين أولًا، كي تكون قادرًا على مساعدة من هم حولك.
2. قياس الأداء
في الأوقات الجيدة والسيئة، من المهم أن تتوقف لحظة للنظر في ما قمت به بشكل صحيح أو ما قمت به بشكل خاطئ، وذلك لتكافئ نفسك على الجيد وتنبهها على السيء.
إذًا، فمعرفة وإدراك الأمور الإيجابية التي تقوم بها، أمرٌ مهم، تمامًا مثل إدراك الأمور السلبية التي قمت بها.
3. تذكر أنك لست كاملًا
يميل كثير من الناس إلى التفكير بأن عليهم أن يكونوا كل شيء بالنسبة للجميع، وخاصة لعائلاتهم، لكن الحقيقة أن هذه الرحلة إلى الكمال، عادة ما تكون محفوفة بالتوتر والقلق.
لذا، من الضروري أن تتقبل حقيقة أنك لست الوحيد المسؤول عن الجميع، ولست الوحيد المنوط به الوصول إلى درجة الكمال والمثالية، وأن لا أحد بطبيعة الحال يمكنه تحقيق ذلك، بل قد يكون الكمال أن تدرك العجز عن الكمال.
من جهة أخرى، لا تتخل عن فرصة للاعتراف بأخطائك وما لديك من المفاهيم الخاطئة. كن شجاعًا بما يكفي للسماح لأطفالك أو من حولك من أصدقاء بمعرفة ما يعتريك من ضعف عبر الحديث معهم بصدق، وأن تتذكر طبيعتك الإنسانية الخطاءة. ولو فعلت ذلك فسوف تشكر نفسك على ذلك في المستقبل، لأنك ستكون أكثر راحة ورضًا.
4. تغيير وجهة نظرك
في بعض الأحيان يمكن لبعض الأفكار أن تتحول في عقلك إلى حقائق وبديهيات حتى إن لم تكن كذلك في الواقع، فمثلًا يصبح تأخرك في إيقاظ ابنتك فشل، وعدم إخراجك للقمامة يعني أنك زوج فاشل، رغم أن هذا لا يُعد فشلًا، وإنما مجرد نسيان يمكن أن يحدث في أي وقت!
من الضروري تغيير وجهة النظر في الأفعال وقيمتها وعدم تحميل الأمور أكثر مما ينبغي، وإدرك أن الأخطاء يمكن أن تقع سهوًا
لذا، من الضروري هنا أن تغير وجهة نظرك في الأفعال وقيمتها، وألا تحمل الأمور أكثر مما ينبغي، وأن توسع منظورك للأشياء، بما يتسع لإدراك أن الأخطاء يمكن أن تقع سهوًا، وأن هذا لا يستدعي جلد الذات أبدًا.
اقرأ/ي أيضًا:
7 طرق للتخلص من الفوضى واستعادة السيطرة على حياتك
الوعي الذاتي.. خطوات نحو التنوير والشعور بالرضا