مثلما يحدث بين الحين والآخر، ردَّدت بعض صحف القاهرة، وفق مصادر سياسية وصفتها بالمطّلعة، أن هناك اتصالات بدأت بين الفريق أحمد شفيق، آخر رؤساء وزراء مصر في عهد مبارك، ومجموعات من السياسيين، لدعمه أمام الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، في انتخابات الرئاسة المقبلة، المقرر إجراؤها في النصف الأول من 2018.
يتردّد اسم أحمد شفيق بين المرشحين للرئاسة بشكل موسمي، كلما مرّت مصر بأزمة سياسية كبديل للسيسي، إلا أنه يتراجع كل مرة
وأضافت المصادر، أنّ شفيق، الذي تردّدت أنباء عن منعه من دخول مصر بقرار صوري، التقى مجموعة سياسيين وخبراء مصريين في الإمارات، للتفاوض معهم على الانضمام لحملته الانتخابية، التي يريد أن تبدأ مبكرًا، ويعلن تشكيل حكومة كاملة سيعلن أسماء أعضائها مع إعلانه الترشح للرئاسة.
اقرأ/ي أيضًا: وثائق المخابرات الأمريكية..أسرار ما قبل 25 يناير
وبحسب هذه المصادر، استطلع شفيق آراء عدد من السياسيين في الترشح، وبعضهم كان مؤيدًا للسيسي فلم يجد معارضة منهم لفكرة التحالف مع شفيق من حيث المبدأ، لكنهم طلبوا تأجيل إعلان موقفهم لحين إعلانه الترشح للرئاسة ردًا على رجائه لهم أن تكون هناك حملة للمطالبة بترشحه، أو التبشير برئاسته لمصر.
ويواجه شفيق، الذي غادر مصر إلى الإمارات عشية خسارته الانتخابات الرئاسية أمام محمد مرسي، حتى الآن، مشكلتين تمنعانه من حسم موقفه بشكل نهائي، الأولى إنه بلا ظهير شعبي واضح، وهو ما يسهّل فكرة اعتقاله في مطار القاهرة، أول احتجازه، خاصة أنه يعاني "فوبيا" الأماكن المغلقة.
المشكلة الثانية، خوفه من القبض عليه في مطار القاهرة وتحريك قضيته بسرعة وصدور حكم قضائي ضده يمنعه من الترشح في الانتخابات الرئاسية لمدة ست سنوات، طبقًا للمادة الثانية من قانون العزل السياسي.
أكّد نية شفيق، الذي حصل على 48% من أصوات الناخبين في الانتخابات الرئاسية لعام 2012، ما قاله عمرو أديب خلال أولى حلقات برنامجه "كل يوم"، الذي يذاع على فضائية "أون.تي.في" المصرية، حول أن "شفيق يشكّل حكومته"، ويقول مراقبون إن هذا التصريح هو ما دعا سلطات دبي إلى استدعاء المرشح "الغامض" وسؤاله حول مدى صحة المعلومة، وطلبت منه ألّا يتحدث كثيرًا مع الإعلام.
اقرأ/ي أيضًا: رسائل السيسي غير المضحكة في مؤتمر الشباب
وكان شفيق على قوائم ترقب الوصول خلال عهد محمد مرسي في عدّة قضايا متعلقة بمحاكمة رموز نظام مبارك، إلا أنّه قدّم طعنًا تم قبوله من جانب المحكمة، ورُفع اسمه مؤقتًا، مع تحذير من العودة أشار إليه في تصريحه، ردًا على أسباب عدم عودته إلى مصر: "اسألوا اللي مش عايزيني أرجع، مفيش مبرر للاستمرار على هذه القوائم".
يتردّد اسم شفيق بين المرشحين للرئاسة بشكل موسمي، كلما مرّت مصر بأزمة سياسية، كشائعة أحيانًا، ومعلومات مؤكّدة في أحيانٍ أخرى، رغبة في طرح حل بديل للسيسي، أو لتهدئة الأوضاع من حوله.
ويتم تسويق أحمد شفيق من قبل أنصاره على أنه "حل وسط" بين القوى المدنية والوجه العسكري، وذلك لعدم وجود مدني واحد جاهز للمواجهة، وهي وجهة نظر يبدو أن الإمارات والسعودية تتبناهما مؤخرًا بعد الخلافات المتكررة مع السيسي.
وكان اسم شفيق قد تم طرحه عام 2014 كمرشح منافس للسيسي، وبدأ أنصاره في لصق منشورات حملته الانتخابية، قبل أن يتراجع شفيق عن العودة لمصر، وهو الذي ما زال يعاني من جرح خسارته انتخابات رئاسية سابقة بفارقة ضئيل.
وفي أول رد فعل على المعلومات المتواترة إلى حد ملء الساحة السياسية بوقائع عودة شفيق إلى مصر للترشح للرئاسة، وصف حزب الحركة الوطنية، الذي أسّسه الفريق المقيم في الإمارات، ذلك، واصفًا إياها بـ"الأكاذيب"، وأعلن شفيق عبر موقع "برلماني"، التابع لليوم السابع، أنّ "قراره هو العودة بلا شك، لكن لم أحدد الموعد بعد، والمؤكد أن كل شيء سيحدث في الوقت المناسب".
اقرأ/ي أيضًا: