29-يوليو-2024
لوحة لـ أندرو وايث/ أميركا

لوحة لـ أندرو وايث/ أميركا

لتكن الكسور التي تعافت

وبقايا الجير على أسناني، قصتي

سأرجع من احتمال النسيان رجوعًا بارعًا

بلا كلمة واحدة تدل!

وأمكث في الحصى مثل طبع ثمين.

جئتُ من خلل في الإنشاء

من حالة يصعب إثباتها

جئتُ.. من سينما الشروخ 

من شقوق تظل تكبر في الجدران،

دون أن تنفذ

أجلس أمامها لنصف نهار، خاوية

ثم أدرك فجأة 

أنني

أتابعها.

*

 

أقلّ من أن أملأ موجة بالعنفوان 

لكنني أجيء بها من أصغر أسبابها 

وأهدمها

استوطنت قمة جبل 

مزروع بظلال حارة 

لرجال أجهلهم 

ولأشجار عتيقة

تعيش في كل شيء أحفره

ثقوبًا كانت أم خنادق 

تحدثني سرًا بالسقوط

بغزارة أن أتهاوى 

ياللقمم.. إذ تلبي الرغبات 

تلح عليّ بالطيران 

بشعور قد لا يرقى

لكنه

يهيئني.

*

 

أريد صفاءً عاليًا لأترجم الدم 

لأقوله بدقة الوخز وأهداف الإبر

كم تبدو الدماء محمّلة وغامضة 

وهي تخفي كل ما أشعر به

سأثبّت بها من أجل القادم

أزمنة أعود إليها

كلما احتجت للاتقاد 

 أشدّ الماضي  بها من أطرافه

ليظل مُتخذًا وصالحًا 

كلما شق عليّ 

أن أرويه كدعابة.

*

 

على بابك أغنية مستحيلة

تدل الراحلين إلى رجوعهم 

يرددونها بصمت من لا يرجو الغناء 

وتعرفها من مُشاهدة تمر بطيئة في أعينهم

تُعَلّم كل من يجيء

كيف يغادر،

دون أن يسعى لذلك

مثلما ينساب الماء مبتعدًا

لأن ذلك جزءًا من طبيعته..

بأناة من يعرف، تمسك يدي

تستعيد النبض من بقاياه

من أصعب أماكنه 

أو ترسله بعيدًا بعيدًا

حتى يصعب تتبعه

كُنتَ آنذاك لا تزال 

بريقًا تائهًا في عينيّ

و لحنًا بعيدًا في ندائي 

أقوله دون أن أدركه

فتقتاده إليها الجبال 

لتصير أكثر عمقًا

والطرق، تزداد انحدارًا

سلّمتُ كل دليل قادني إليك

فثبّته الله لطفًا، في التكوين

حرارة اللون في وجهك

ولسعة البرد الفتية في الصباح.

*

 

رأيت السنابل كيف تفتح جراحًا،

جياعًا ومهزومين 

والأصابع العمياء كيف تشير 

بطريقة واحدة

للقاتل وضحاياه 

وصدري بانتظار ما يجيء تحسُّبًا 

إن كان موتي، بشجاعة 

وإن كان حبيبي، بإقبال.

رأيت الضوء الحاسم كيف يتكسر في الغبار 

والكون الممتد كيف يندفع بشدة في أصغر صغائره

أنظر،

أنظر أثر الكتابة عن سماء صافية 

وإن كانت لا تَصلح أملًا أو رجاءً

والفراشة بجناحين رقيقين 

كيف تركت هباءً معاركها في قبضتي.