أنا من دمشق.
حارة ركن الدين
في الثلاثين من اندهاشي
كرديٌّ بملحٍ دمشقي
أكذب حين أشعر بالخطر، لأنجو..
وأنجو
مفتقد لضربة الحظّ،
وللصدفة.
لا زلت حيًّا.
أبّولدا- تورينغن – شرق ألمانيا الاتحادية
للشهر السّادس على العُزلة
غير حاصل على حقّ اللجوء الإنساني بعد
أتعثر بين الحروف
لغةٌ ثقيلةٌ على الرّوح
لا زلت حيًّا.
أشرب قهوتي ألفَ مرّةٍ في الشّهر،
لكن، ومنذ عامٍ وشهرين
لم أشرب دمشق في السّاعة الثامنة صيفًا
لم أشترِ ثيابًا بعد
"آخر مرة في بلغراد"
قبل نحو ثمانية أشهر
لدي مزيد من الجلوس يفوق استخدام بنطلون الجينز الأزرق
لا أحلى من الأزرق
لون أحلام العبيد.
منذ أسبوعين، لم أُكمل قراءة "دروز بلغراد- حكاية حنّا يعقوب" لربيع جابر
فأنا لا زلت حيًّا كالأبد
لأبتعد قليلًا عن أدب السّجون..
أشربُ البابونج عندما تغنّي فيروز "طلعلي البكي"، ولا أقفل الراديو ترانزستور.
الأبد كائنٌ ليس على قيد الحياة
نحن من ربطنا الخلود بالأبد
نؤمن. حين نؤمن بالميتين.
لازلت حيًّا
كي أقول هناك في وطنٍ بعيد
يبتلُّ قلبي بالصَّدى،
ولا أصابَ بنوبةٍ قلبيّة، من هبوط الأدرينالين في الجَّسد.
لازلت حيًّا
كي أشرب.. "بعد الآن بخمسين دقيقةٍ" الماءَ.
ولا أموت.
واثقٌ سأعيش أكثر، يومين على أقلّ العُمر
كي أنسى ما كتبت، وما أسأت لزهرة الأهواز.
ستعذرني لأنها صديقتي.
جذبتني شعوب شمال أفريقيا
أنَّ لديها للخطيئةِ آلهةً ليس تغضب
دائمًا تصفح.
للزّنجِ آلهةٌ بيضاءَ أكثر من العدم.
يحيا شمال أفريقيا.. ولا أصدقَ من العدم.
أنا أحمد مارديني
وهذا أصدق ما في الأمر
اقترفت الكثير من الهفوات والقليل من التّوبة.
لم أطعن أحدًا من الخلف
أنا أصغرُ من دبابةٍ ألمانية
لكنَّني أكبرُ من الغَدر.
اقرأ/ي أيضًا: