أتطلعُ إلى الأمان الذي يغمِرُني بهِ لقاؤكِ
لكلامِكِ العذب أيضًا
لعينيكِ الدافئتين كلحافٍ من مخمل
ولكن!
ما سرُّ كُل هذا الشتاء الكئيب
الذي يحيطُ بكُل شيء؟
الشتاء الذي يلفحُ قلبي بالصقيع
أنا بارد كجثة
أنا جمرٌ ملتهب يغطيه الرماد.
*
لم تعد لدي المقدرة على تدوين أسماء الموتى
فمُنذُ أن قُتل بابكر عبد الحميد
وأنا أتساءل:
لماذا لا يكون للقتلى جميعًا اسمٌ واحد؟
*
لا بُد أنك حائرة إلى حدٍ ما الآن
يؤرِقُكِ نسياني الدائم لوجهكِ
دهشتي عندما أراكِ وكأنهُ لقاؤنا الأول
الشجنُ الذي أحكيه
والأملُ الذي لا يموت في صدرك.
*
أنا أُغنية
كان يُدمدمهُا جارنا الحاج سعيد
في يومٍ بعيد
الأغنية التي ابتلعتها الغيوم
وسقطت على الأرضِ مطرًا.
أنا أغنية
أغنية مذبوحة
للبلاد والقتلى الحُزانى
أغنية لخديكِ البلاد.
*
كُل الذين ماتوا من أجلِ بلادهم
عادوا لينموا في جنباتها أشجارًا
دمٌ يتوالدُ إثرهُ عشب وأغانٍ عذبة.
هذهِ الليلة هادئة نوعًا ما
هُنالك أنينٌ مكتوم نعم
صحيح أنهُ مرعب لكن هذا غير مهم البتة
فهو محاط بأحذية القادة والأمراء والملوك
مُنذ بدء الزمان حصل هذا
ولن ينتهي
المُهم الآن في كل ذلك أن أتذكر وجهك
ملمس خدك
أن أبحث في هذه الليلة الهادئة
في وجوه الأشجار
عن الرفاق الذين قتلوا غيلة
وأغانيهم التي سرقتها الأيادي الآثمة.
اقرأ/ي أيضًا: